تحقيق ـ مريم الشميلي:
استقبل مستشفى صقر في رأس الخيمة خلال الشهرين الماضيين أكثر من 160 إصابة بين الأطفال بفيروس ''الروتا - فيروس''، ولم يحدد الأطباء أسباب الإصابة بالفيروس الذي يسبب الإسهال وارتفاعا في درجة الحرارة والاستفراغ ''الترجيع'' ويتعرض المصاب بالفيروس إلى ''الجفاف بدرجات مختلفة''·
وأوضحت مصادر في مستشفى صقر أن المستشفى كان يستقبل ما لا يقل عن ثلاث إلى أربع حالات يومياً اعمارهم بين سنة وخمس سنوات·
ما هو الفيروس؟
يعرف عن فيروس ''الروتا'' أنه من أشهر الفيروسات المسببة ''للنزلة المعوية'' والتهابات القناة الهضمية التي يصاب بها الأطفال بنسبة 95% ما بين عمر سنتين إلى خمس سنوات·
وأفادت تقارير حديثة في الإمارات أن 25% من حالات الإصابة بفيروس ''الروتا'' تنتشر بين الأطفال الذين هم دون الستة أشهر وبنسبة 35% من عمر شهرين الى 12 شهرا، وبنسبة 25% للاطفال دون 24 شهراً، وينتشر الفيروس على مدار العام ويكثر في فصل الصيف·
وتقول والدة الطفل عبدالعزيز الذي يبلغ من العمر سنتين: إن بداية إصابة ابنها بالمرض كانت مجرد أعراض بسيطة بدأت بإسهال ضعيف ثم تطور المرض وصاحبه ارتفاع شديد في درجة الحرار مما دفعها للذهاب إلى قسم الطوارى الخاص بالأطفال في مستشفى صقر لأن أعراض المرض تطورت وأصيب الطفل بحالة جفاف حاد، الأمر الذي اضطرها إلى حجز غرفة لابنها في المستشفى لتلقي العلاج وتعويض السوائل التي فقدها، واستمرت فترة الطفل في المستشفى ثلاثة أيام تلقى خلالها المحاليل المغذية ودواءً خافضاً للحرارة فقط·
وتقول أم أحمد: اصيبت ابنتي (10 أشهر) بالفيروس ونصحني الطبيب بالالتزام بالعلاج الذي قرره وتم صرفه من المستشفى وقال خلال فترة تتراوح ما بين خمسة إلى سبعة ايام ينتهي المرض وتتعافى الطفلة تدريجياً ولكن لم يفلح الدواء في تحقيق ذلك ومازالت طفلتي مريضة وأعراض الإسهال موجودة على الرغم من أخذ العلاج بانتظام وتراجع وزن الطفلة وخسرت ثلاثة كيلوجرامات من وزنها·
العدوى
من جانبها قالت أم خالد خلال فترة مرض ابني كنت الازمه طوال الوقت ولم أكن أعلم أن المرض معدٍ وأنني سأصاب بالفيروس حتى أحسست في يوم بألم شديد بالمعدة يصاحبه حالة دوران ''دوخة'' وإعياء شديد، وذهبت على الفور إلى الطبيب المناوب بالمستشفى وعرفت أنها نزلة معوية سببها فيروس ''الروتا'' ونصحني الطبيب بأن أعزل أبنائي عن أخيهم المريض حتى لا تنتقل العدوى إليهم·
غياب التوعية
وبسبب غياب التوعية وتحذير الأهالي من أنه معدٍ، وتوعية المواطنين بطرق التعامل مع الأطفال المرضى انتقل الفيروس إلى العديد من الأطفال، وقال ''أبوموزة'' إن التوعية والإرشاد واجب وزارة الصحة، وعليها مسؤولية تثقيف الأفراد وتبصيرهم بالمرض خصوصاً الأمراض الفيروسية المعدية وتقديم النصائح وطرق العلاج وأعراض المرض وكيفية العلاج·
وأضاف ابوموزة: أنا أب لثلاثة أبناء وقد اصيبت ابنتي بالفيروس عن طريق طفلة أخرى ونقلته بدورها لباقي اخوتها وتحول المنزل إلى مستشفى وذلك بسبب قلة المعرفة وعدم تحذير المنطقة الطبية من إمكانية انتشار المرض وهذا يفسر أسباب إصابة 160 حالة خلال شهرين·
انتقال الفيروس
تفيد دراسات علمية أن فيروس ''الروتا'' ينتقل من شخص مصاب لشخص سليم، مباشرة بالفم أوعن طريق (المأكولات والمشروبات) الملوثة من الشخص المصاب، لذا يجب عزل المصاب عن باقي أفراد الأسرة وأن إمكانية انتشار الفيروس في الهواء كبيرة عن طريق التنفس·
أكدت المحاليل الطبية برأس الخيمة أن عملية القضاء على المرض تتم بواسطة المحاليل الطبية لتعويض السوائل التي يفقدها الجسم والأملاح خلال فترة المرض وقد تصل بعض الحالات إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل وينتج عن ذلك إصابة المريض بحالة من الاعياء وارتفاع درجة الحرارة وغياب الوعي أو ما يسمى ''بالكوما'' ويرجع السبب في ذلك إلى شدة المرض أو نقص المناعة لدى الطفل ومدى مقاومته للفيروس، وفي هذه الحالة لابد للمريض من أخذ المحاليل ''المغذية'' عن طريق الوريد والعلاجات الأخرى·
اللقاح
ويستخدم في هذه الحالات نوع من اللقاح يسمى بـ''روتاركس ت'' والذي لم يتم تسجيله في وزارة الصحة، يذكر أن نسبة إصابة الأم بنفس الفيروس تصل إلى 95% وذلك بانتقاله في حالة عدم غسل اليدين جيداً بعد عملية تنظيف الطفل المصاب خصوصاً عن طريق ''براز الطفل''·· وقد لوحظ وجود حالات بالمستشفى وجود حالات كثيرة وعدوى كثيرة للأمهات من الاطفال·
فيروسات موسمية
قالت الدكتورة جنان احمد - اختصاصية ''أمومة وطفولة'' بمركز الطفولة والأمومة برأس الخيمة: تزداد الإصابة بفيروس ''الروتا فيروس'' في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة والتلوث اللذين يعتبران من المسببات الرئيسية في تنشيط الفيروسات وسرعة انتشارها·
وتقول الدكتورة جنان: يستخدم لهذا النوع من الفيروسات لقاح يسمى ''روتاركس - ت'' كمضاد للمرض·· وتستخدم المستشفيات اللقاح المماثل لـ''روتاركس'' لمعالجة المرض·
وأشارت الدكتورة جنان إلى أن هناك خططاً مستقبلية في المنطقة بشأن إعطاء الأطفال التطعيمات الصيفية المناسبة ضد تلك الفيروسات خصوصاً للفئة العمرية التي تتراوح بين سنة وخمس سنوات وفي الأماكن الأكثر عرضة لانتشار الفيروسات وتنصح الدكتورة جنان الأمهات التأكد من نظافة الأطعمة التي تعطى للأطفال خصوصاً خارج المنزل لحملها الفيروسات خصوصاً من الجو·
عدد اليوم
