سيئول (وكالات)- أعلن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، في خطاب مفاجئ بمناسبة رأس السنة الميلادية، ألقاه في بيونج يانج أمس، أن أولوياته للعام الحالي هي إجراء «تحول جذري» لإصلاح اقتصاد بلاده المنهك، بالتزامن مع تعزيز قوتها العسكرية، والسعي إلى إنهاء المواجهة مع كوريا الجنوبية المستمرة منذ الحرب الكورية (1950-1953).
في أول خطاب يلقيه زعيم كوري شمالي بمناسبة حلول العام الجديد منذ 19 عاماً، قال أون نأمل في أن يكون عام 2013 سنة الابتكارات الكبرى والتغييرات، علينا أن نقوم بتحول جذري لبناء اقتصاد عملاق بالروح والشجاعة التي تحلينا بها لغزو الفضاء. هذا هو الشعار الذي يتبعه الحزب (الشيوعي الحاكم والوحيد في كوريا الشمالية) والشعب هذه السنة». وأضاف «الحزب بأكمله والبلاد بأسرها والسكان يجب أن يشاركوا في التحول الكامل، حيث ستركز السياسات الاقتصادية للبلاد هذا العام على رفع الانتاج جذرياً، وتحسين مستويات المعيشة». وأوضح أن إنجاز ذلك سوف يكون بالتركيز على تطوير الزراعة والصناعات الخفيفة.
وبشكل لافت للنظر، خلا خطاب أون من أي إشارة الي برنامج الأسلحة النووية لبلاده، حيث اكتفى بالدعوة إلى تقوية الجيش الكوري الشمالي، أحد أكبر الجيوش في العالم، وتطوير المزيد من الأسلحة المتقدمة. وقال «إن القوة العسكرية لأي دولة تمثل قوتها الوطنية، وعند بناء قدراتها العسكرية في كل المجالات يمكنها التحول إلى دولة مزدهرة».
وذكر أون أن هناك هدفا مهماً آخر يتمثل في تخفيف حدة التوتر مع كوريا الجنوبية. وقال «إن التخلص من المواجهة بين الشمال والجنوب مسألة مهمة لوضع نهاية لتقسيم البلد وتحقيق إعادة توحيده». وأضاف «تاريخ العلاقات بين الكوريتين يظهر أن المواجهة بين مواطنينا لا تقود إلى شيء سوى الحرب».
وتعليقاً على الخطاب، قال الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيئول يانج مو جين إن هذه التصريحات قد تكون تمهيداً لإصلاحات اقتصادية محدودة فعلاً.
وقال خبير شؤون كوريا الشمالية في «معهد كوريا للتوحيد الوطني» الحكومي الكوري الجنوبي كيم تاي وو إن كلمة أون تتضمن على ما يبدو رسالة مفادها بأن لديه نية لإنهاء المواجهة الحالية بين الكوريتين، ولكنها لا تعني بالضرورة أي تغيير جوهري في سياسة النظام الكوري الشمالي تجاه الجنوب.
عدد اليوم
