السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«عاش بوخالد» وثيقة أدبيّة مهمّة.. حملت وجدان الشعر والسياسة الواحدة

«عاش بوخالد» وثيقة أدبيّة مهمّة.. حملت وجدان الشعر والسياسة الواحدة
31 أكتوبر 2018 02:08

محمد عبدالسميع (الشارقة)

الشعر هو نبض المجتمع وترجمان المشاعر المعبرة عن الولاء والمحبة.. «عاش بوخالد» قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تجسّد مدى عمق المحبة والولاء لقائد نفتخر به جميعاً، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تعبّر عن شعور المواطن الصادق، تجاه ما حققته الإمارات في مسيرة التقدّم والبناء، وما قدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من خدمات جليلة للوطن والشعب. فهو قائد صاحب قرار، وحكيم وحازم وصارم في كل ما يستدعي الحزم، ورجل دولة وسياسة، قراره حازم في سبيل العدل والمساواة، ولم ينس المحافظة على وحدة أبناء شعبه.
وعلى أصحاب الدسائس أن يعلموا أنّ الدولة بهمّة قيادتها، ورؤية مؤسسها- رحمه الله- الشيخ زايد، هي أبقى من كلّ هذه الفقاعات التي يبعثون، والكلام الذي ينعقون به، والحِيَل السطحيّة التي يقتاتون بها؛ فالوفاء والمودة والحب عناوين عريضة، يزجيها صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في قصيدة «عاش بوخالد» التي تعبّر عن أصدق الولاء والانتماء والاعتزاز بالرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مصدر الحكمة والعطاء الذي يجمع على حبّه واحترامه الناس، فتزداد هذه الثقة في كلّ الظروف والمتغيرات أو المستجدّات.
والتعبير الصادق عن المحبّة والودّ واحترام الشعب صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ينقله صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في قصيدة تمتلئ بالصور الشعريّة التي اعتادها جمهور الشعر ووجدوا فيها رسالةً أيضاً تؤكّد الصفّ الإماراتي الواحد، وتآلفه، وانسجامه، وفي هذه الأبيات المعبّرة التي تنطلق بـ«عاش بوخالد» وتنتهي بـ«عاش بوخالد»، نحن أمام وثيقة أدبيّة مهمّة، حملت وجدان الشعر والسياسة الواحدة محطّ الاحترام، والمستمدّة من روح الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني مجدها، والذي ما تزال رسالته العظيمة في الوئام والبناء وإعلاء شأن الإمارات، خالدةً على الدّوام.
إنّ عيون الشعب، التي لخّصت حالة الحبّ الكبير والاحترام العظيم لـ«بوخالد»، تشابهها حالة القلوب التي تنبض بهذه المشاعر، فهي العيون والقلوب، تحمل أبلغ الأحاسيس وأسماها، التي تشتمل عليها القصيدة المعبّرة، وهو اختيار موفّق شعرياً لأن يكون الوفاء مبثوثاً بعيون الناس، ويظلّ حيّاً يسير مع نبض قلوبهم، فاختيار الجزء ليعبّر عن الكلّ استهلال أدبي موفّق وينمّ عن شاعريّة كبيرة، تزداد قوّةً وتدفّقاً حين يكون «بوخالد» غماماً يوزّع الغمام منه جوده على الناس، ولذلك فإنّ تكثيف المعنى الشعريّ أو الصورة الفنيّة بمهارة في أنّ الغمام وهو أصل المطر- بما يحمل المطر من خير للناس وقضاءً لحوائجهم- إنّما هو- أيّ الغمام- يستقي من شخصيّة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، استمراره وتدفّقه بالعطاء، فإذا كان هذا الغمام هو القيمة المعياريّة في الجود والكرم، فإنّ قيمةً أكبر تعلوها، وهي الغمام الأكبر الذي هو شخصيّة الممدوح، وذلك كنايةً أدبيّةً عن قوّة العطاء ومدّ الناس بالجود، ففي حالة المفاضلة، فإنّ الغمام المادّي يكون في مرتبة لا تصل إلى الغمام المعنويّ الذي هو فارس القصيدة وشخصيّتها الرئيسة موضع المدح.
ثمّ إنّ شخصيّة «بوخالد» أيضاً هي من الاستواء والعدالة، بحيث لا يمكن لأيّ شخصيّةٍ أخرى أن تعدلها، كما في شطر البيت «ويا إمامٍ ما استوى في الناس قدّه»، فهو يلتفّ حوله ويتبع أمره الجميع، نظراً لثقة الناس به واعتمادهم عليه، فهو أمان «الدّار»، في كلتا الحالتين: الحرب والسلام، وهذا التعبير يؤكّد لنا أنّ هذه الثقة هي في أنّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو الشخصيّة محلّ الإجماع في كلّ شؤون الحياة، بل إنّ «الدّار» بمعناها الأوسع- الدولة- وبمعناها الحميمي العائلي، ما تزال مطمئنّةً بكلّ من فيها لهذه القيادة الحكيمة الفذّة، وهذا القرار الذي لا يصدر إلا عن عين بصيرة وشخصيّة عظيمة متمرّسة بشؤون السياسة والحكم والحياة، وتحظى بالموفّقية من الله، ولذلك تكتمل ثقة الناس ويزداد العمل والبناء والإنجاز في ظلّ غمام لا ينقطع خيره، وإمام لا يستوي معه إمام، وقائد حكيم يطمئن الجميع إليه ربّاناً لهذه السفينة العظيمة التي لا تُودي بها كلّ الرياح مهما عتت، وكل المكائد مهما استشرت، فالوطن قد حقق مطالبه به وبلغ المجد غاياته على يديه، وذلك ما تتمناه كلّ الدول والحكام والشعوب على السواء.
بعد هذه التوطئة القويّة، يأتي الجانب الشّخصي، بتعبير حميم من أخٍ يلتزم بحكمة القائد ويكن له كلّ الاحترام، بل إنّه، وعلاوةً على كلّ ذلك، هو صديق لـ«بوخالد»، الذي يعلم مقدار حبّه ومودّته له ووفاءه والتزامه بمصلحة الدّولة في كلّ الحالات.
وإذ نسير مع صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أبياته المعبّرة العذبة، بما فيها من رسالة، فإننا واجدون أن عوامل القربى والصداقة تزداد وتقف على أرض ثابتة، حتى أنّ الشخصيّتين- المادح والممدوح- يحملان الاسم ذاته «محمد»، فهو ليس اشتراك مصادفةٍ، بل تؤكّده هذه الشراكة الحقيقيّة في الهدف الوطنيّ الواحد والرؤية الواثقة التي اقتُبِستْ من حكيم العرب ومؤسس فكرة الاتحاد الذي يجمع اليوم كلّ القوّة والمجد، فما تزال رؤيته حاضرةً، ومحل افتخار وثناء، بل إنّ صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قريبٌ جداً من الشيخ زايد، رحمه الله، أخذ منه خصاله المحمودة بين الناس، ومنه اقتبس المحبّة تماماً كما اقتبسها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فهما يشتركان اشتراكاً قويّاً ضدّ أيّ خطر أو دسيسة يطيب للحاقدين أن يرسلوها أو يصنعوا منها مصدر عداوة لفرقة الصّف وخرق هذه الألفة التي تُغبط عليها الإمارات وهي تسير بكلّ هذه الثقة وكلّ هذا الطموح الكبير.
إن معرفة الشخصيّتين الكبيرتين بما يخطط له أعداء النجاح كفيلةٌ بأن تردّ السمّ الزعاف إلى صدور من يحاولون بثّه أو يرومون به الفرقة، فهي مجرّد «دسايس وكلام»، يؤكّدها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقوله: «صف واحد خلف من عنده الزّمام/‏‏‏‏‏‏‏‏‏ نتبعه والعزم منّه نستمدّه»، فهي طاعة وليّ الأمر والسير وفق رؤيته وحكمته، وذلك ما يضيّع الفرصة على مروّجي هذه الدسائس، فما من بديلٍ عن الفوز الذي اعتادته الدولة أمام كلّ الظروف والمستجدّات والأجندات الخبيثة الدنيئة التي فشلت وتفشل بها كلّ هذه الوجوه السوداء التي تزاد افتضاحاً ولا تستطيع أن تقف أمام هذه الشمس الساطعة العالية التي لا تعمل إلا في النهار، شمس الإمارات الدولة والقيادة والرؤية والتاريخ.
ختاماً.. وفق الله قادتنا الأوفياء لكل ما فيه خير وسداد، وكل الدعوات الصادقة بأن يتم علينا نعمة الأمن والرخاء والاستقرار في بلدنا المعطاء الإمارات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©