الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عناقيد الوجود

10 سبتمبر 2006 02:22
امتدت أيادي الأمل·· وحفرت هناك في تلك المنطقة·· أترونها··! انها بقعة خالية تماما من الضوء·· ومن باطن أرضها تخرج أصوات استساغت الأذن سماعها·· وخرجت من باطن أراضيها جذوع امتدت حتى ان رائيها يخيل له أنها تلامس الغيوم·· هذه هي المنطقة·· وهذه هي اليد ما زالت تحفر وتحفر· تراجعت الأيادي·· وبقيت يد واحدة·· ما زالت مستمرة وقد ظهر على محياها التعب والإرهاق·· يا أيتها اليد عم تبحثين··!! أنصتوا بماذا أجابتني·· اصغوا الى يد باتت تنقب عن قطرة رحمة لتسقي بها قلوبا باتت الرحمة لا تعرف لها طريقا·· رأيته·· ويا ليتني لم أره·· معقول·· أهذا هو الرجل الجبار الذي كان يأمر وينهى وضع الدنيا كلها تحت رهن أصبعه·· ذات ليلة مشيت في أحد المستشفيات واستوقفني اسم رأيته في أحد الملفات التي كساها الغبار·· سألت منذ متى وهو يرقد هنا·· قالوا منذ ستة أشهر سألت هل يزوره أحد؟! خفضت رأسها خجلاً من الاجابة وقلت لها يكفي لقد فهمت·· استبيحك العذر الآن·· طرقت الباب يعوي الصمت أركان تلك الغرفة الكئيبة التي تبكي جدرانها هل من زائر يا أبناء هذا الرجل·· اقصد هذا الرجل الذي عفى عليه الدهر وشرب ونهش الزمن سنين عمره··! وضعت يدي على رأس احتلته التجاعيد·· فعمره قد تجاوز المائة·· سبحانك ربي·· كان يرى والآن لا يرى سوى ظلام سكن في مقلتيه كان يصرخ ويضرب والآن يصرخون عليه وقد بانت علامات ضربات الابر في يديه كان كثير الحركة والآن لا يستطيع ان يحرك ساكنا من أعضاء جسده·· أي عقاب هذا يا رحمن··! اللهم اشفه وأعنه على ما ابتلاه·· هذا هو الرجل الذي يسكن بجوار بيتنا·· والذي لم نكن نسمع إلا صراخه·· وها هو الآن طريح الفراش·· نسيه ابناؤه لقسوته·· وتركته نسوته الاربع لظلمه·· ونشفت الرحمة في قلوب كل من كانوا حوله·· مؤلم عندما يترقب دخول أحد أبنائه عليه ومؤلم عندما كان يؤشر بعينه الكفيفتين·· اين انت يا عناقيد الوجود··؟ حسناء الهاجري
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©