الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أدوات الفنان».. مكملات سحرية لعبور بوابة النجاح إلى قلب الجمهور

«أدوات الفنان».. مكملات سحرية لعبور بوابة النجاح إلى قلب الجمهور
18 أغسطس 2014 20:00
«أدوات الفنان». . هي ما يستخدمه الممثل للتعبير عن الشخصية التي يؤديها وانفعالاتها ومشاعرها. وقائمة الأدوات تطول وتتعدد بحسب إبداع كل فنان ، لكنها قد تشمل العصا ، المسدس ، السيجارة أو طريقة معينة في المشي أو الكلام أو أكسسوارات أخرى يرتديها الممثل ، بل ربما كانت جملة أو إيماءة أو حركة متكررة يعرف بها الفنان دوما. . وفي كثير من الأحيان تخطف أنظار الجمهور، بل قد تصبح البطل الرئيسي. من طرق نجاح الممثل المعروفة إلى جانب الموهبة التي يمنحها الله له، هي امتلاكه لبعض الأدوات الأساسية التي من دونها لا يستطيع أن يقف أمام الكاميرا أو يتقبله المشاهد، ويتم قياس مدى نجاح الممثل في عالم التمثيل عبر الأداء الجسدي والتعبيري، الأول يتمثل في الجسد والصوت والعين، والآخر يتمثل في الأحاسيس والمشاعر والانفعالات. الإبداع هو الأساس حول دخول العنصر المكمل الثالث وهو «مكملات الأداء» لتحقيق النجاح لشخصية معينة يجسدها الفنان، أوضح بلال عبد الله الذي جسد شخصية «مبارك» الرجل المسن في مسلسل «حبة رمل» الذي عرض في شهر رمضان على شاشة «أبوظبي الإمارات»، واشتهر بحمله لـ «الخيزرانة» التي يعبر بها عن غضبه بضربه الحقيقي للفنانين الذين شاركوه بطولة المسلسل، بطريقة كوميدية لاقت استحسان الناس، أنه على الرغم من أن «مكملات الأداء» ليست من العناصر الرئيسية في التمثيل، لكنها من العوامل المهمة لنجاح الشخصية التي يجسدها الممثل، وقال: إذا تحدثنا عن الانفعالات والتعبيرات وطريقة تقمص الشخصية، فإن الفنان الذي يتمتع بموهبة حقيقية يستطيع أن يتقن تجسيد هذه الشخصية وإيصالها للمشاهد من دون «أدوات فنية»، إنما هناك بعض الشخصيات التي تتطلب من الممثل أن يضيف إليها بعض «المكملات» حتى يظهر بالطريقة التي كتبها صاحب السيناريو، مثل شخصية «يعروف» التي تطلبت أن يظهر بـ «الخيزرانة» خصوصاً أنه رجل مسن وعصبي. من ناحيته، أكد الفنان الإماراتي حبيب غلوم أن الأدوات الفنية مسألة تكميلية ليس أكثر، حيث قال: موهبة الفنان الحقيقية وقدرته على الإبداع والتنفيذ هي الأساس، حيث يستطيع الممثل من خلال قدراته التمثيلية سواء كانت الجسدية أو التعبيرية عن طريق الوجه والعينين إيصال ما يريد للمشاهد بسهولة ويسر، إنما تأتي «الأدوات الفنية» لتكون مكملة لبعض تفاصيل الشخصية، لكن يمكن الاستغناء عنها في أغلب الأحوال. الأداء التمثيلي وأشار حبيب إلى أن هناك بعض الأدوات التي تضيف إلى الأداء التمثيلي في الفن ولا غنى عنها مثل الماكياج أو الموسيقى والمؤثرات الصوتية، لكن من وجهة نظره أيضاً أن الفنان الذي ليست لديه القدرة على استحضار المؤثرات ذاتياً، ورسم المشهد في خياله، والانفصال عن شخصه وتقمص الأخرى، فلن يستطيع التأدية بالشكل المطلوب حتى ولو قدمت إليه جميع «الأدوات الفنية»، ويرجع حبيب بالذاكرة إلى الوراء كي يعطي مثالاً لبعض العمالقة في الفن الذين ينطبق عليهم ما يقوله، إذ تذكر الفنان الراحل محمود مرسي الذي أدى العديد من الأدوار المتميزة وتقمص شخصيات عدة لا يزال يحكى عنها في تاريخ الفن، من دون أي أداة من «الأدوات الفنية»، إضافة إلى الفنان يحيى الفخراني الذي من وجهة نظره الذي لا تفرق معه أداة فنية أو مؤثرات وموسيقى صوتية، إذ أن صوته وأداءه أمام الكاميرا كافيان لإظهار ما يريد للمشاهد. خبرة فنية فيما رفض المخرج والكاتب الإماراتي منصور الظاهري استخدام الفنان للأدوات التمثيلية التكميلية للتعبير عن حالة معينة، وقال: التعبير الجسدي والمجهود الذاتي للفنان أفضل طريقة للتعبير عن الحالة في مشهد ما، فبخبرة الممثل نفسه وطريقة أدائه المحترفة يستطيع أن يصل إلى ما يريد من خلال الجسد بطرق عدة منها تعابير الوجه والتنفس. وأضاف: في حالة إذا كان الممثل لديه أحد المشاهد التي يعبر فيها عن الغضب أو الضيق جراء موقف معين ضمن أحداث العمل الفني نفسه، فتعابير وجهه أمام الشاشة تصل إلى المشاهد بشكل صادق، أكثر مما يصله بكسر زجاجة أو إشعال سيجارة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه لا ينكر أن «الأدوات الفنية» من الممكن أن تكون ضرورية أثناء تجسيد بعض الشخصيات أمام الشاشة، التي تتطلب وجود أكسسوار معين أو أداة للتعبير عن شكل وطبيعة الشخصية نفسها، والتي يتم استخدامها في مشاهد العمل كاملة وتكون مرتبطة بالفنان طوال فترة التصوير. «كاستينج» وأوضح الظاهري أن «أدوات الفنان» يحددها مدير الـ «كاستينج» مع مخرج العمل، حيث يعقدان جلسات عمل مع الممثلين قبل التصوير بفترة، ليتحدث كل فنان عن الشخصية التي يجسدها في العمل، وأثناء النقاش يضع مدير الـ «كاستينج» بعض الملاحظات الواجب أن تتوافر من «الأدوات الفنية» كالملابس أو الماكياج أو الأكسسوارات أو أدوات أخرى لكي تظهر الشخصية بالشكل المناسب، لافتاً إلى أن هناك نوعين من الأدوات المساعدة للفنان الأول بحسب متطلبات الشخصية نفسها مثل العصا أو السيف، والآخر بحسب المكان مثل لوحة أو طاولة أو زجاجة، بحيث تتماشى مع طبيعة المشهد نفسه. «خيزرانة مبارك» أكد الفنان الإماراتي بلال عبد الله أنه لا ينكر أن «الأدوات الفنية» في بعض الأحيان تزيد من نجاح الممثل نفسه أثناء تجسده للشخصية وقال: لولا «خيزرانة» مبارك في «حبة رمل» لما حقق هذا الانتشار الكبير ودخلت الشخصية قلوب المشاهدين، لدرجة أن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي قالوا أن «خيزرانة» بلال عبد الله يجب أن يضعها في المزاد أو المتحف، لافتاً إلى أنه واحد من الفنانين الذي حينما يقرأ دوره على الورق ويعجبه ويقرر أن يقدم الشخصية، أول ما يفكر فيه هو الطريقة التي سيظهر بها بهذه الشخصية أمام المشاهد، لدرجة أنه في الكثير من الأحيان يضيف بعض التفاصيل الخارجية الخاصة بالشخصية حتى يتقمصها بالشكل المطلوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©