الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الميسر لهو يؤدي إلى أكل الأموال بالباطل

الميسر لهو يؤدي إلى أكل الأموال بالباطل
1 أغسطس 2011 22:56
عقوبة من يلعب الميسر التعزير وهي عقوبة في الإسلام يقدرها القاضي بشرط تحقيق الزجر لمتعاطي الميسر فتكون بالقدر الكافي لعقوبة متعاطي القمار، وكذلك لزجر أمثاله ممن يسمعون بعقوبته فيجب أن تكون شديدة زاجرة بالقدر المناسب للجريمة. زمن الجاهلية وكان العرب يتقامرون في الجاهلية إلى أن جاء الإسلام فنهاهم الله تعالى عن هذه المعاملات والسلوكيات والميسر معناه الضرب بالقداح على الأموال والثمار أجمع الفقهاء على تحريمه بسبب ما ورد في القرآن الكريم أنه يلهي عن ذكر الله والصلاة وكسب بلا جهد وليس له قيمة مضافة إلى الإنتاج ولا يحقق تنمية، بل يقود إلى التخلف وأكل أموال الناس بالباطل. وصدق القرآن الكريم حين جمع بين الخمر والميسر في آياته وأحكامه فإن أضرارهما على الفرد والأسرة والوطن والأخلاق متشابهة وما أشبه مدمن القمار بمدمن الخمر فهما من عمل الشيطان وقرنهما القرآن بالأنصاب والأزلام وجعلهما رجساً واجب الاجتناب. والقمار معناه اللعب على عوض بأن يخرج كل واحد من اللاعبين مالاً ومن يفز يأخذ المالين وقد نهى الله عنه بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالبطل) "النساء، 29". والميسر أصل اشتقاقه من اليسر لأنه أخذ مال الناس بيسر وسهولة بلا كد وتعب ويشمل كل مقامرة مهما كانت وسيلتها مثل اليانصيب وأنواع اللعب الأخرى التي يدفع فيها المغلوب مبلغاً معيناً ومن اشترك في سحب أوراق بأرقام معينة فإن خرج رقمه أخذ ومن لم يخرج رقمه ذهب ما دفعه ولا يأخذ شيئاً وهو ما يعد مقامرة حتى لو أنفق من ريع "اليانصيب" شيئاً للفقراء أو بعض الجهات الخيرية. والميسر له أضرار كبيرة منها أنه يورث العداوة والبغضاء ويصد عن ذكر الله وإفساد التربية بتعويد النفس على الكسل وعدم اكتساب الرزق من الأسباب الطبيعية ويؤدي إلى إهمال المقامرين للزراعة والصناعة والتجارة وإفلاس المقامر وخراب البيوت بالانتقال من الغنى إلى الفقر وفي صحيح البخاري ورد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال لصاحبه تعالى أقامرك فليتصدق" أي عليه إفك ويجب عليه الصدقة للتكفير. والإسلام أباح للمسلم ألواناً كثيرة من اللهو واللعب، وحرّم كل لعب يخالطه قمار ولا يحل لمسلم أن يجعل من لعب القمار وسيلته للهو والتسلية وتمضية أوقات الفراغ كما لا يحل له أن يتخذ منه وسيلة لاكتساب المال. والإسلام حرم القمار لحكم بالغة وأهداف جليلة منها أنه يريد من المسلم أن يتبع سنن الله في اكتساب المال الحلال وأن يأتي البيوت من أبوابها وينتظر المسببات من أسبابها. والقمار يجعل الإنسان يعتمد على الحظ والصدفة والأماني الفارغة لا على العمل والجد واحترام الأسباب التي وضعها الله وأمر باتخاذها. والميسر يورث العداوة والبغضاء بين اللاعبين المتقامرين وإن أظهروا بألسنتهم أنهم راضون فإنهم دائماً بين غالب ومغلوب وغابن ومغبون والخسارة تدفع المغلوب إلى المعاودة عسى أن يعوض ما خسره والغالب تدفعه لذة الفوز إلى التكرار ويدعوه قليله إلى كثيره وهذا هو السر في كارثة الإدمان للاعبي الميسر. ومن أجل ذلك كانت هذه الهواية خطراً شديداً على الفرد والمجتمع لأنها تلتهم الوقت والجهد وتجعل من المقامرين أناساً عاطلين يأخذون من الحياة ولا يعطون ويستهلكون ولا ينتجون. «اليانصيب» الإسلام فرق بين الميسر والقرعة أو المسابقات الرياضية الشريفة والتي وردت في الحديث النبوي: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج أقرع بين نسائه". وما يسمى "اليانصيب" هو لون من ألوان القمار ولا ينبغي التساهل فيه والترخيص به باسم الجمعيات الخيرية والأغراض الإنسانية والذين يستبيحون اليانصيب كالذين يجمعون التبرعات لمثل تلك الأغراض بالرقص الحرام قال رسول الله: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً". والذين يلجؤون إلى هذه الأساليب يفترضون في المجتمع أنه ماتت فيه نوازع الخير وبواعث الرحمة ومعاني البر ولا سبيل إلى جمع المال إلا بالقمار أو اللهو المحظور والإسلام لا يفترض هذا في مجتمعه بل يؤمن بجانب الخير في الإنسان فلا يتخذ إلا الوسيلة الطاهرة للغاية الشريفة من خلال الدعوة إلى البر واستثارة المعاني الإنسانية ودواعي الإيمان بالله والآخرة. والذين يحاولون إخراج "اليانصيب" الخيري المنتشر هذه الأيام من الميسر المحرم بحجة أنهم ينفعون بعض الفقراء هم في ضلال وحجتهم باطلة وقولهم باطل لأن واقع الميسر عند نزول التحريم كان فيه نفع للفقراء بتوزيع اللحم الذي يكسبه أصحاب الميسر ذوو السهام المخصص لها حصص حتى إنهم كانوا في الجاهلية لا يأكلون منها بل يعطونها للفقراء ويفتخرون بذلك ويذمون من لا يفعله ومع ذلك كان التحريم منصباً عليه، ولذلك فاليانصيب الخيري يدخل تحت تحريم الميسر ولا يخرجه من ذلك نفع الفقراء ببعضه لأن واقع الميسر المحرم منطبق عليه.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©