بسم الله ...

جملة مكونة من كلمتين خفيفة على اللسان يشعر الناطق بها بالاطمئنان والاستقرار والأمان في يومه كله في الصباح والمساء واليقظة والنوم فيها. حفظ إلهي وحصن رباني من شرور الخلق أجمعين. فما أجمل أن يشعر المسلم أنه محفوظ بحفظ من الله وأن رعايته له في كل مكان وما ذلك إلا لتحرك اللسان بهاتين الكلمتين واعتقاد القلب بهما، فالحفظ مطلوب في البيت والعمل وفي الشارع وفي أنواع التعاملات كلها وإن الأخذ بالأسباب الظاهرة مطلوب شرعاً ولكن يبقي الاعتقاد أن الاعتماد على المسبب وهو الله تعالى فالحافظ هو وحده سبحانه ومتى تعلق الإنسان بالأسباب وترك التوكل على المسبب فقد أبعد عن نفسه الحفظ الإلهي وأصبح الإنسان رهينة ما تعلق به ويجمل المقام بأن أذكر أمثلة للحفظ من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. في بداية كل يوم ونهايته (الصباح والمساء) يبين لنا نبينا صلى الله عليه وسلم ذكراً يأتي به المسلم ليتحصن في استقبال يومه بحفظ من الله تعالى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء) “رواه أبو داود”. - التسمية على مرافق البيت عند النوم: عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم. فأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئاً، وأطفئوا مصابيحكم) متفق عليه. - عند الخروج من المنزل وعند الدخول: أ- عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت فتتنحى له الشياطين) “رواه أبوا داود”. ب- عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عز وجل عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء) “رواه مسلم”.