السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صفاء النفس

1 أغسطس 2011 22:55
قال تعالى: “إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ”، وقال تعالى: “الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ “ البقرة/274 . هذه الآيات تشير إلى أن الإسلام حث على الإنفاق في سبيل الله والتصدق على الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل سرا وعلانية وجعل الصدقة من الروابط الاجتماعية لزرع المحبة والتآلف والأخوة بين المسلمين. وقال صلى الله عليه وسلم “إن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء” رواه الترمذي وحسنه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “على كل مسلم صدقة، فقالوا يا نبي الله فمن لم يجد؟ قال يعين ذا الحاجة الملهوف، قالوا فإن لم يجد؟ قال: فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة” رواه البخاري، وإذا كان المولى عز وجل يأمرنا ويرشدنا إلى إصلاح المجتمع فرداً وجماعات وشعوبا وقبائل وزرع المحبة وإنشاء رابطة الأخوة بين المسلمين وإلى رفع معاناة الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام من خلال الصدقة والحث على الإنفاق والتصدق عليهم سراً وعلانية، فإلى جانب أوصى القرآن بحماية كرامتهم والحفاظ على مشاعرهم من أن يمسسها المتصدق بسوء، لفظيا كان أو فعليا فنهى سبحانه وتعالى عن اتباع الصدقة بالمن والأذى وعن التصدق للمفاخرة بين الناس، فاتباع الصدقة بالمن والأذى والإنفاق والتصدق رئاء الناس يعتبران من مبطلات الصدقة وأن ذلك سوف يحرم المتصدق من أجر صدقته يوم القيامة، قال تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئآء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه ترابٌ فأصابه وابلٌ فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين” سورة البقرة الآية (26). ونظراً لما يحدثه المن والأذى في المتصدق عليه من جرح لمشاعره وإهانة لكرامته وتصغير لشأنه وتحقير وإذلال له بين المسلمين، فقد أكد الإسلام أن الكلمة الطيبة والقول المعروف خير وأفضل من الصدقة التي يتبعها المن والأذى، لأن الكلمة الطيبة تبعث في المتكلم له البهجة والسرور، وقد قال الله تعالى “قول معروف ومغفرة خيرٌ من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم” سورة البقرة الآية (263). فاقتسام الفرح مع الناس، والشعور بالسعادة بعد التصدق أمر يتحقق في هذا الشهر الكريم، الذي يفتح أبواب الخير على مصرايعها لينهل منها الجميع، فكل إنسان له القدرة وبإمكانه التصدق على أخيه المسلم ولو بشق تمرة، أو التصدق بالكلام الطيب، وهذه أيضا صدقة، فكثير منا يحتاج أن يطهر نفسه، وأن يكون في حالة صفاء ذهني ونفسي، وفي حالة رضا عن النفس بعيدا عن شوائب الدنيا وموحلاتها، فكل سنة والأمة الإسلامية بألف خير، وكل سنة وأنفسنا في صفاء. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©