الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كونراد كولنكيفيتش يروي تفاصيل لقائه بزوجته المسلمة في أحد مطاعم قبرص

كونراد كولنكيفيتش يروي تفاصيل لقائه بزوجته المسلمة في أحد مطاعم قبرص
1 أغسطس 2011 22:54
الإسلام هو أعظم نعم الله عز وجل علينا لأنه النور الذي أضاء طريقنا وبدد ظلمتنا ووحشتنا وعلمنا كيف نحب ونتراحم ونصبر في السراء والضراء وكيف نتحلى بالأخلاق الطيبة والخصال الحميدة فهو دين متكامل يخاطب العقل فيقنعه ويهذب العواطف والأرواح ولا يقيدها. وعلى الرغم من اعتناق البعض في شتى بقاع الأرض أديانا مختلفة متبعين في ذلك دين آبائهم وأهاليهم إلا أن الكثيرين منهم عادوا إلى فطرتهم «الإسلام» بعد أن أعملوا عقولهم وأدركوا ماهية هذا الدين وسماحته وشموليته لكل زمان ومكان. نماذج حية وفي هذه الزاوية «قصتي مع الإسلام» سنلتقي بنماذج حية منهم لنطلع على حياتهم قبل الإسلام وبعده، ونعيش معهم أجمل لحظة في حياتهم ألا وهي تلك التي شرح الله جل وعلا فيها صدورهم والتي يصح أن نسميها لحظة ولادتهم الجديدة !! كونراد كولنكيفيتش شاب بولندي لم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره اعتنق الإسلام منذ 13 سنة مضت نتيجة ارتباطه بمسلمة.. التقيناه في مقر عمله حيث يعمل مدير تسويق للمراكز التجارية التابعة لشركة عقارية ليحدثنا عن قصة دخوله إلى الإسلام . يمر شريط الذكريات من أمام ناظري كولنكيفيتش ليتذكر بداياته مع الإسلام ويقول «كنت أعيش وسط بيئة متشددة وتحرص على تعليم طقوسه في المدرسة والبيت وفي كل مكان، وبينما كنت في رحلة سياحية إلى قبرص التقيت بفتاة عربية لبنانية في أحد المطاعم هناك حيث كانت تقوم برحلة سياحية أيضا، وبينما أخذنا نتجاذب أطراف الحديث عرفت أنها عربية وأثار انتباهي واعجابي شخصيتها بما تتمتع به من خجل ووقار وتحفّظ، صفات لم أرها لدى فتاة من قبل، فأعجبت بذلك وبأسلوبها وثقافتها فطلبت منها أن أبقى على اتصال بها وفعلا سافر كل منا إلى بلده واتصلت بها عدة مرات، وفي الأسبوع الثالث من ذلك عرضت عليها الزواج فأخبرتني أنها مسلمة ولا يمكنها أن تتزوج بغير مسلم إلا إذا أعلنت إسلامي وفعلا قمت بالسفر إلى لبنان وأشهرت إسلامي وعقد قراني عليها « نعم أسلم كولنكيفيتش في البداية لأنه أحب فتاة مسلمة وليتاح له الزواج منها لكنه بعد ذلك تعرف على الإسلام عن قرب وتعلق به كثيرا وصار أغلى عليه من نفسه والدنيا وما فيها. أهل زوجتي سافر كولنكيفيتش بعدها مع زوجته إلى بولندا ليتعرف عليها أهله ويعود لعمله حيث كان يمتلك شركة كبرى يقوم شخصيا بإدارتها، فما كان موقف ذويه وإخوته إلا أن رحبوا بزوجته حيث أحبوا شخصيتها على حد تعبيره واحترموا قراره في اعتناقه للإسلام على اعتبار أنه شاب راشد وله حرية الاختيار ولن يختار إلا الصواب وفي ذات الوقت وصفهم كولنكيفيتش أنهم من الذين يحترمون الديانات الأخرى المخالفة لدينهم على الرغم من تعصبهم للمسيحية. وفي ذات السياق يكمل حديثه :» عندما التقيت بأهل زوجتي بدأوا يعرفونني بتعاليم الإسلام وأركانه ويجيبون عن جميع استفساراتي حيث كان لدي الكثير من الأسئلة قبل أن ألتقي بزوجتي حول الكون والخالق لكنني لم أكن أجد لها إجابة تقنعني فكنت أطرحها عليهم وأجد في إجاباتهم لي الإشباع التام والإقناع العقلي والوجداني لجميع الهواجس والأسئلة التي كانت تتخبط في داخلي، وقد كنت أعقد مقارنة معهم بين الدين الإسلامي والدين الذي كنت أعتنقه وأفاضل بينهما في قرارة نفسي وأحمد الله الذي منّ علي بهذا الدين العظيم». رغبة في البكاء مضى 3 سنوات على زواج كولنكيفيتش من رنا وحياتهما المستقرة وإنجابهما لطفلين في بولندا، وفي ذات السنة قاموا جميعا بزيارة إلى بيروت وعادت حلقات النقاش من جديد بينه وبين أهله حول الإسلام، لكن هذه المرة شعر برغبة شديدة في البكاء نتيجة لفرحه بما عرفه عن الإسلام ولأنه حظي بفرصة اعتناقه، وفي ذات الوقت حصلت حادثة أثرت به يبينها بقوله «رأيت جد زوجتي وهو يحتضر والكل يقرأ له سورة الفاتحة فحزنت لأنني لا أعرف قراءتها مثلهم فقررت أن أتعلمها وأتعلم الصلاة حيث اشتريت مجموعة من الكتب الإسلامية المترجمة إلى الإنجليزية وبدأت أتصفحها وكذلك طالعت الكثير من المواقع الإلكترونية الإسلامية وتسجيلات الفيديو على اليوتيوب المترجمة إلى اللغة الإنجليزية فقد أفادتني بدورها كثيرا، وقد كنت أقطع مسافة طويلة تبعد 45 دقيقة عن بيتي لأذهب إلى المسجد الوحيد الذي كان موجودا في بولندا حيث قصدته لأرى الرجال كيف يتوضأون وكيف يصلون وأقلدهم بمعنى أقوم بنفس حركاتهم دون أن أتلفظ بشيء، فلم أكن أعرف بعد ماذا يقولون أثناء الوضوء أو الصلاة ومن ثم تعلمت من الكتب ما وجب علي قوله على الرغم أن زوجتي لم تقصر في ذلك إذ كانت تجيبني عن كل استفساراتي واتبعت معي أسلوبا رائعا هو الدعاء لي حتى يهديني ربي ويشرح صدري أكثر للإسلام ولم تتبع أسلوب الإلحاح علي فزادت من شغفي لأعرف أكثر عن الإسلام منها ومن غيرها». أمضى كولنكيفيتش 3 سنوات يتعرف على الإسلام بعدما أعلن إسلامه وحتى وصل إلى درجة عالية من الاقتناع بأنه الدين الأمثل، شرع بعدها يصلي ويصوم ويلتزم بتعاليم الدين الإسلامي التي بدأ حبها يجري في عروقه لدرجة أنه قرر أن يترك بولندا ويبحث عن بلد عربي مسلم يعيش فيه مع زوجته وأطفاله حتى ينشأ أطفاله على الإسلام.. فباع شركته التي كانت تدر عليه الملايين وباع بيته وأرسل أثاثه إلى قطر ليظل عند أصدقائه ونزل إلى بيروت حتى حصل من هناك عبر إحدى شركات التوظيف على وظيفة منظم للألعاب الآسيوية في قطر وزوجته مديرة تسويق في قناة الجزيرة للأطفال وبعد مرور عامين سافر بمفرده إلى الإمارات ليعمل لدى شركة الدار العقارية في مقرها الرئيسي في أبوظبي بينما بقيت زوجته وأولاده في قطر ولحقوا به بعد عام لتنجب زوجته الطفل الثالث وتستقر معه في مدينة العين. يشعر كولنكيفيتش بأن الله يسر له جميع أموره منذ أن دخل الإسلام وأنه ما عاد يخاف أحدا على وجه الأرض إلا من غضب الله وعقابه، فيسعى جاهدا لإرضائه بأداء العبادات والطاعات فلا يفوت صلاة أو صوما وذهب إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة مرتين، وهاهم أولاده يصلون ويتحدثون العربية بطلاقة ويقرأون القرآن الكريم ويحفظون سورا منه فما أجملها من عائلة.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©