الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المثقفون... وثورات الشعوب

المثقفون... وثورات الشعوب
24 يوليو 2012
يمارس المثقف، حسب سعيد حمدان، دوراً تنويرياً في حياة المجتمع، إنه يقود الحراك الثقافي نحو مستقبل أكثر وعياً وانفتاحاً وعدلًا لوطنه وأمته، دوره ينطلق من فهمه للواقع الذي يفترض أن يكون مبنياً على نظرة علمية وأفق فكري يملكه وخلفية ثقافية، وتجارب غنية مر بها أو استفادها من قراءاته. وقد يكون ينتمي إلى مدرسة أيدلوجية يؤمن بأفكارها، لهذا يعد المثقف الحقيقي قدوة لأجيال، وقائداً يوجه عقول الأفراد المؤمنين بفكره نحو ما يراه الأصلح. ويحرص هذا المثقف على الثوابت التي ينادي بها، ويكون أول حرّاسها، ولا يتخلى عنها إلا إذا أثبت له الواقع أنها غير مجدية أو طوباوية أو أن الزمن تجاوزها ولا تصلح لواقع جيل جديد. سيناريوهات المنطقة يقول محمد خلفان الصوافي إنه منذ أكثر من عقد لم يتوقف الحديث عن محاولات المجتمع الدولي للخروج من الأزمة النووية الإيرانية كما خرج من هذا الحديث العديد من التصورات والأفكار ولكن تعتبر كلها دون جدوى. كثيرون رددوا سيناريو ضربة عسكرية كتلك التي حدثت مع المفاعل النووي العراقي في بدايات الثمانينيات بعد أن اعتقد صدام حسين أنه يعيش "الحصانة النووية" وبالتالي أصاب نظامَه الغرور بعد امتلاكه ذلك المفاعل، وهو ذاته تقريباً ما يحدث الآن مع النظام الإيراني. والبعض الآخر تكلم عن سيناريو الأزمة النووية لكوريا الشمالية ودور دول الإقليم الآسيوي والجوار الجغرافي؛ باعتبار بيونج يانج "حالة" خاصة ونظامها عنده الاستعداد لخوض حرب مع المجتمع الدولي، ربما لأن كوريا الشمالية ليس لديها من التنمية ما يدفعها لتجنب استعداء العالم؛ فهي جار مزعج حالها حال إيران. أهي ثورة اللاعنف؟ يقول د. خالص جلبي: مع كتابة هذه الأسطر تدخل الثورة السورية منعرجاً خطيراً، بمحاولة تحرير مدينة حلب ثاني المدن السورية في الشمال، مما يذكرنا ببنغازي الليبية. يحدث هذا بعد مصرع قادة الأمن والمخابرات والجيش، في ضربة غير مفهومة، إذ من غير الواضح ما إذا كانوا قد قضوا نحبهم بأيدي الرفاق جرّاء خلاف داخلي، أم على أيدي الثوار! والمؤكد أن أربعة قضوا بانفجار مروع، هم وزير الدفاع "راجحة"، ووزير الداخلية "الشعّار"، ورئيس خلية إدارة الأزمة "تركماني"، ونائب وزير الدفاع "شوكت"، ليلحقهم بعد يومين "هشام بختيار" الذي التقيته شخصياً عام 1991. الألعاب الأولمبية... خلط السياسة بالرياضة في السابع والعشرين من يوليو الجاري سيتم افتتاح الألعاب الأولمبية في لندن؛ حيث ستظل العاصمة البريطانية-على حد قول باسكال بونيفاس- محط أنظار العالم حتى حفل الاختتام المقرر في الحادي عشر من أغسطس المقبل. وإلى جانب كأس العالم في كرة القدم، تمثل الألعاب الأولمبية الحدث الأكثر استئثاراً باهتمام وسائل الإعلام في العالم؛ حيث خلق التلفزيون ملعباً افتراضياً يستطيع مئات الملايين من الأشخاص إيجاد مقعد لهم فيه. وبهذا، تصبح الرياضة أكثر من مجرد رياضة، والرهانات أهم من النتيجة البسيطة للمنافسة. ومن خلال قوة الصورة، وقوة الرمز، باتت الألعاب الأولمبية تتخذ طابعاً استراتيجياً. إنتاج الطائفية... يقين العقيدة وشك التاريخ حسب رشيد الخيون، يعتمد وجود الطائفية على إدامة إنتاجها، كي لا تتقادم الأيام وينسى ما حصل بين أقوام تساوت قبورهم في قدمها. ليأخذ الأحفاد يتوارثونها ضغائن تحرق الصدور وتشل العقول؟! يقول إخوان الصفا (القرن الرابع الهجري) في استنهاض حوادث التاريخ: "أثارت أحقاداً بين أقوامٍ، وحركت نفوسهم، والتهبت فيها نيران الغضب …" (رسالة الموسيقى). ويعذرني القارئ اللبيب عن تكرار الاستشهاد بهذه الجماعة الحاذقة وبغيرها من مفاصل الماضي، فمنه ما يبرر الكراهية ويحييها، ومنه ما يشد عضد طالبي التسامح والسلام الاجتماعي بعمارة الدنيا والدين، ولنا تسمية هذا الشطر من الماضي بـ"التراث المحجوب"، لأنه ظل منزوياً لا يقارع الأصوات الهائجة المائجة، فالربح والتجارة في أدلجة الماضي لا في الهادئ من الكلام، وما سلف هو الآخر "حمال ذو وجوه..." (نهج البلاغة).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©