قصائد تلتقط العابر وتضخّ الدم في الجوامد

محمد عبدالسميع (الشارقة) أُقيمت مساء أمس الأول في مقر المنتدى في الشارقة، أمسية شعرية للشاعر عبدالله ابوبكر، تخللتها قراءة نقدية لتجربته الشعرية قدمها الشاعر يوسف أبو لوز. قدمتها الكاتبة فتحية النمر واصفةً الشعر بأنه «سيظل أمير القول وسيبقى ديوان العرب، وملتقى لذوي الحس المرهف، وملاذاً لمنشدي الحكمة والاستبصار مهما قيل عن تراجع مكانته»، مرحبةً بعودة أمسيات المنتدى «الذي راح يحلق بحب وحماس جليين بعد تعثر وتوقف دام طويلاً»، ثم عرفت بفارسيّ الأمسية يوسف أبو لوز وعبدالله ابوبكر. وقرأ أبوبكر قصائد من دواوينه المختلفة مركزاً على ديوانه الجديد جاءت بين القصيرة والطويلة والمتوسطة، جمعت بين الشعر العمودي والتفعيلة والنثر. وتناول فيها المشاعر الإنسانية من حيث علاقة الرجل بالمرأة من جهة، وعلاقة الإنسان بالحياة من جهة أخرى. تميزت بالصور الشعرية الفنية الراقية والمركبة التي فيها العديد من عناصر الإدهاش. منها: الشاعر، عاشقان، بيد واحدة، المرأة والشاعر، عشبة النار، الآن وحدي، الشارقة، أمل حب، إلى فتاة من دمشق، في الصورة، فلامنكو، القصيدة، وفيها يقول: هذي القصيدةُ/‏‏‏ أرض وأفقٌ/‏‏‏ ثواب وإثمٌ/‏‏‏ جهنم إن شئت كانت/‏‏‏ وإن شئت كانت لشاعرها كالطريدة/‏‏‏ فأي الرصاص يصيب ليحيي/‏‏‏ وأي الرصاص سيخطئ صدر النصوص الشريدة/‏‏‏ إذا الشعر يوماً/‏‏‏ أراد الحياة/‏‏‏ فلابد من ميتةٍ/‏‏‏ في القصيدة.. ثم قدم الشاعر أبو لوز قراءة في أشعار «أبو بكر»، مشيراً إلى ما يتمتع به عبد الله أبو بكر من «حيوية شعرية وشخصية، وأنه من المصرين على مجد قصيدة التفعيلة رغم أنه يكتب النثر». وقال: «شعر أبوبكر ذو عطر معين تستطيع أن تتبعه وتشعر به، فيه شفافية جرأة واقتراح وابتكار الصور الشعرية الحديثة. يمزج بين شعر التفعيلة والعمودي عند مراحل الكتابة يبدأ بالعمودي ثم التفعيلة ثم النثر والعكس. يلتقط صورة عابرة أو المشهد الجامد ويبث في شريانه الدم، ثم يتحول بسرعة إلى مشهد آخر، بحيوية شعرية لافتة». وتابع: «عبدالله أبو بكر يقع في شرق القصيدة دائماً، فمن هذه الجهة تحديداً تولد الشمس.. وفي شعره الكثير من الشموس».