الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الصغار يحيون حق الليلة في رأس الخيمة وكبار السن يستعيدون ذكريات الماضي

9 سبتمبر 2006 02:15
رأس الخيمة ــ مريم الشميلي: من عبق الماضي وذكريات الأمس، يعود بنا الزمان إلى الوراء، نستعيد الأجواء العطرة مع حلول النصف من شهر شعبان حيث المناسبات الجميلة التي تتميز بالكثير من الفعاليات و''حق الليلة'' حيث الأهازيج والهتافات والتي يطلقها الصغار في عفوية وبساطة·· وهم يقولون: ''اعطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يال معمورة''· هكذا تبدأ احتفالات منتصف شهر شعبان من كل عام ـ بمناسبة جميلة ـ وموروث خليجي ـ توارثه الأجيال عام بعد عام·· حتى أضحت إحدى العادات الاجتماعية الأساسية ـ والتي لا يمكن الاستغناء عنها خاصة عند الأطفال·· لكن وبمرور الزمن ودخول المستجدات الجديدة في حياتنا تغيرت بعض العادات، وأضافت بعض الخطوط الغريبة علينا· وها نحن اليوم نقف ما بين ماضينا الجميل وحاضرنا·· المتمدن· ''قبل غير واليوم غير'' هكذا بدأت كلامها الحاجة عائشة محمد 65 عاماً، في الماضي كان ''للحق الله'' طعم ثاني ـ وترتيبات أخرى·· كنا قديما نجهز للمناسبة قبل موعدها بأسابيع ـ من ناحية التوزيعات ''المكسرات'' والتي كانت تتكون من ''الزبيب والملبس ''الحلاوة'' وأحيانا الدراهم· وكنا نضع تلك المسكرات ''بالخريطة'' أي الكيس وتصنع قديماً من القماش ـ تقوم بخياطته الأمهات بالمنزل يدويا للأطفال· وتميزت تلك الأيام بالبساطة وقلة التكاليف، أما اليوم ''فالحال تبدل وتغير ـ ولكي تشتري ''خريطة'' لابنك أو ابنتك لا بد أن ترسم عليها بعض رسوم الكرتون مثل ''فله ـ باربي ـ بيضاء الثلج وغيرها'' وتختلف أكياس الأولاد والبنات باختلاف الألوان والرسوم الكرتونية فيها· وتستطرد قائلة كانت تلك الأكياس لا تكلف ولا تتعدى الخمس دراهم وتكون أفضلها، أما اليوم تصل سعر ''الخريطة'' 40 درهماً بحجة الرسوم الكرتونية عليها ونوعية القماش· ذكريات الماضي الوالد سعيد ربيع ''70 سنة'' يقول: على أيامنا ـ يبدأ يومنا في ''الحق الله'' من بعد صلاة الظهر حتى المغرب ـ نتجول فيه ونزور كل المنازل الموجودة في حارتنا والحارات التي تليها ـ وكنا نخرج على شكل جماعات يتراوح عددنا ما بين 15 إلى 20 طفلاً، ونركز في أول مشوارنا على البيوت ميسورة الحال لكي نحصل على الدراهم· وبالرغم من محدودية الدخل قديماً عند الأسرة، إلا أن هذه العادة لم تنقطع، بل تشارك احتفالاتها مع الناس· لكن اليوم ورغم ارتفاع المستوى المعيشي ومدخول الفرد ـ هناك الكثير من الأسر ـ تناست هذا الموروث ـ واعتبرته يوم عادي من أيام الشهر بل إن هناك من اعتبره بدعة ـ يجب ألا نتمسك بها ـ فهل أصبحت فرحة الأطفال اليوم بدعة؟ أم أنها حجة لنسقط عن كاهل الكثيرين منا؟! حصن التاريخ لكن هناك جبهات تتصدى لهذه التحديات والصعوبات سعياً وراء إحياء موروثنا الشعبي والحفاظ عليه كدائرة الآثار والمتاحف، بمتحف رأس الخيمة الوطني الذي لا يزال صامدا كالحصن المنيع ـ بالتعاون مع مراكز التنمية الاجتماعية بجلفار ومشاركة عدد من المدارس بتنظيمه تلك الاحتفالات في مثل هذه المناسبات· شيخة جمعة مرشدة سياحية بمتحف رأس الخيمة الوطني، إن الهدف الأساسي من مشاركة المتحف في هذا اليوم الشعبي لإحياء الموروث القديم ليظل متجدداً، والذي يوقع المسؤولية على عاتق كل منا بترسيخ عاداتنا وتقاليدنا في نفوس أبناء هذا الوطن· وتنوه خاصة بعد دخول العولمة في حياتنا ومحاول مسح عاداتنا وتقاليدنا، ومزجها بأفكار وصيحات الغرب لذا لابد من عمل جبهة تصده وتقف بكل ما تملك من قوة· رؤية جديدة أحمد سعيد إميلي الزعابي موظف بمتحف رأس الخيمة يسرد قائلاً اليوم خصصت محلات لبيع وتزيين ''الحق الله'' وعمل الهدايا الخاصة بهذه المناسبة ''كالأشكال والألوان والزهور وغيرها·· من تصاميم ولم يقتصر الموضوع على هذا الجانب بل إن أصحاب المحال والعطارين استغلوا هذه المناسبة برفع أسعار ''مّن'' الحق الله· ونحن كإدارة بمتحف رأس الخيمة نعمل جاهدين لرؤية جديدة وحقيقية، تهدف الى ربط الفرد بالمجتمع بصنع مستقبل ممزوج مع الماضي، وكما قال المغفور له الشيخ ''زايد بن سلطان'' إلى ما له ماضٍ ما له حاضر ولا مستقبل''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©