ذكر تقرير للأمم المتحدة أمس أن حالة الجدب التي تجتاح شرق أفريقيا تزداد سوءا، مشيرا إلى أن “مستقبل جيل بأكمله” في خطر. وقالت فاليري اموس، منسقة الإغاثة الطارئة ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية حول الجفاف في القرن الإفريقي، إن “أكثر من 12 مليون شخص في الصومال وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي في حاجة إلى مساعدة عاجلة، ويزداد العدد بشكل يومي”.
يذكر أن اتساع نطاق وقوة الأزمة في الصومال يجعلها واحدة من أكبر كوارث المجاعات في العالم. وقالت أموس إن عشرات الآلاف من الأشخاص ماتوا بالفعل، كما يهدد شبح المجاعة مئات الآلاف. ويعد استمرار القتال في تلك المنطقة عقبة كبرى أمام عمال الإغاثة. وقالت أموس: “لكن علينا الوصول إلى الناس حيثما كانوا وبدون تأجيل”.
وبالرغم من المساعدات من غذاء وماء التي تقدمها الشاحنات وعن طريق الجو، فإن معظم المناطق في جنوب الصومال معزولة تماما. ودعت أموس جميع الأطراف إلى تسهيل حركة دخول عمال الإغاثة، قائلة إن “هدفنا الوحيد هو إنقاذ الأرواح”. ويواصل آلاف الصوماليين النزوح عبر الحدود إلى إثيوبيا وكينيا كل يوم هربا من أسوأ موجة جفاف خلال ستين عاما بسبب القتال المستمر وارتفاع أسعار الغذاء في الوقت الذي منعت فيه وكالات الإغاثة من الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا.
من ناحية أخرى، أعلن البابا بنديكتوس السادس عشر أن العالم “يجب ألا يبقى غير مبال” أمام المجاعة والجفاف اللذين يهددان 12 مليون شخص في القرن الأفريقي. وقال أمام مئات المؤمنين الذين أتوا إلى كاستل غندولفو المقر الصيفي للبابا للمشاركة في القداس “علينا ألا نبقى غير مبالين لمأساة الجوع والعطش”. وأضاف “العديد من إخواننا وإخوتنا في القرن الأفريقي يعانون من العواقب المأساوية للمجاعة التي تفاقمت بسبب الحرب وغياب مؤسسات مستقرة” داعيا إلى “التعاطف والتضامن الأخوي”. وتابع “إن يسوع المسيح يذكرنا بمسؤولياتنا للقيام بكل ما في وسعنا لمساعدة الجياع”. وأوضح “إنها مهمة كبيرة. في موسم العطل علينا ألا ننسى بان نفتح قلوبنا وايدينا لمساعدة كل الذين يحتاجون إلى ذلك”.
وبحسب الأمم المتحدة قضى عشرات آلاف الأشخاص في الأسابيع الماضية في شرق أفريقيا ضحايا أسوأ جفاف تشهده المنطقة منذ 60 عاما ويطال المنطقة برمتها. ويضرب الجفاف الصومال، حيث أعلنت الأمم المتحدة رسميا حالة المجاعة في منطقتين جنوبيتين وأثيوبيا وكينيا وجيبوتي والسودان وأوغندا. والجمعة طلبت الأمم المتحدة 1,4 مليار دولار أضافي لمساعدة 12,4 مليون شخص ضحايا الجفاف في القرن الأفريقي. والمبلغ الجديد يرفع إلى 2,4 مليار دولار الحاجات المرتبطة بأسوأ جفاف في المنطقة في حين تلقت وكالات الأمم المتحدة حتى الآن مليار دولار من الجهات المانحة.وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة “من دون هذه المساهمات الإضافية قد تتسع آثار المجاعة على منطقة جنوب الصومال ووراء حدود الدول المجاورة خلال شهر أو اثنين”.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي أنه قام برحلة ثانية لنقل المساعدات في جسره الجوي إلى مقديشو ونقل 28 طنا إلى العاصمة الصومالية منذ بدء العمل الأربعاء. وحطت طائرة كانت تنقل خمسة أطنان من المكملات الغذائية في غيدو (جنوب). واستئناف المعارك العنيفة الخميس في مقديشو بين القوة الأفريقية والمتمردين المتشددين في حركة الشباب يعقد الوضع ويهدد بوقف الجسر الجوي لنقل المساعدات الإنسانية.
عدد اليوم
