السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حلاقة الزيرو» عنوان جديد للموضة الرجالية ورمز للثقة

«حلاقة الزيرو» عنوان جديد للموضة الرجالية ورمز للثقة
28 أكتوبر 2010 21:14
عندما حلق نجم كرة القدم الإنجليزي ديفيد بيكهام شعره بالكامل، تسابقت مجلات الموضة والمشاهير على تخصيص غلاف صفحاتها لصورته وتذييلها بتعاليق تتغزل بزيادة وسامته، معلنةً عن مؤشر جديد للجاذبية الرجولية: الصلع. وهو السيناريو الذي تكرر مع نجوم سينمائيين مثل بروس ويليس وبراد بيت وغيرهما. نجوم فن ورياضة قاسمهم المشترك هو الظهور برأس أصلع في العديد من المناسبات واحتلال أغلفة المجلات وواجهات المواقع الإلكترونية. فهل أصبح الصلع فعلاً ميزةً جماليةً بعد أن كان نقيصةً رجاليةً؟ يقول صُناع الجمال والوسامة والأزياء إن صلع الرأس هو رمز قوة وفحولة بالنسبة للرجال، ودليلهم إقدام نجوم الفن والرياضة الذين يعدون مرجعاً في عالم الوسامة الرجولية على حلق رؤوسهم على “الزيرو”، ليبرهنوا بذلك أن صلع الرجل ليس نقيصةً جماليةً، وإنما رمز من رموز فحولته وقوة شخصيته وجاذبيته، إضافةً إلى مزايا أخرى. ومن الآراء المتداولة بين النساء حول الرجال الصُلع هو أن الرأس الحليق يعطي انطباعاً مزدوجاً يجمع بين العمق الفكري والفحولة، سواءً كان الرأس حليقاً بشكل تام تبرزُ معه فروة الرأس وتلمع، أو بشكل شبه تام لا يبقي على فروة الرأس إلا شعيرات قليلة. ويُعزي البعض هذا الانطباع الذي يتركه الحليق لدى الناظرين والناظرات إلى عدة عوامل من بينها تلك الأفكار التي رسخها الفنانون والملاحون في الثقافات الشعبية وذاكرات الشعوب التي ربطت الرأس الأصلع بالقوة والصلابة والرجولة. حلق “الزيرو” إذا كانت كثافة الشعر أو خفته ولون خصلاته لدى الرجل تعطي فكرةً عن عمره، فإن الحلق التام يجعل من الصعب التكهن بعمر الرجل. كما يجعل ملامح الرجل تبرز أكثر، لا سيما العينين وتقاسيم الجبهة. وقد كان الحلق التام لشعر الرأس مقترناً منذ عهد قريب بالرجال الذين يعانون من الصلع أو خفة الشعر، ولم يكن يلجأ إليه إلا من يحاولون إخفاء هذا “العيب” الجمالي بما هو أخف منه. ويعتقد آخرون أن حلق الرأس التام هو بمثابة رفع الراية البيضاء في خضم معركة الصلع الرجالي. فانحسار الشعر وتراجعه إلى الوراء هو بداية للصلع يشعر غالبية الرجال بالاستياء، ويُدخلهم في دوامة السعي إلى علاج هذا “العيب” الجمالي باللجوء إلى زراعة الشعر، أو استخدام أدوية صيدلانية أو عشبية دون أن تتكلل مساعيهم بالنجاح، وهو ما جعل الرجال المبتلين بالصلع الكلي أو الجزئي أو خفة الشعر يفقدون الثقة في مراكز زراعة الشعر وتكثيفه وما إلى ذلك من مراهم تجميلية وتويضية، والاستعاضة عن ذلك بحلق “الزيرو”. صرعة الصلعة يستحي بعض الرجال من تصليع رؤوسهم بالكامل، بل إن منهم من يفضل الشعر المجعد أو الخفيف جداً أو سيئ المظهر على الصلع، ولا يخفون بأن خروجهم برأس أصلع يُشعرهم وكأنهم “شبه عراة”. ريكي بيتينو، مراقب مالي في شركة استشارات قانونية في مانهاتن عمره 35 سنة، يقول إنه ينتظر إجازته السنوية التي يفكر أن يقضيها في إيطاليا ليُغير مظهر شعره ويجرب الموضة الجديدة بالحلق بـ”الزيرو”، ويقول إن موضة التصليع انتشرت مؤخراً بين الشباب الإيطالي وصارت من آخر الصيحات في الحلاقة في عدد من البلدان. أبراج ونجوم بنى الممثل والمغني الأميركي الراحل تيلي سافالاس مجدَ شهرته من صلعته من خلال سلسلته الدرامية “كوجاك” التي لعب دور البطولة فيها كأحد محققي شرطة نيويورك الناجح والمتألق. وسبقه في ذلك الممثل المسرحي والسينمائي من أصل روسي يول براينر والذي شيد برج نجوميته من شخصية “مونجوت” ملك سيام في فيلم روجرز وهاميرستاين الغنائي “الملك وأنا” ونال جائزة الأوسكار كأحسن ممثل، بالإضافة إلى بطولته لعدة أفلام أخرى بصلعته الشهيرة التي صارت علامته التجارية في عدد من الأفلام الناجحة الأخرى مثل شخصية الفرعون رمسيس الثاني في فيلم “سيسيل بي ديميل” وكريس أدامز في فيلم “السبعة الرائعون”. الممثل التلفزيوني والمسرحي الإنجليزي باتريك ستيوارت أيضاً اكتسب نجوميته من دور “الكابتن بيكارد” ذي الرأس الأصلع في سلسلة الخيال العلمي التلفزيونية “ستار تريك”. وداعاً ومرحباً وداعاً للزراعة والباروكات، مرحباً بالرأس الحليق الأصلع. تقول كريستينا بينكلي “إن الصلع أصبح موضة لدى الرجال، وأصبحنا نرى نجوماً سينمائيين وعارضي أزياء صُلعاً. وفي الحقيقة تنجذب الكثير من النساء إلى الرجل ذي الرأس الأصلع أكثر من انجذابهن إلى الرجال ذي الشعر الحريري الناعم المنساب على جبهاتهم وأكتافهم”. وعند سؤال مصمم الأزياء الأميركي كيم هاريس عن سبب اختياره عارضي أزياء صُلع، أجاب “هي موضة حديثة، وهي تجعل الرجل يبدو أكثر تميزاً ووسامةً وجاذبيةً”. وتقول شيريل تشاندلر، موظفة شابة تعمل في شركة “كزيروكس” في مدينة سان لويس الأميركية “تُدرك المرأة ما إذا كان الرجل وسيماً أم لا عندما يحلق بالزيرو، فالرجل الذي يحلق شعر رأسه تماماً ويحافظ على جاذبية مظهره يكون وسيماً فعلاً. ولطالما كان الرجال الصُلع أكثر لفتاً للانتباه من الرجال كثيفي شعر الرأس. كما أنهم يعطون الانطباع بأنهم أكثر ثقةً بالنفس وأقوى شخصيةً”. وتقول د. باتريسيا أوتلوو، أخصائية علم النفس السريري من مدينة بالتيمور، “يرمز صلع الرجال بالنسبة لبعض النساء إلى النضج والجرأة والتميز وقوة الشخصية”. هورمونات وبُصيلات يقول أطباء أميركيون إن الصلع لدى الرجال يحدث نتيجة ارتفاع مستويات هورمونات التستوسترون. فالرجال الذين تُفرز أجسامهم كميات أكبر من الهورمون الذكري يفقدون شعر رأسهم بوتيرة أسرع وأكثر كثافة. كما أن الرجال الذين يصابون بصلع الرأس بعد الثلاثينيات يكونون أقل عُرضةً لسرطان البروستاتا. ولذلك يصف الأطباء إلى مرضى سرطان البروستاتا أدويةً تُقلل إفراز التستوسترون للحيلولة دون ظهور أورام قد تتحول إلى سرطانية. وقد أجرى علماء من جامعة واشنطن دراسةً في شهر مارس من العام الجاري شملت 2000 رجل مصابين بصلع كلي أو جزئي ممن تتراوح أعمارهم بين 40 و47، فوجدوا أن الذين يصابون بصلع الرأس مبكراً يرتفع لديهم إفراز هورمونات التستوسترون، وتنخفض احتمالات إصابتهم بالأورام التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 29% إلى 45%. وهو ما يعني أن إصابة الرجل بالصلع في عمر مبكر يقيه من سرطان البروستاتا. عجلة المدخنين بعد تجاوز الثلاثين من العمر- يقول باحثون- يُصاب ما بين 25% و30% من الرجال حول العالم بأحد أنواع صلع شعر الرأس. وترتفع هذه النسبة إلى 50% بعد تجاوز سن الخمسين. من جهة ثانية، كشفت دراسة سابقة أن الرجال المدخنين بشراهة يصابون أكثر من غيرهم بصلع الشعر المبكر، وذلك بسبب تأثير التدخين على سرعة تدفق الدم في الشرايين وبطء وصوله إلى بصيلات شعر الرأس والتسبب من ثم في سوء تغذيته. صناع التاريخ من بين مفارقات ظاهرة الصلع أن غالبية الفلاسفة والمفكرين والحكام الذين عرفتهم البشرية كانوا صُلعاً، وأشهرهم هوميروس وسقراط وكونفوشيوس ويوليوس قيصر وشكسبير ودانتي وجون آدامز وهوبز وسيسيرو. كما أن نابليون بونابرت يظهر في جميع الصور التي تؤرخ لحياته بشعره الخفيف في مقدمة الشعر بشكل مميز. ومن أشهر نوادر الفلاسفة حول الصلع جواب الفيلسوف الساخر برنارد شو عندما سئل: “لم لك شعر كثيف في ذقنك، وليس لك شعر في رأسك؟”، حيث قال: لديّ غزارة في الإنتاج، وسوء في التوزيع!” عن “وول ستريت جورنال” ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©