السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أثرياء العالم يتسابقون على أعمال الخير

9 سبتمبر 2006 02:08
إعداد - أيمـن جمعـة: قبل فترة ليست بالبعيدة كان مفهوم السخاء الخيري يعني التبرع بمبلغ لا يزيد على المليون دولار، وكان يكفي أغلبية أثرياء العالم أن يقوموا بتوقيع شيكات تبرع بعدد قليل من ملايين الدولارات لكي تتصدر صورهم الصفحات الاولى للجرائد ومقدمة نشرات الاخبار في مختلف أنحاء العالم· لكن أغنى رجلين في العالم وهما بيل جيتس ووارين بوفيت أطلقا ما يمكن وصفه بأنه ''ثورة'' في مفاهيم التبرعات الخيرية وأساليبها في العصر الحديث· وجه جيتس الانظار الى هذه الثورة عندما أعلن انه يعتزم التبرع بكل ثروته تقريبا· وتلاه بوفيت الذي قال انه سيتبرع بـ 30 مليارا من ثروته البالغة 44 مليار دولار لدعم المشاريع الخيرية لمؤسسة ''بيل اند ميليندا جيتس''، في اطار توحيد جهود مكافحة الامراض والفقر في أنحاء العالم قائلا ''كيف تستقيم حياة الرفاهية وسط أناس لا يملكون شيئا· لست بحاجة لكل ما لدي من أموال·'' ومؤخرا نشرت صحيفة ''فاينانشال تايمز'' تقريرا في صدر صفحتها الأولى بأن انيل اجاروال مؤسس ورئيس مجموعة ''فيدانتا'' للتعدين تبرع بنحو ثلث ثروته (3,5 مليار دولار) لانشاء جامعة في بلده الهند ليسجل بذلك أكبر تبرع لمؤسسة تعليمية· ونقلت عنه الصحيفة قوله ''ما فائدة الاموال اذا لم تصب في مصلحة المجتمع'' مضيفا انه يتطلع لمؤسسة تعليمية على غرار جامعتي ''اوكسفورد'' و''ستانفورد''· وانضم اليهم نجم أفلام الحركة جاكي شان الذي يفكر في التبرع بنصف ثروته للأعمال الخيرية بعد مماته· وقبل يومين أعلن الملياردير المكسيكي كارلوس سليم وهو ثالث أغنى رجل في العالم انه سيتبرع بجزء كبير من ثروته لبرامج صحية وتعليمية واجتماعية في المكسيك من أجل تحسين مستوى المعيشة· وتقول سوزان بريزفورد رئيسة مؤسسة فورد للاعمال الخيرية ''مستوى وحجم الرغبـــــة في المساعدة يتنامى بشكل استثنائي· أتوقع مزيدا من هذه الاعلانات·'' تغيير دائم ويصف المراقبون هذه الموجة بأنها تغيير ربما يكون دائما في مفهوم التبرعات الخيرية من جانب كبار الأثرياء الذين يريدون ''تقدما جديا'' في الأوضاع العالمية، ولا يريدون ترك الساحة خالية أمام المنظمات غير الحكومية الضعيفة او الهيئات الحكومية التي تعاني من البيروقراطية· ونحن لا ننسى مقولة جيتس الشهيرة ''العالم يدير ظهره لمليارات الناس· الحكومات الغنية لا تكافح عددا من أفتك الامراض على وجه الارض لأن هذه الأمراض ببساطة غير موجودة بين الاغنياء· والقطاع الخاص لا يعكف على تطوير ادوية لهذه الأمراض لأن الدول النامية لن تستطيع تحمل اسعارها المرتفعة· والحكومات النامية لا تتحرك بشكل فعال بما يكفي لتحسين صحة شعوبها واوضاعهم الانسانية·'' ويعتقد اثرياء العالم بأن تبرعاتهم تستطيع أن تحقق كل هذه النتائج· فمؤسسة بيل جيتس وزوجته تسيطر الآن على اصول لا تقل قيمتها عن 60 مليار دولار، وهي ''قاعدة مالية قوية'' تستطيع ان تقدم 152 دولارا كل ثانية بافتراض انه يتم استثمارها بمعدل فائدة 8 % سنويا· كما يزيد هذا المبلغ على اجمالي الناتج المحلي لسبعين في المئة من دول العالم ويعادل اجمالي الناتج المحلي لولاية نبراسكا الاميركية· كما انه يكفي لتمويل أنشطة الأمم المتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة· واذا قررنا توزيعه نقدا فسيكون كافيا لأن يحصل كل انسان على وجه الأرض على 9,19 دولار· ويقول خبير في تقديم الاستشارات للمؤسسات التي لا تستهدف الربح ''أتوقع أن يتم الآن تنظيم حفلات خيرية يطالب فيها جيتس وبوفيت من كل فرد من الحضور بالتبرع بمليار دولار· وأعتقد ان أبرز ملامح التطور في مجال الاعمال الخيرية هو الرغبة في قياس حجم وتأثير هذه الاعمال· عادة ما نقول أن الاعمال الخيرية يصعب قياس تأثيرها، لكن الشخصيات الكبيرة أمثال جيتس لن تهدأ قبل الحصول على أرقام دقيقة· سيكون جيتس صارما في الاعمال الخيرية تماما كما هو في مجال الاعمال·· ولذا فنحن الآن نتطلع لمستقبل أفضل·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©