انضمت كوريا الجنوبية الى نادي الدول المنتجة للنفط والغاز عام 2004 من خلال تطوير حقل الغاز تونجهي 1 وهو ما تعتقد الحكومة انه سيكون الخطوة الاولى للتخلص من لهيب أسعار الطاقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي· وتشير احصائيات المؤسسة الوطنية الكورية للبترول ان سول تستورد سنويا حوالي 800 مليون برميل يوميا من النفط لتزويد صناعاتها العملاقة باحتياجاتها من الطاقة· ذكرت المؤسسة ''كمية النفط الخام المستخلص بالتكنولوجيا ورأس المال الكوري الجنوبي تمثل أربعة في المئة فقط من حجم استهلاكنا للطاقة ويتعين علينا شراء النسبة الباقية من الخارج· وبالنظر الى مستويات الاسعار المرتفعة حاليا فان الاستمرار على هذا المنوال سيضع الاقتصاد الكوري تحت عبء كبير''·
ويؤكد كيم هيون تي مدير مركز تكنولوجيا مصادر البترول والمعلومات بالمعهد الكوري لعلوم الأرض والمصادر المعدنية أن هناك رغبة كورية ملحة لاستكشاف وانتاج النفط والغاز موضحا ''اظهرت كل دول العالم اهتماما متزايدا باحتياطيات الغاز وكوريا تتابع بحوثها واستكشافاتها في هذا المجال بعد اكتشاف احتياطيات غاز في البحر الشرقي''· بدأ اهتمام كوريا باستكشاف وتطوير حقول النفط البحرية في مطلع الستينات، وتسارعت الوتيرة مع التقدم الصناعي لتلبية الطلب على البترول محليا· ومع مطلع السبعينات قامت الحكومة بتهيئة الساحة لتطوير ''الجرف القاري'' بتقسيمه الى سبعة أجزاء، وبدأ أول مشروع لكوريا في التنقيب عن النفط في البحر عام ·1972 وخلال الازمة النفطية في السبعينات، تأسست وزارة الطاقة والمصادر عام 1978 والمؤسسة الوطنية الكورية للبترول في عام ·1979 وانتقلت الريادة من الاجانب الى المؤسسة الوطنية الكورية للبترول في التنقيب عن النفط البحري عام ·1983 وفي عام ،1998 اكتشف فريق للتنقيب في المؤسسة الوطنية الكورية للبترول، أكبر حقل غاز في كوريا في حوض جزيرة أولونج في البحر الشرقي· وأعلن المسؤولون ان الحقل الذي يحمل اسم تونجهي 1 يسيطر على مخزون يبلغ 250 مليار قدم مكعب (خمسة ملايين طن من الغاز الطبيعي المسيل)· وفي اكتوبر ،2004 نجحت كوريا في انتاج الغاز الطبيعي والبترول الخفيف جدا برأس مال وتكنولوجيا محلية لتصبح مستقلة تكنولوجيا محلية في كل المجالات من التنقيب وحتى الإنتاج·
ويقول كيم، مدير مركز تكنولوجيا مصادر البترول ''ندرس حاليا حالة وحجم المصادر الطبيعية الموجودة، عبر تنفيذ أعمال تنقيب دقيقة وحفريات بحرية في مناطق مستهدفة، ونسعى لوضع سياسة وطنية لمشاريع البحوث والتطوير في التكنولوجيات الأساسية، استعدادا للإنتاج التجاري·· وقد نمضى قدما الى المرحلة التي نحقق فيها الاكتفاء الذاتي من الطاقة''· ومضى يقول ''تشارك كوريا حاليا في 57 مشروعا لتطوير النفط والغاز في 24 دولة· وهذه مجرد البداية''·
ويعتقد البعض ان فوائد تطوير تقنيات الاستكشاف والتنقيب تتجاوز بكثير الجانب الاقتصادي الى الجانب السياسي· ويقول مراقبون ''تطوير احتياطيات الطاقة في كوريا الجنوبية يفتح الباب أمام التعاون الاقتصادي مع كوريا الشمالية للبحث عن مصادر طاقة في مياهها الاقليمية، وهذا نوع من التعاون الاقتصادي الذي ربما يعجل بتوحد الشطرين الشمالي والجنوبي''·
عدد اليوم
