الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جائزة العرب

جائزة العرب
13 فبراير 2008 23:54
أشاد عدد من الأدباء والكتاب العرب بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وقالوا إنها تشكل إضافة نوعية إلى المشهد الثقافي العربي، وإن أثرها سيكون مهما على الثقافة العربية، وحسبها، كما قالوا، أنها تذهب لمبدعين حقيقيين دون جغرافية أو تسييس كما تفعل الجوائز الأخرى· تأسست جائزة الشيخ زايد للكتاب العام 2006 في تسعة أفرع، هي: التنمية وبناء الدولة، أدب الطفل، المؤلف الشاب، الترجمة، الآداب، الفنون، أفضل تقنية في المجال الثقافي، النشر والتوزيع، وشخصية العام الثقافية، وفور انشائها حظيت باهتمام كبير ووصفت بأنها اكبر جائزة عربية أو ''نوبل العرب'' ليس فقط لضخامة قيمتها المالية ولكن لمصداقيتها وحيادها وموضوعيتها في اختيار الأعمال المهمة المؤثرة، وهذا ما أجمع عليه المثقفون المصريون الذين تحدثوا عن دور الجائزة وتأثيرها ومستقبلها· الغيطاني: إضافة مهمة يقول الروائي المصري جمال الغيطاني: ''جائزة الشيخ زايد للكتاب'' هي نوبل العرب، وستحدث تأثيرا في الثقافة العربية لا يقل عن تأثير جائزة ''نوبل'' في الثقافة العالمية، وهي أهم جائزة عربية على الاطلاق، ليس لأنها الأضخم على المستوى المادي وأنها تشتمل وتشجع مختلف فنون الثقافة والمعرفة فحسب، ولكن ايضا لحسن اختياراتها وحيادها وسعيها للمشاريع والاعمال ذات القيمة العالية سواء انتجتها الاسماء الكبيرة الراسخة أو الأجيال الجديدة الشابة· فهي اضافة مهمة سيكون لها عظيم الاثر على الساحة الثقافية والفكرية العربية· تليمة: قواعد علمية ويقول الناقد المصري د· عبدالمنعم تليمة: ''جائزة الشيخ زايد للكتاب'' من أهم المشاريع الثقافية العربية والمؤكد أنها ستلعب دورا مهما ومؤثرا في تطوير مختلف فنون الابداع والثقافة ورفدها بالأعمال الجديدة القيمة، وهي تحظى بالمصداقية والثقة، ومن دواعي مصداقيتها أنها تحمل اسم شخصية عربية كبيرة تحظى بالاحترام والثقة والحب الجارف، كما أنها قامت على أسس وقواعد علمية سليمة ولها لجنة علمية مرموقة واختياراتها حتى الآن تسير باتجاه ترشيح التجارب المهمة والمؤثرة في مسيرة الإبداع العربي· أبوالريش: المصادفة الجميلة ويقول الروائي الاماراتي علي أبوالريش: ليس هناك شك في أن الجائزة ذهبت إلى موقعها الصحيح وأن فوز الكوني بجائزة الشيخ للكتاب ونحن نعتز بهذه الجائزة كونها تحمل اسم المغفور له الشيخ زايد ''رحمه الله'' وأيضاً نفتخر كون الكوني يفوز بهذه الجائزة من المصادفة الجميلة أن الجائزة خرجت من الصحراء وذهبت لمن يتبنى الكتابة عن الصحراء· والكوني يعتبر من المبدعين الذين نكن لهم كل الحب وكل الود لما قدموه للرواية العربية من فعل إبداعي حقيقي، وأتصور أن مبدعاً مثل الكوني يستحق جوائز وليست جائزة واحدة· وهذا يدل طبعاً على مصداقية الجائزة كونها تذهب لمن يستحقها ونتمنى أن يكون الكوني قد أخذ جزءًا من حقه كمبدع ورائد رفد المكتبة العربية بروائع إبداعاته الروائية· المر: راهب الرواية ويقول محمد المر رئيس مجلس دبي الثقافي: هي جائزة مهمة ومنحت لواحد من أهم كتاب الرواية، بل هو راهب الرواية العربية، فإبراهيم الكوني يعمل منذ 30 عاما وأنتج ما يزيد عن ستين كتابا وترجمت أعماله إلى حوالي 40 لغة، كما اعتبرته إحدى الصحف الفرنسية واحدا من بين أهم خمسين روائيا في القرن العشرين، وكل هذا وسواه جعل روايته تحصد الجائزة، وهي رواية تتناول شمال أفريقيا أيام الحكم العثماني بأسلوب غرائبي، حيث تلتقي المدينة والصحراء والبحر لتشكل دراما كونية، وأعتقد أننا وُفقنا في اختياره للجائزة التي تحمل اسم الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان· وكذلك الأمر في ما يخص عمل هدى قدومي الذي يتخذ طابعا إسلاميا تعليمي يستلهم كتاب منطق الطير لفريد الدين العطار· فالجائزة اليوم تعتبر من أهم الجوائز، سواء من حيث قيمتها المادية أو المعنوية، وحتى من حيث حيادية اللجان التي تقوم بالتحكيم فيها· القعيد: سرية عالية ويعتبر الروائي يوسف القعيد أن ''جائزة الشيخ زايد للكتاب'' جائزة عظيمة تليق باسم صاحبها الراحل العظيم الذي ظل طوال حياته راعيا ومتبنيا للثقافة والمثقفين، وأهم ما يميزها فضلا عن قيمتها المعنوية الكبيرة مقابلها المادي الكبير الذي يسمح بتفرغ المبدع الحائز عليها مدى الحياة· انها جائزة قامت على قواعد صحيحة ومحكمة تضمن النزاهة والحياد في الاختيار، ولحسن الحظ إنني كنت قريبا من ملابسات إعلانها في دورتها الاولى وفوجئت حينما اكتشفت ان اعضاء لجانها يتقابلون معا لأول مرة في اجتماع إعلانها، وهذا يدل على درجة السرية والحياد العالية· الفهد: مبادرة مهمة ويعتبر الكاتب الكويتي سليمان الفهد إن الجائزة مبادرة مهمة وكبيرة في سبيل تطوير الابداع والثقافة العربية ومدها بكل جديد ومتطور ومفيد، واختياراتها في دوريتها الاولى والحالية تثبت انها جائزة كبيرة تتمتع بالحياد والجدة والاخلاص في كشف ورعاية التجارب الفنية والثقافية التي تستحق الرعاية والتشجيع، وهي أكبر جائزة عربية الآن، وستلعب دورا مهما في اثراء الثقافة العربية من المحيط للخليج· المقالح: رافد حقيقي وقال الشاعر اليمني عبدالعزيز المقالح: ظهور الجوائز العربية في هذا الوقت بالذات يشكل منعطفاً كبيراً ليس نحو رعاية الإبداع فحسب، وإنما للدفع بالمبدعين نحو الارتقاء بأساليبهم والوصول بما يبدعونه إلى المستوى اللائق والجدير لمثل هذه الجوائز· واللافت أن الإمارات العربية تكاد تفوز بقصب السبق في هذا المضمار، فهذا البلد العربي يقدم كل عام أكثر من جائزة، وذلك دليل على ما يعتلج في نفوس المسؤولين في هذا البلد من شعور عميق نحو الارتقاء بالثقافة العربية والإبداع العربي على كل المستويات· ولا شك أن جائزة الشيخ زايد التي تعد رافداً حقيقياً في هذا المجال سوف تعمل على إثراء الثقافة العربية وتخلق حالة من الحراك داخل المبدعين العرب الذين أصبحوا محط اهتمام غير مسبوق· ويسعدني بالمناسبة أن أهنئ الإخوة الذين فازوا بالجوائز الإماراتية وآخرها وأحدثها جائزة الشيخ زايد بن سلطان ''''طيب الله ثراه''· الظاهري: وجه الإمارات ويعتبر رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات حارب الظاهري إن ميزة هذه الجائزة أنها تحولت بسرعة إلى جائزة عربية ذات مكانة وقيمة كبيرتين، وتمثل واحدة من الجوائز المهمة التي تمثل وجه الإمارات الثقافي، سواء من حيث حمل اسم القائد المؤسس، أو لجهة قيمتها المادية والمعنوية، وهي بذلك تشكل تحفيزا للمبدعين العرب، ودعما للإبداع· كما أنها جائزة ذات مصداقية وموضوعية· ومن جهة الفائز بها فهو كاتب عربي كبير يستحقها· ومن جهتي أتمنى أيضا أن نجد أسماء مبدعي الإمارات على لائحة الفائزين بهذه الجائزة وجائزة العويس، فلدينا مبدعون يستحقونها· خشبة: الدولة والتنمية ويقول الكاتب الصحفي سامي خشبة إن الجائزة تدل على تزايد اهتمام المجتمعات العربية والحكام العرب المستنيرين بالابداع الثقافي والفكري والعلمي، والجديد والمهم فيها الاهتمام بإدارة الابداع، حيث تتضمن جائزة النشر والتوزيع، ولكن أهم ما يلفت النظر إليها ويؤكد سعيها الجاد لإثراء الساحة الثقافية العربية أنها تتضمن جائزة للتنمية وبناء الدولة، فهذا المغزى شديد الأهمية في اللحظة الراهنة، لأن الدولة الوطنية كانت عنصرا فاعلا في عملية التنمية الثقافية الفعلية على مر العصور، وبغير رعاية الدولة واهتمامها بالقضايا التنموية يصعب تحقيق تقدم منتظم ومبدع، وخبرات التاريخ تؤكد أن الدول الوطنية في العالم المتقدم لعبت دورا رئيسيا في رعاية جوانب النمو المجتمعي والثقافي في شتى المجالات· كما ان جائزة الشيخ زايد للكتاب تهتم بالأدب والابداع الادبي المتميز والترجمة وفنونها وهذا مفيد في التفاعل مع الآخر، خصوصا حينما يأتي هذا التفاعل من منطقة الخليج العربي بما لها من أهمية وجدانية باعتبارها مهد الثقافة العربية وأصلها· عيسى: الاسم والمصداقية ويرى الكاتب صلاح عيسى أن الجائزة هي إضافة للأدب والفكر والإبداع والعلم وتستحق الاحتفاء والتقدير، فهي وليدة التقاليد العربية الراسخة في تشجيع ورعاية الثقافة والتأليف والترجمة والنشر والعلم، والكثير من كتب التراث العربي كتبت بناء على طلب من الخلفاء والحكام، كما أن هذا التقليد هو الذي أحدث النهضة الحديثة في أوروبا· و''جائزة الشيخ زايد'' تستمد مصداقيتها من اسم صاحبها الراحل العظيم فهو زعيم عربي له كل التقدير والاحترام وصاحب العطاء المستمر والمشاريع التنموية الخيرية في مختلف أنحاء العالم العربي، وأهم ما يميزها تنوع مجالاتها وإضافتها لفروع جديدة لم تكن معروفة في الجوائز من قبل كفرع ''التنمية وبناء الدولة'' و''النشر والتوزيع'' و''التقنية الثقافية''· وهي جائزة حيادية حظيت بالمصداقية والثقة منذ بداياتها واختياراتها في الدورة الأولى أثبتت أنها تسعى للتجارب المهمة الفردية في واقع الثقافة العربية· العامري: الحيادية والنزاهة وكذلك يقول الفنان التشكيلي عبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث: جائزة الشيخ زايد للكتاب تثبت يوماً بعد آخر حياديتها ونزاهتها ومحاولتها تأصيل دور الكتاب في اعطائه قيمة عليا بعيداً عن شهرة الكاتب أو عدمه، وفي هذا الفوز للروائي الليبي إبراهيم الكوني وللكاتبة الكويتية هدى الشوا ما يدلل على هذه الحيادية والنزاهة وأن الجائزة هي روح التميز بذاتها كونها مرتبطة باسم عزيز علينا هو اسم المغفور له الشيخ زايد ''رحمه الله''· ومما يؤكد ذلك هو أنها تعتبر اليوم ''نوبل العرب'' وما أنتهجته من نهج يعتز بالكتاب، الكتاب لا غير، مما يجعلها في عمق المصداقية والصدق في التعامل مع الإبداع العربي والعالمي، إن ما لاحظناه حقاً بالإضافة إلى الحيادية والنزاهة أن الجائزة تكرس البحث عن المادة الإبداعية الجيدة بين دفتي الكتاب، هكذا نفهم خط الجائزة لقد كانت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عبر كل عملها تريد الرقي بالإنسان وبما يقدم إليه· عبدالعزيز: أبعاد ومعانٍ ويرى الدكتور عمر عبدالعزيز مدير إدارة النشر والتوزيع بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة أن جائزة الشيخ زايد للكتاب هي بمثابة نوبل العرب، وهي مبادرة خلاقة، لأنها تعيد الاعتبار للثقافة العربية بجذرها الأصيل في الثقافة الإنسانية، ليس بمعنى الخصوصية فقط ولكن بالمعنى التواشجي والمعرفي والتاريخي، وبالتالي فإن جائزة المغفور له الشيخ زايد تكتسب كل الدلالات والأبعاد والمعاني، التي تخرج من النطاق المحلي إلى أفق عربي وإنساني شامل ومتوهج· وعن فوز إبراهيم الكوني يقول عبدالعزيز: إن هذا الفوز يمنح الجائزة مصداقية كبيرة وجوهرية، كما يشير إلى رشد ومؤهلات لجنة التحكيم التي أحسنت صنعا باختيار إبراهيم الكوني للفوز بالجائزة، لأن الكوني استطاع أن يضفي على أدب الصحراء قيما جمالية وفكرية وتاريخية، كما تميز بإنتاجه الغزير وبتقنيات السارد المسيطر على أدواته، والذي يكسو اللغة أبعادا لا متناهية كما مثل أبعاد الصحراء· وعن تخصيص جائزة لأدب الطفل يقول عبدالعزيز: هذه إشارة مهمة جدا لأدب الطفل، والذي خبا تأثيره في الأدب العربي في الفترة الأخيرة، بسبب عدم مواكبة العرب للمستجدات التقنية العالمية التي تخاطب الطفل من جهة حضوره في العالم وتماسه المباشر مع القفزة التقنية والبصرية الهائلة التي شهدتها وسائل الأدب والتعليم الموجهة للطفل· المدني: المشرق والمغرب ويقول الكاتب والمؤلف المسرحي التونسي عز الدين المدني: أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة بإنشائها لهذه الجائزة أنها دولة تقدر الكتّاب والمبدعين على المستوى القومي العربي وهذا أمر مهم جدا، لأن مثل هذه الجوائز تسمح بالتعريف أكثر بأدباء ومفكري المغرب العربي ، وأنّ في منح جائزة الرواية لأديب جزائري في الدورة الأولى، ثم لأديب ليبي في الدورة الثانية دلالة على أن في هذه الدول قامات فكرية كبيرة لا تقل قيمة عن إخوانهم في المشرق، والرأي عندي أن الأدب العربي لا يطير إلا بجناحين: جناح مشرقي وجناح مغربي· وان جائزة الشيخ زايد للكتاب لها دور في إثبات قيمة الأديب العربي كإنسان فاعل في مجتمعه، فهناك اليوم إنتاج أدبي عربي حديث حقق غايات فكرية وجمالية مهمة، وهو جدير بأن يترجم إلى الفرنسية والانجليزية والروسية والإسبانية والإيطالية وغيرها من لغات العالم· وأن المجتمعات التي ترصد الجوائز القيمة للشعراء والأدباء والمفكرين والمبدعين هي مجتمعات ينعم فيها الإنسان والمجتمع المدني بالاستقرار والتحضر، فالسلم هو الذي يبني، وليس صحيحا أن المأساة هي التي تولد العبقرية· والمجتمع في الإمارات أعطى وجها آخر للوجوه العربية، عماده الثقة بالنفس· ودولة الإمارات أصبحت اليوم مشهورة بما توليه للثقافة والإبداع من مكانة متميزة، وقد حققت قفزة بخمسين أو سبعين سنة إلى الأمام بفضل مجهود أبنائها في كل المجالات مثل المعمار وتصميم المدن، وهي تمشي بخطى ثابتة نحو مستقبل آخر جديد· عبيد: الصدارة الثقافية أما الشاعر والباحث الاماراتي أحمد محمد عبيد، فيرى ان جائزة الشيخ زايد للكتاب رغم انها حاليا دخلت عامها الثاني إلا أن انطلاقتها وثبوتها وصدارتها للكثير من الجوائز العربية ووقوفها بجانب الجوائز العالمية الكبرى الحالية جعلها ذات حضور ثقافي متميز بسبب مصداقيتها وشعور القائمين عليها ان اسم المغفور له الشيخ زايد ''رحمه الله'' هو في الصدارة العامة ومن ضمنها الصدارة الثقافية، فهذه الجائزة ذات الحقول المختلفة يعمل القائمون عليها وبجهد واضح ان تصل الى مستحقيها بما لهم من نتاج متميز، أما منح ابراهيم الكوني هذه الجائزة فهو يأتي ليؤكد الحضور الروائي المتنوع والمتميز والممتد، فخرج أيضا بهذه الجائزة من ''الرتم'' المعروف، إذ إن كثيرا من الجوائز العربية المعاصرة تمنح لأشخاص معينين يتكررون في كل جائزة خاصة جوائز الإبداع· عزت: اهتمام وطموح ويقول الشاعر السوري حسان عزت: إنها جائزة مهمة جداً كونها من أهم الجوائز العربية، وتأتي من جهة لتأكيد دور أبوظبي الثقافي الذي تبشر وتضطلع به، ومن جهة أخرى فإنها ترفد الجوائز العربية والإماراتية معاً· وقد تأكد دورها ونزاهتها من الأسماء التي فازت بها، وفي هذا العام عندما تعطى لروائي عربي كبير بوزن إبراهيم الكوني فإنها تؤكد قيمة الابداع وأصالته· وهنا، فقد أضاف إبراهيم الكوني إلى هذا الابداع قيمة كبيرة، حيث ركز على المكان بوصفه بطلاً وعلى كائناته الأخرى التي يمكن أن تعطي للإنسان أبعاداً روحية وأسطورية كبيرة، وبنظرة الجائزة للكتاب الإبداعي الموجه للأطفال فإنها تنظر إلى الأساس بوصفة قيمة للزمان والمكان المتجدد وللمستقبل أيضاً، وقد غدت الجائزة محط اهتمام وطموح الإبداعيين في كل الوطن العربي· صبري: تفتح مسارب يقول القاص والناقد والناشط الثقافي باتحاد كتاب وأدباء الإمارات عبدالفتاح صبري: الجائزة تأكيد على الاهتمام بالمبدع العربي والأدب العربي في أطيافه المختلفة، وهذا الاهتمام يساند الإبداع ويدفعه نحو ولوج مراتب الرقي ويمنحه ديمومة العطاء ويسانده نحو التألق· والجائزة تفتح مسارب وكُوّات للتأسيس إلى منهج نحتاجه أكثر خاصة في الفترة الأخيرة التي طغت فيها المادة وقيم الاستهلاك· وبالتالي هى جائزة تحدث التوازن المطلوب بين الروح وقيم الاستهلاك في هذا الزمن الذي يلون كل قيمنا بما هو ضد نفحات الأدب وقيم الإبداع التي تساهم في هدأة الروح وتثري وجدان الإنسان والجائزة في اهتمامها بالأدب والأديب العربي تمثل مشروعا للنهضة والوعي بالعلم والأدب والروح· جبران: المعنوي والمادي ويرى الروائي الإماراتي ناصر جبران أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تضاف إلى الجوائز العديدة التي ظهرت مؤخرا في الساحة الثقافية العربية، وتتميز جائزة الشيخ زايد عن غيرها من الجوائز بقيمتها المعنوية التي لا تقل عن القيمة المادية، وهي جائزة ريادية في الإمارات، خصوصا أنها تحمل اسم زعيم عربي بارز لا يمكن لحضوره المؤثر أن يمحى من ذاكرة الثقافة المحلية والعربية· وعن فوز الكوني بالجائزة، يقول جبران: أعادت الجائزة الوهج الذي يستحقه إبراهيم الكوني مرارا وتكرارا، ذلك أنه كان من المغيبين من المشهد الثقافي العربي الرسمي، ولكن نتاجاته الثرية كانت تلقى الصدى الطيب لدى القراء العرب والفعاليات الثقافية في الدول الأجنبية، ومن هنا تأتي أهمية فوزه لأنها تعيد الاعتبار لقامة روائية عربية يصعب تكرارها في هذا الزمن المناوئ للفعل الثقافي الحقيقي والمتجذر في أرض الروح''· وعن تخصيص جائزة لأدب الطفل وفوز هدى قدومي بالجائزة يقول جبران: إنها لمبادرة حضارية أن يتم الاهتمام بأدب الطفل؛ لما لهذا الفرع من أهمية في تنوير مخيلة الطفل وإقحامه في الجو الثقافي العام، وتربية ذائقته الجمالية والمعرفية، وفوز امرأة بالجائزة هو فوز مبشر، لأنه يتجه نحو تعميم الجائزة على الجنسين بشكل متوازن ومتوازٍ، فالمرأة الأديبة والمثقفة أصبحت لها المكانة الفاعلة والمؤثرة في المشهد الثقافي العربي، ومن هنا فإنها تستحق هذا التقدير والتشجيع المادي والمعنوي من الجائزة الأهم في الوطن العربي· مبارك: الأدب المحلي أما القاص الإماراتي إبراهيم مبارك فيرى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تحمل تقديرا خاصا للمثقفين والكتاب العرب الذين يبذلون جهودا معرفية هائلة ولا يشعر بها أحد سوى نفر قليل من القراء والمهتمين، وبالتالي فإن مثل هذ الجائزة ترفع الظلم الإعلامي عن هؤلاء المبدعين أصحاب الرؤى المخترقة والاستثنائية· ويضيف مبارك: نتمنى من القائمين على الجائزة عدم إهمال النتاجات المحلية، وتخصيص جائزة منفصلة للأدب المحلي، وذلك لصنع الحافز المطلوب لخلق سوية ثقافية في المكان، فجائزة باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه''، يعتبر وساما على صدر أي كاتب أو مثقف محلي· وعن فوز الكوني بالجائزة عن فرع الآداب، يقول مبارك: يمثل هذا الفوز دعاية قوية للجائزة، لأنه مبدع حقيقي وشخصية ليس عليها جدال، خصوصا أن تناوله لعوالم الصحراء الأسطورية أتى بشكل متفرد عن الكتابات الأخرى التي تناولت هذا الجانب في المنتج الثقافي العربي· وعن تخصيص جائزة لأدب الطفل يعتبر إضافة مهمة لأنها تعنى بشريحة هامة تعتبر الأساس لتكوين ثقافة متمكنة من أدواتها ومبشرة في أفق مستقبلي غامض ومليء بالتحديات· عبدالوهاب: سجادة رملية وللشاعر الإماراتي عبدالله عبدالوهاب رأي في فوز إبراهيم الكوني بالجائزة، حيث يقول: يمتاز إبراهيم الكوني في تجربته الروائية بأنه الكاتب العربي الوحيد المعاصر الذي اجتاز الصحراء بعرائها المزهر بالحكايات والأساطير واللهجات المنسية والمنقرضة، واستطاع الكوني بمخيلة فذة وشرسة أن ينقب في هذه الصحراء الهائلة، وحولها إلى سجادة رملية تستريح عليها كائنات الخرافة والسراب والظل الحارق، فك الكوني شفرة التمائم والتعاويذ الصحراوية فاستحق أن يكون أحد تجلياتها النادرة التي لا يمكن أن تتكرر مع كاتب آخر· عبدالقادر: تكامل الجوائز ويقول الكاتب العراقي عبد الإله عبدالقادر: الكوني من أهم التجارب الروائية الجديدة بعد جيل المؤسسين، ويعتبر استكمالا لهذا الجيل وتطويرا لعمله، وجيل الكوني ظل يؤكد على تقدم الرواية وانتشارها في زمن تراجع الشعر، بعد أن غاب معظم الجيل الخمسيني في ساحة الشعر· طبعا جائزة زايد تكتسب أهميتها من الاسم الذي تحمله، وإضافة إلى قيمتها النقدية الكبيرة لها قيمة معنوية، فهي إلى جانب جائز سلطان العويس اكتسبتا سمعة عربية طيبة، وهما جائزتان ضمن مجموعة جوائز تتكامل في دورها ولا تتنافس· غانم: سمعة طيبة ويقول الكاتب والمترجم الدكتور شهاب غانم: بالنسبة إلى الجائزة، فهي رغم كونها جديدة وفي دورتها الثانية، إلا أنها اكتسبت شهرة وسمعة طيبة بسبب حياديتها وحملها اسم زايد المحترم على المستوى العالمي، وبخصوص الفائز بها في حقل الرواية إبراهيم الكوني فهو روائي ومفكر قدم الكثير للرواية وقدم إضافات كثيرة مهمة· وأنا أعتبر أن الحصول على جائزة كهذه، وغيرها من الجوائز العربية والعالمية، هو تحفيز للمبدع من الناحية المادية والمعنوية، ودعم لإبداعهم· القعود: لا تقل عن نوبل وقال محمد القعود رئيس اتحاد الأدباء والكتاب فرع صنعاء والمشرف على الملحق الثقافي لصحيفة ''الثورة'' اليمنية إن ''جائزة الشيخ زايد للكتاب لا تقل عن جائزة نوبل من حيث مكانتها وقيمتها وأثرها على الساحة الثقافية العربية والإبداع الإنساني بصورة عامة''· وأضاف: ''جاءت هذه الجائزة لتعيد الاعتبار لقيمة الكتاب والإبداع والفكر في الوطن العربي، ولتفتح الآفاق الرحبة أمام الأدباء العرب من خلال الاحتفاء بصاحب كل إبداع مدهش· لقد أصبحت أبوظبي خلال السنوات الماضية هي عاصمة دائمة للثقافة العربية، بل وعاصمة حانية للمبدعين العرب، وسخية في تكريم الثقافة والمثقفين، ومنارة للثقافة العربية والعالمية، وذلك من خلال مشاريعها الثقافية المتميزة والمتعددة والتي تعكس اهتمام هذه العاصمة بالثقافة بصورة جدية وصادقة، كما تعكس اهتمام المسؤولين فيها بهذا الجانب الهام· ناجي أحمد: رعاية الإبداع ويرى أحمد ناجي أحمد نائب أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أن ''جائزة الشيخ زايد للكتاب تأتي في سياق الجهود العربية المتقدمة في مجال رعاية الإبداع الثقافي والفكري''· وقال إن ''من المهم أن تتطور المعايير بحيث تستوعب الواقع العربي في سياق يشمل الإبداع الشبابي والتنوع الجغرافي، وهو الأمر الذي يتطلب اتساع مجلس أمناء الجائزة ليشمل الوطن العربي، لكي لا تكون الجائزة محصورة على دولة بعينها، أو في مواضيع محددة· حيث ينبغي أن تتجه الجوائز الثقافية إلى المساحات الهامشية في الخريطة الثقافية العربية لضمان عنصر العدالة والتنوع''· مفرح: تجارب كبيرة واعتبر الشاعر جميل مفرح عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء والكتاب فرع صنعاء ''الجائزة بوابة جديدة للإبداع العربي ليمر ضوؤه عبرها إلى الآفاق الواسعة، وفرصة أو إضافة جديدة في اتجاه نادرة جداً الإضافة فيه· ولو أردنا التأمل والمقارنة سنجد أن الجوائز العربية ذات القيمة والحضور الكبيرين قليلة جداً ولا تكاد تذكر، مقارنة بما يحظى به المبدعون في الغرب من جوائز عديدة لا تعد، وتعكس اهتماماً كبيراً وناضجاً بشريحة المبدعين، هذه الشريحة المهملة لدينا نحن العرب· وظهور جائزة بحجم وقدر جائزة زايد للكتاب يعتبر بادرة أمل كبيرة وقبساً من ضوء كثير يحلم به المبدع· الوصابي: المشرق والمغرب بدوره يجد الشاعر اليمني عبدالرقيب مرزاح الوصابي أن ''فكرة جائزة الشيخ زايد للكتاب تأتي ضمن سياق مهم في دعم الثقافة والمعرفة وإتاحة الفرص اللائقة للتعريف بالإبداعات الأدبية والفكرية بما يخدم إعادة توزيع الضوء العادل على الجميع، وتسليط النور على قضايا الهامش وإبداعهم المختلف، والعمل الدؤوب على ربط نتاج المشرق بالمغرب تعزيزاً لفكرة الضخ الإبداعي المتجاوز، والإفادة من كل الإضاءات المختلفة سعياً إزاء التعايش المنشود والتناغم الجميل والاعتراف بالآخرين (عندما لا نراهم جحيماً)، ضمانا لمواصلة إشراقاتهم الأنيقة الراقية المفعمة بإحساسهم الرائي· بوجاه: نحو تعريف أوضح ويقول الدكتور صلاح الدين بوجاه رئيس اتحاد الكتاب التونسيين: يعنيني أن ألحّ على قيمة جائزة الشيخ زايد للكتاب باعتبارها تمثل حافزا فعليا على النشاط الفكري، خاصة أن فروعها متنوعة، وأرجو أن يقع التعريف بها بكيفية أوضح وأوسع، ونحن في اتحاد الكتاب التونسيين مستعدون لمزيد من التعريف بها لدى كتاب بلادنا، وأملنا أن تتدعم المشاركة التونسية في جميع حقول وفروع هذه الجائزة عسى أن يكون لنا فيها نصيب· البخاري: إضافة نوعية ومن وجهة نظر الشاعر فايز البخاري من صحيفة ''الميثاق'' اليمنية، فإن ''الجائزة أتت لتحرك المياه الراكدة في الساحة الثقافية والأدبية في الأقطار العربية، وأهميتها تجيء من أهمية الرجل الذي حملت اسمه، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله''، الذي كان الشاعر والسياسي والشيخ والأب لكل أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، ونبراساً قومياً لكل أبناء الأمة العربية· الجائزة إضافة نوعية إلى المشهد الثقافي العربي، ودفعة قوية وحافز كبير لكل المبدعين العرب، وأتوقع أن يكون لها تأثير كبير في المستقبل القريب في عموم الوطن العربي، حيث إن الجدية التي بدت عليها هذه الجائزة منذ انطلاقتها الأولى تبشر بغد أفضل لكل المبدعين العرب''· معيزي: رفع الظلم ويقول الشاعر التونسي عادل معيزي: رجل الدولة الاستثنائي الشيخ زايد ''طيب الله ثراه''، له إسهامات عظيمة لصالح الأمة العربية يعجز القلم على الإتيان عليها في هذا الحيز، ولا شك ان من بين مظاهر الاعتراف بمآثر سموه وما قدمه من جليل الاعمال للأمة العربية إنشاء هذه الجائزة التي شدت إليها المثقفين والأدباء التونسيين والعرب· وما لفت انتباهي هو أن هذه الجائزة تعنى في أحد فروعها بأدب الناشئة، أولئك الذين نعتبرهم عماد المستقبل دائما ولا نفكر فيهم إلا أحيانا، خاصة في المجالات الثقافية· كما إني أرى في جائزة الشيخ زايد للمؤلف الشاب ما يميزها عن بقية الجوائز المماثلة وهو استثناء جميل نشيد به نحن الأدباء الشبان· وهذه الجائزة وهي تحتفل بدورتها الثانية قد جلبت الاهتمام وانتباه المعنيين والمتابعين منذ دورتها الاولى، ولا شك أن في تتويجها للروائي الجزائري واسيني الأعرج في السنة الماضية وللروائي الليبي ابراهيم الكوني هذا العام· الحمادي: تحديات العولمة وشكر أمين سر اتحاد الكتاب التونسيين الشاعر صلاح الدين الحمادي دولة الإمارات العربية المتحدة ''التي عودتنا دائما على المفاجآت السارة في جميع المجالات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، وها أنها تفاجئنا بخطوة عملاقة في المجال الثقافي بإنشاء هذه الجائزة''· وأضاف: نحن نعلم أن الثقافة العربية تواجه اليوم في عصر العولمة عديد التحديات، ولذلك فإن هذه الجائزة من شأنها تنشيط الحركة الفكرية وتدعيم المبدعين العرب وشحذ هممهم حتى يساهموا من موقعهم في الدفاع عن الهوية العربية· الخالدي: سنّة حميدة وقال الشاعر والروائي التونسي محمد الخالدي: إن ما تقوم به دولة الامارات العربية المتحدة من مبادرات لتشجيع الثقافة والمثقفين في ربوع وطننا العربي لأمر جدير بكل تقدير واعجاب· إنها سنّة حميدة تعيد الى اذهاننا تقليدا عربيا راسخا، ألا وهو رعاية الآداب والفنون من قبل ذوي السلطان أيام ازدهار الحضارة العربية في مشرق الأرض ومغربها، فقد سبق العرب الأوروبيين بقرون عديدة في تشجيعهم للعلماء والأدباء، فكان الشعراء ورجال الفكر متفرغين للإبداع، ومن هنا كان ذلك العطاء الغزير الذي جعل من الحضارة العربية أكثر الحضارات ثراء في مجال الفكر والإبداع· إن هذه الحائزة التي سنتها دولة الامارات لهي دليل قاطع على مدى العناية التي يوليها مسؤولوها للثقافة العربية باعتبارها المقوم الأساسي لهوية الأمة· الحجري: روائي يستحق ويقول الناقد والروائي المغربي إبراهيم الحجري: إبراهيم الكوني كاتب كبير بكل المقاييس، بأعماله الروائية المدهشة، بتفصيله للحياة واختصاره لها، بعدته اللغوية الثرية، بخياله الجامح، بعشقه للصحراء، بملاحمه الضخمة، وبابتكاراته المحيرة، يخيل إليك أن هذا الرجل مسكون بإنسانية مفرطة، بقدر ما هو مسكون بملايين الرواة والحكواتيين· وهو وحده أمة تحكي، بذاكرة مستحيلة، وإحساس عميق بالحياة· وبفوزه بجائزة الشيخ زايد ''أو لنقل فوز الجائزة به''، لست أدري ما الذي ستضيفه جائزة من أي حجم كانت لروائي بارز له وقع الجبل: المهم أن الرجل يستحق أكثر من ذلك فهو علم على رأسه نار· نصرالله: تتويج العمل المثمر وتقول الروائية اللبنانية إميلي نصرالله: الكلمة ركن الحضارة، لذلك تبقى مستهدفة في كل زمان ومكان· وبما أن الحضارة العربية غنية وعريقة الى حيث لا تموت، فإن المحاولات للنيل منها لا تنتهي· حيال ذلك لا بد من وجود عين ساهرة على كل محاولات القتل والتخريب، الأمر الذي يحتم علينا مباركة وجود جوائز تحث على روح المنافسة وتقديم الأفضل، شرط أن نحتفظ برغبة الكتابة من أجل الهوى للكلمة واللغة أولاً· فإذا تحولت الأنظار عن أهداف الجائزة الحقيقية، وأصبح الهاجس الأكبر لدينا مجرّد كسب المادة والشهرة، نخون نحن الكتّاب أمانة الجائزة وأغراضها السامية· الكتابة ليست مهنة· إنها أمانة الشعوب بيدنا في وضعها على لائحة الشرف برسم غدٍ مشرّفٍ· أما الجوائز فإنها تتويج للعمل المثمر في حقل الإبداع الذي تقدّره جهات تتطلّع نحو ما هو أفضل· فياض: لفتة واقعة وتقول الكاتبة والأكاديمية اللبنانية الدكتورة منى فياض: يثير السؤال عن جوائز بحجم جائزة الشيخ زايد للكتاب الكثير من التحدي والأمل في الزمن الحرج الذي يعصف بالأمة العربية· فإذا بالحديث عن وجود جوائز بالتنوع والغنى المذكورين، يأتي بمثابة اصرار على الحياة، وانفتاح على الآخر حول العالم· هذا الإصرار الذي يجعلنا نؤكد: نعم، إننا في أمس الحاجة الى مكافأة الإبداع، وتوجيه أطيب العبارات الى أولئك الذين يأخذون على عاتقهم المهمات الصعبة في احتضانه· لهذا أقول إنه كان من الأجدى الالتفات الى الثقافة وتشجيع التنمية والبحث العلمي والترجمة في مواجهة الأخطار المحدقة بأمتنا من كل صوب· ومن هنا يأتي تثمين هذه اللفتة الواقعية· وتجدر الاشارة الى أننا حين نذكر ضرورة محاربة اسرائيل، لا نقصد القضاء على شعب، وانما محاربة المشروع الصهيوني الذي لا يؤمن إلا بالإلغاء· تلك الحرب يمكن أن تكون الكلمة إحدى أكثر أدواتها تأثيراً في العالم· زيناتي: سؤال الهوية ويقول الدكتور جورج زيناتي (حائز على الجائزة في فرع الترجمة العام الفائت): لا شك أن تقديم جائزة للكتاب في مختلف الميادين، إنجاز ضخم نظراً لكون الكتاب، برغم كل ما يقال، لا يزال مهاناً ومصادراً في العالم العربي· فالكتاب هو المقياس الحقيقي لتقدم الشعوب ومدى رقيّها، خصوصاً أننا نشهد سنوياً تراجعاً حاداً في تقدير القراءة والكتابة بحسب ما تظهره احصائيات اليونيسكو· وحين نقارن وضع الثقافة والكتاب في العالم العربي، بالغرب الذي بات يسبقنا كثيراً، نجد أننا أمام مسؤولية كبيرة· وتتضاعف المسؤولية من حيث إننا ورثة أمة عربية، وثقافة انفتحت منذ القدم على الآخر· فإذا بنا نصنع من مهنة الورّاق مهنة محترمة حول العالم· برأيي أن جائزة الشيخ زايد مهمة جداً في هذا الوضع، حيث الثقافة العربية تتساءل عن دورها وهويتها لأن الآخرين لا يتركونها حرة كما تشاء· نحن نعيش في عالم صغّره التقدم العلمي، لكنه عالم لا يزال يعيش على الأفكار المسبقة، والكتاب هو الوسيلة الأولى، وربما الوحيدة، التي تستطيع أن ترفع الحواجز وتزيل تدريجياً كل ما هنالك من مسافات وأفكار بعيدة بين أمة وأخرى من أجل الدفاع عن الحضارة والهوية· لذلك لابد أن نقبل بأن الكتاب لا يزال الوسيلة الأفضل للاتصال فيما بيننا، كما أنه أفضل محام لجهة الدفاع عن أنفسنا، وهو كذلك في مرحلة القبول بالآخر وانفتاحه علينا، وانفتاحنا عليه· من هنا نجد أهمية هذه الجائزة التي لم تحصر نفسها في ميدان واحد، فتعددت لأن الكتاب بحد ذاته يتناول الحضارة كلها، والثقافة الانسانية· لقد أسعدني كثيراً أن يحظى كتاب فكري وضعت ترجمته بالجائزة الأولى للترجمة· وأعتقد أننا حتى اذا خرجنا من النطاق العربي وتحدثنا عن المأمون، فنستطيع أن نتحدث عن كل من راهن على الثقافة· فما حصل في ألمانيا الشرقية في القرن الثامن عشر، أكبر دليل على دور الثقافة في بناء الدول وتحصين الشعوب· أيامها أثمر الرهان على الثقافة، دخول ألمانيا بقوة الى الثقافة الغربية· كذلك راهنت إمبراطورة روسيا كاترين الثانية على الثقافة في الفترة ذاتها، فاستدعت ديغورا (وهو من كبار المفكرين) الى عاصمتها، فكانت بدايات النهضة للتأثير في الحضارات العالمية· المعلم: مستوى رفيع وتقول رانية المعلم (مديرة تحرير دار الساقي): جميلٌ أن يحصد كتاب ''رحلة الطيور إلى جبل قاف'' للأديبة هدى الشوا قدومي جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع أدب الأطفال· فالكتاب، شكلاً ومضموناً، يعتبر رائداً في حقل أدب الأطفال، على الرغم من أن ظاهرة استعمال الطير والحيوانات كوسيلة رمزية فنّية في الأدب كانت منتشرة في العصور الوسطى في الدولة الإسلامية، كطريقة تعليمية يلقي من خلالها الشاعر أو الأديب بأفكاره وآرائه في إطار مسرحي يجذب القارئ بطريقة غير مباشرة· وكان ابن المقفع من الأوائل الذين سخّروا هذا الأسلوب من الفنّ القصصي في كتابه ''كليلة ودمنة''، حيث لجأ إلى الإرشاد والتهذيب على ألسنة الحيوان والطير· كنا قرأنا أن المنافسة كانت شديدة في العديد من فروع الجائزة؛ نظراً إلى المستوى الرفيع الذي تميّز به الكثير من الأعمال المتقدّمة· وظهرت النتيجة بعد دراسة دقيقة واجتماعات يومية مكثّفة للهيئة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب، والتي تضمّ أسماء مفكّرين وكتاب وروائيين مشهودٌ لهم في الوطن العربي والعالم· فكرة ''الجوائز'' مهمّة لكونها وسيلة تسمح لأعمال إبداعية أن تظهر أكثر للعيان وتصل إلى المتلقّي (القارئ أو المشاهد···)، وتشجّع المبدعين على المضيّ قدماً· فقد اعتاد الناس أن يسألوا عن عدد الجوائز التي نالها الفيلم قبل الذهاب إلى مشاهدته! لا بأس في ذلك ما دامت النتيجة هي إظهار الإبداع والمبدعين وتقريبهم أكثر إلى الجمهور· بكل صراحة، لم نكن نتوقّع أن ينال الكتاب هذه الجائزة لأننا بكل بساطة لا نقتفي أثر الجوائز ولا نفتّش عنها، على الرغم من أهمّيتها وأهمّية الكتاب الذي فاز في الوقت نفسه· فنحن نعتبر أن دورنا يكمن في التفتيش والبحث عن الإبداع والجمال بكلّ أشكاله لإظهاره· أما دور القيّمين على الجوائز فهو البحث عنا، أي يتوجّب عليهم هم أن يقتفوا أثرنا ويتابعوا إصداراتنا· وهذا ما حدث بالفعل مع كتاب ''رحلة الطيور إلى جبل قاف'' إذ علمنا بالجائزة صدفةً وسررنا بها كثيراً· ويبقى أنه برغم الأوضاع التي تشهدها المنطقة صعبة، يثبت المبدعون مجددا، كما في كل مرّة، قدرتهم على التحدّي ومواجهة كل محاولات التهميش· صبح: إرث جميل وتقول الروائية اللبنانية علوية صبح: تعتبر جائزة الشيخ زايد للكتاب من أهم الجوائز التي تعنى بالثقافة في العالم العربي، وذلك ليس فقط لقيمتها المادية، وإنما لتنوع المجالات التي تشملها الجائزة من قصة ورواية وأدب الطفل والترجمة والفنون والتنمية وبناء الدولة··· هذا التنوّع الذي سعت دولة الإمارات العربية الى إغنائه بكثير من الوعي والدعم، في حين يعز علينا أن نرى كيف تضيّق بعض البلدان العربية على مثقفيها· لم يعد خفياً على أحد حجم المشكلات السياسية التي باتت تفرّق بيننا نحن العرب· فإذا بالجائزة تأتي بمثابة اليد التي تنتشل الإنسان العربي من هواجسه الى الجانب الذي يوحّد ولا يفرّق· تحدّثه الجائزة عن إرث جميل في أجواء من الابداع· عسى أن تنجح هذا العام في تحويل أنظارنا عن الفرقة والخصامات الى ثنايا الكتب التي تحتضن ما سيقوله الغد عنا· فحبذا لو يبقى للغد أننا كنا أمة معطاءة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©