الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جوبا تطرح مسودة اتفاق شامل مع الخرطوم

جوبا تطرح مسودة اتفاق شامل مع الخرطوم
24 يوليو 2012
أديس أبابا (أ ف ب) - عرض جنوب السودان أمس، مسودة اتفاق على طاولة المفاوضات لحل خلافاته مع السودان تتضمن زيادة الرسوم المدفوعة للخرطوم، مقابل عبور نفطه وإجراء استفتاء حول تقرير المصير من الآن وحتى نهاية 2012 في منطقة ابيي المتنازع عليها. ولم يبحث الجانبان رسمياً هذا العرض الجديد، لكن عضواً في الوفد السوداني هو مطرف صديق اعتبر أن القضايا التي تتناولها جوبا في مشروع الاتفاق هذا “ليست جدية”، مشيراً إلى أن الخرطوم تريد إنهاء المحادثات بشأن القضايا الأمنية أولا قبل مناقشة المسائل الاقتصادية. ويأتي اقتراح جوبا قبل بضعة أيام من انتهاء مهلة الثاني من أغسطس التي حددتها الأمم المتحدة لدولتي السودان لتسوية الخلافات، التي ما زالت توتر العلاقات في ما بينهما بعد أكثر من عام على استقلال جنوب السودان. وأعربت جوبا عن استعدادها لتدفع للخرطوم 9,10 و7,26 دولارات، مقابل كل برميل نفط يصدر عبر السودان حسب الأنبوب المستخدم. وتمثل هذه الرسوم زيادة 0,07 دولار، مقارنة بما عرضته جوبا في السابق. وأعلن باقان أموم كبير مفاوضي جنوب السودان في هذه المحادثات أمام الصحفيين “يعرض جنوب السودان تحويلات مالية سخية، لما فيه مصلحة السلام”. ولم ترد الخرطوم على هذا العرض على الفور. وتعرض جوبا من جهة أخرى على الخرطوم 8,2 مليار دولار على مدى ثلاثة أعوام --مزيج من تحويلات مالية وتحمل جزء من ديون السودان قبل الانفصال، والذي لم يشأ جنوب السودان أن يتحدث عنها أبدا حتى الآن. والفكرة تكمن في تغطية الربح الفائت للسودان منذ استقلال الجنوب، ذلك أن جوبا ورثت ثلاثة أرباع الموارد النفطية للسودان قبل الاستقلال. لكن الجنوب لا يزال حتى الآن مرتهنا للشمال في مجال البنى التحتية من أجل تصدير نفطه الخام، ولم يتمكن الطرفان حتى الآن من الاتفاق على الرسوم التي ستفرض لعبور هذا النفط. وفي غياب الاتفاق، قررت الخرطوم قبض الرسوم على طريقتها عبر سحب كميات من النفط الخام الذي يمر في أنابيبها على الرغم من استياء جوبا التي أوقفت عندئذ إنتاجها النفطي في يناير. واعتبر اموم “أنه اتفاق عادل ومتوازن تجد فيه كل أمة ما يفيدها”. وأضاف “نعرض على الفور استئناف صادرات النفط عبر السودان مقابل تكلفات نقل عادلة ومعقولة”. وتعرض جوبا أيضا آلية تحكيم دولية لإنجاز ترسيم الحدود المشتركة بين البلدين. ويبقى خمس هذه المنطقة الحدودية الغنية بالنفط موضع خلاف.وتطالب جوبا أيضا أن تنظم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي استفتاء في منطقة أبيي قبل نهاية العام لتحديد ما إذا كانت هذه المنطقة التي تعادل مساحتها مساحة لبنان، ستلتحق بالشمال أو بالجنوب. وبقيت جوبا والخرطوم اللتان لم تتمكنا من الاتفاق على القاعدة الناخبة لمثل هذا الاستفتاء، عاجزتين عن تنظيم الاستفتاء الوارد أصلا في اتفاق السلام للعام 2005 الذي أدى إلى استقلال الجنوب. وأضاف اموم أن اقتراح الاتفاق هو “العرض الأخير” لجوبا “لا موقف تفاوض”. وقال “يبقى أمامنا تسعة أيام فقط من الآن وحتى الثاني من أغسطس ... نعتقد أن الوقت لم يعد للمماطلة في هذه المفاوضات الشاقة”. من جانبه، أبدى الناطق باسم فريق التفاوض السوداني مطرف صديق ثقته بإمكان التوصل إلى اتفاق رغم استمرار الخلافات بين الجانبين، لكنه استبعد حصول ذلك بحلول الثاني من أغسطس. وقال “من المستحيل أنجاز ذلك في غضون 19 يوماً أو تسعين يوماً، بعض المشاكل يحتاج إلى مزيد من الوقت”. وقال صديق، إنه لا شيء جديد في هذا الاقتراح (الذي تقدمت به جنوب السودان)، مضيفاً أنه يتعين مواجهة المسائل الأمنية في بادئ الأمر. واستأنف وفدا السودان وجنوب السودان مساء أمس الأول محادثاتهما في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي بعد أسبوع بالتمام من مصافحة مميزة بين الرئيسين السوداني عمر البشير وجنوب السودان سيلفا كير. لكن التوترات تبقى حادة بين البلدين: فجوبا اتهمت الخرطوم مجددا بقصف أراضيها الجمعة. وردت الخرطوم أنها استهدفت متمردين في ولاية دارفور السودانية كانوا يحاولون مهاجمة السودان عبر مرورهم بجنوب السودان ولم تقصف إلا ضمن الأراضي السودانية. ويتبادل كل من دولتي السودان باستمرار الاتهام بدعم حركة تمرد على أراضي الدولة الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©