الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عجل السامري ضلال وعجل إبراهيم بُشرى

عجل السامري ضلال وعجل إبراهيم بُشرى
28 أكتوبر 2010 21:00
العجل حيوان من فصيلة الأبقار ويطلق على ذكر البقر وولدها، وهو أقوى جسداً من البقرة وقد عبدته الشعوب القديمة مثل قدماء المصريين الذين عبدوا العجل «أبيس» وكان رمزاً للقوة والخصوبة. وهو من الحيوانات الثديية المجترة التي وجدت في الطبيعة وحشية ثم استؤنست منذ زمن طويل، واستخدمت لأغراض شتى في مجال الزراعة بالإضافة إلى أكل لحومها. عجل بني إسرائيل ويقول الدكتور زكي عثمان -الأستاذ بجامعة الأزهر: ورد ذكر العجل في القرآن الكريم في 11 موضعاً منها 9 مواضع تتحدث عن عجل بني إسرائيل الذي اتخذوه إلهاً من دون الله، 4 منها في سورة البقرة في قوله تعالى: «وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون» (آية 51) . وقوله تعالى: «وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم» آية 54 . وقوله تعالى: «ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون» آية92. وورد ذكر العجل في سورة النساء قال تعالى: «يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطاناً مبيناً» (آية 153). وفي سورة الأعراف في قوله تعالى: «واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلاً جسداً له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلاً اتخذوه وكانوا ظالمين» (آية 148). جاءت في قصة عبادة بني إسرائيل العجل في غيبة موسى عليه السلام عندما ذهب إلى جبل الطور لميقات ربه، وعندما غاب موسى على قومه أربعين ليلة غضب قومه فقال رجل من بني إسرائيل يقال له السامري: إن موسى لن يعود فيجب علينا أن نتخذ إلهاً نستطيع رؤيته فأخذ ما كانوا حملوه من حلي آل فرعون وأتباعه فصاغ منه شكل عجل ثم ألقى فيه من قبضة التراب فصار يخور مثل العجل الحقيقي بقدرة الله ومشيئته ابتلاء منه تعالى واختباراً وفتنة، ثم قال السامري ومن وافقه من الذين افتتنوا بهذا العجل إن هذا إلهكم وإله موسى ولما رجع نبي الله موسى إلى بني إسرائيل ورأى ما هم عليه غضب غضباً شديداً وكانت معه الألواح المتضمنة التوراة، ثم أقبل عليهم يعنفهم و يوبخهم على صنيعهم القبيح. عجل سمين وأقبل موسى على أخيه هارون عليه السلام الذي كان استخلفه عليهم في أثناء غيبته وأخذ برأسه ولحيته ليعرف منه ماذا فعل هؤلاء فبين هارون لأخيه موسى عليهما السلام أنه خاف إن تركهم وجاء ليخبره بأمرهم أن يقول له موسى عليهما السلام: لماذا تركتهم وجئتني؟ وهو استخلفه عليهم فترة غيابه. وقف موسى أمام القوم وقال للسامري إن الله سيعذبك عذاباً شديداً وخرج مطروداً ليعيش وحده في الصحراء وأمر موسى أن يحرقوا العجل ونثر الرماد في البحر وتوجه إلى الله يسأله المغفرة. وذكر العجل في آيتين تتحدثان عن العجل الذي قربه نبي الله إبراهيم عليه السلام لملائكة الرحمن وهما قوله تعالى في سورة هود: «ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ» (آية 69). وقوله تعالى في سورة الذاريات: «هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين. إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون. فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين» (آية 26). وقصة العجل في هذه الآيات أن نبي الله إبراهيم -عليه السلام- بعد أن رزقه الله بإسماعيل من زوجته هاجر كان يدعو الله أن يرزقه بولد من زوجته سارة التي تحملت معه كل ألوان العذاب في سبيل الله، فاستجاب الله له وأرسل إليه بعض الملائكة على هيئة رجال ليبشروه بولد له من زوجته سارة، ولما جاءت الملائكة إبراهيم استقبلهم أحسن استقبال وأجلسهم في المكان المخصص للضيافة ثم أسرع لإعداد الطعام لهم، فقد كان إبراهيم كريماً جواداً، وفي لحظات جاء بعجل سمين وقربه إليهم فلم يأكلوا أو يشربوا أي شيء فخاف إبراهيم -عليه السلام- منهم وظهر الخوف على وجهه فطمأنته الملائكة وأخبروه أنهم ملائكة وبشروه بغلام عليم حتى رزقه الله بإسحاق. إعجاز إلهي في خلق هذا الحيوان وصفات العجل تتطابق مع صفات البقر لا تختلف عنها في شيء إلا أن العجل أكثر قوة وتحملاً. ومن الإعجاز الإلهي في خلق هذا الحيوان أن الله سبحانه وتعالى خلق له معدة تتكون من 4 أكياس: الكرش وهو أشبه بمعمل يحتوي على أكثر من 50 نوعاً من البكتريا تقوم بصنع البروتين من مركبات النيتروجين الموجودة في الحشائش التي تأكلها وبفضل هذه البكتريا تتحول أنواع التبن والعلف الذي تأكله الأبقار إلى أطعمة صالحة للإنسان. والكيس الثاني القلنسوة وتدور به الأمعاء مثل خلية النحل ويحتوي على القطع الحديدية والمسامير والتي قد تبتلعها في المراعي فتحجز في هذا الكيس. والكيس الثالث أم التلافيف وهو جزء عضلي يطرد المياه الزائدة. والكيس الرابع «الأنفحة» ويحتوي على الإنزيمات والعصارات الهاضمة ويقوم بعمل يشبه معدة الإنسان.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©