فرون (لبنان) - اف ب : تملك رسمية مقداد ما يكفي من الطعام لمؤونة الشتاء لكنها تفتقر الى سقف يقيها الصقيع، على غرار آلاف اللبنانيين من سكان الجنوب الذين دمرت منازلهم جراء القصف الاسرائيلي· لم يبق من بيتها في بلدة فرون الجبلية التي تبعد 75 كلم جنوب شرق بيروت الا جدار واحد·فالصواريخ الاسرائيلية لم تبق فيه شيئا باستثناء غرفة واحدة لجأت اليها رسمية (52 عاما) مع والديها المسنين وتفتقر طبعا الى المياه والكهرباء· وعائلة مقداد ليست الوحيدة التي خسرت منزلها·
فمن اصل 160 منزلا في بلدة فرون الصغيرة تعرض مئة منزل للتدمير الكامل او اصيب باضرار·
وقرر بعض سكان البلدة المنكوبة البالغ عددهم الفي نسمة معظمهم من المزارعين الذين فروا من الحرب، العودة الى المنطقة حيث هذا المشهد المأساوي وانتظار المساعدات لاعادة بناء منازلهم على ضوء الشموع وفي ظل خيم قدمتها منظمات غير حكومية·اما الاخرون فاختاروا الاقامة مؤقتا في بلدات تعرضت لغارات الاسرائيلية لكنها تضررت بنسبة اقل·
وقال محمد حمدون الذي دمر منزله ايضا ''اهلا وسهلا بعلب السردين، لكن ما نحتاج اليه فعلا قبل الشتاء هو المنازل الجاهزة''· واضاف هذا المزارع ''الناس ينتظرون المساعدة منذ نحو شهر وسيتحولون قنابل موقوتة اذا لم يحصل شيء ملموس قريبا''· وتضاف الى معاناة فقدان المنازل معاناة اخرى، تتمثل في زرع اسرائيل حقول التبغ والزيتون والفواكه بالالغام والقنابل العنقودية·
وعلق ابو قاسم (37 عاما) الذي يقطن في بلدة زوطر الغربية التي دمر او تضرر سبعون في المئة من منازلها الـ300 ''الزراعة مورد رزقنا، لكننا عاجزون عن العمل في الحقول بسبب الخطر''·
منزل ابو قاسم لم يدمره القصف، واكد العثور على 2500 من هذه القنابل الصغيرة منذ نهاية النزاع في زوطر الغربية ومحيطها· وتجول فرق للامم المتحدة والصليب الاحمر في هذه البلدات المدمرة لتقديم المياه والمواد الغذائية، لكن هذه المساعدات تبقى نقطة في بحر معاناة اللبنانيين الذين فقدوا كل شيء·
عدد اليوم
