? نمت أرباح 53 شركة مدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة 17% لتصل إلى 22,46 مليار درهم، مقارنة مع أرباح الفترة ذاتها من العام الماضي البالغة 19,17 مليار درهم، فيما ارتفعت أرباحها خلال الربع الثاني بنحو 15,3% لتصل إلى 11,72 مليار درهم من 10,16 مليار درهم في الربع الثاني من العام الماضي.
وبحسب رصد أجرته «الاتحاد» بعد انتهاء المهلة المحددة أمام الشركات للإعلان عن نتائجها المالية الفصلية يوم 15 أغسطس الحالي، تمكنت 6 شركات مدرجة من التحول إلى الربحية خلال النصف الأول بقيمة 554,5 مليون درهم، مقارنة مع خسائر في النصف الأول من العام الماضي بقيمة 99 مليون درهم، وهي شركات طاقة، ووطنية للتأمين التكافلي، وبلدكو لمواد البناء، وإسمنت رأس الخيمة، وإسمنت الفجيرة، وأسماك.
وفي المقابل، تحولت أربع شركات إلى الخسارة خلال النصف الأول بقيمة 34,5 مليون درهم من أرباح سجلتها في النصف الأول من العام الماضي بقيمة 32,5 مليون درهم، وهي ميثاق، والهلال الأخضر، والتأمين المتحدة، إضافة إلى شركة أبوظبي لبناء السفن.
وبقيت شركة الخزنة للتأمين على خسائرها التي ارتفعت بنهاية النصف الأول إلى 44,4 مليون درهم من 10,7 مليون درهم، ولم تعلن شركة الجرافات البحرية الوحيدة من بين 65 شركة مدرجة في السوق عن نتائجها المالية في الفترة المحددة والبالغة 45 يوماً.
النشاط الاقتصادي
وقال محللون ماليون ووسطاء في أسواق الأسهم إن نتائج الشركات جاءت في غالبيتها أفضل من التوقعات، حيث تراوحت معدلات النمو بين 15-20%، الأمر الذي انعكس إيجاباً على حركة أسهمها في الأسواق المالية، فضلاً عن أنها تعكس استفادة الشركات من النمو الاقتصادي للقطاعات الاقتصادية غير النفطية في الدولة.
وأجمعوا على أن قطاعي البنوك والعقارات اللذين يستحوذان على 80% من عدد الشركات المدرجة في الأسواق المالية سجلا معدلات نمو في الأرباح أعلى من التوقعات خصوصاً بنوك العاصمة أبوظبي التي نمت أرباحها النصفية بنسبة 15,5% لتصل إلى 9,56 مليار درهم من 8,35 مليار درهم.
وقال محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة أبوظبي للأوراق المالية، إن نتائج الشركات خلال النصف الأول جاءت إيجابية خصوصاً نتائج البنوك التي أعلنت عن نمو كبير في أرباحها، حيث دخلت بنوك جديدة نادي المليار، مثل بنك الاتحاد الوطني الذي تجاوزت أرباحه الفصلية للمرة الأولى مرة حاجز المليار درهم.
وأضاف أن نتائج البنوك خصوصاً البنوك الكبرى مثل بنوك أبوظبي الخمسة، وبنوك دبي وبالتحديد الإمارات دبي الوطني، ودبي الإسلامي، تشير إلى مؤشرات إيجابية من حيث ارتفاع مستويات السيولة ومعدلات الإقراض، وتراجع حجم المخصصات، مما يعكس المتانة القوية للبنوك الوطنية، واستفادتها من التعافي الاقتصادي.
وأفاد بأن قطاع الاتصالات الذي يضم شركتي اتصالات ودو أظهر أيضاً نموا جيدا في الأرباح النصفية، خصوصا اتصالات التي استفادت من أرباح شركة الاتصالات المغربية التي استحوذت عليها، ويتوقع أن تعلن بنهاية العام عن معدل نمو أكبر، بفضل ارتفاع عائداتها من أسواقها الخارجية.
وقال ياسين إن شركات أخرى أعلنت عن نمو غير مسبوق في أرباحها النصفية مثل شركة الواحة كابيتال التي تخطت بأرباحها لأول مرة حاجز المليار درهم، فضلاً عن استفادة شركات الصناعة والتأمين من استثماراتها في أسواق الأسهم.
الشركات القيادية
واتفق عبدالله الحوسني مدير شركة الإمارات الوطني للأوراق المالية مع ياسين في النتائج الإيجابية التي أعلنتها الشركات، مضيفاً أن النتائج الجيدة للشركات للنصف الأول هي التي دعمت ولا تزال أسواق الأسهم في المرحلة الحالية، خصوصاً نتائج البنوك والشركات القيادية التي نمت بمعدلات جيدة تتراوح بين 15-20%، ويعتبر ذلك نسبة نمو جيدة للغاية، تحفز مديري محافظ وصناديق الاستثمار على بناء مراكز جديدة في أسواق الأسهم بناءً على هذه النتائج، وقبل الدخول في مرحلة نشاط كبيرة متوقعة للأسواق مع نهاية موسم الصيف.
وأضاف أن الشركات والبنوك بالتحديد تستفيد من الأوضاع الاقتصادية الجيدة، حيث يلاحظ تنامي النشاط العقاري في أرجاء الدولة، وأعلنت الشركات العقارية المدرجة عن مشاريع جديدة، وتحقيق مبيعات جيدة خلال الفترة الماضية، مما انعكس على حركة أسهمها في الأسواق.
نصف الأرباح للبنوك
وبحسب النتائج المعلنة، استحوذ قطاع البنوك الذي يضم 14 بنكا وشركة مالية على 52% من إجمالي أرباح الشركات المدرجة في السوق، وبلغت قيمة أرباحه النصفية نحو 11,73 مليار درهم بنمو نسبته 13,5% على أرباح النصف الأول من العام الماضي والبالغة 10,34 مليار درهم.
ونمت أرباح القطاع المصرفي خلال الربع الثاني بنحو 14% لتصل إلى 5,84 مليار درهم مقارنة مع 5,13 مليار درهم خلال الربع الثاني من العام الماضي.
وارتفعت أرباح 12 بنكا وشركة مالية، مقابل انخفاض أرباح بنكين فقط هما راك بنك التي تراجعت أرباحه النصفية إلى 700,5 مليون درهم من 760 مليون درهم، وبنك أم القيوين الوطني 186,3 مليون درهم من 184,5 مليون درهم.
واستحوذت بنوك أبوظبي الخمسة هي أبوظبي الوطني، أبوظبي التجاري، الخليج الأول، الاتحاد الوطني، أبوظبي الإسلامي على 81,5% من أرباح القطاع ونحو 42,5% من أرباح الشركات المدرجة في السوق ككل، وبلغت قيمة أرباحها للنصف الأول نحو 9,56 مليار درهم مقارنة مع 8,35 مليار درهم في الفترة ذاتها من العام الماضي، بنمو نسبته 14,5%.
وحافظ بنك أبوظبي الوطني على صدارته كأكبر البنوك من حيث قيمة الأرباح المحققة بنحو 2,86 مليار درهم بنمو نسبته 8% عن أرباح النصف الأول من العام الماضي البالغة 2,62 مليار درهم، في حين حقق مصرف الشارقة الإسلامي أكبر نسبة نمو في أرباح البنوك بنحو 50% لتصل إلى 202 مليون درهم من 134,7 مليون درهم.
الاتصالات ثانياً
وحل قطاع الاتصالات في المرتبة الثانية من حيث حجم الأرباح المحققة في النصف الأول من العام لتصل إلى 6,33 مليار درهم بنمو نسبته 14,3% عن أرباح النصف الأول من العام الماضي والبالغة 5,5 مليار درهم.
ونمت أرباح مؤسسة اتصالات خلال النصف الأول 19% إلى 4,53 مليار درهم من 3,8 مليار درهم، وارتفعت نسبة النمو في الربع الثاني إلى 24% ليصل إجمالي الربح إلى 2,5 مليار درهم من 1,9 مليار درهم.
وارتفعت أرباح شركة الاتصالات السودانية «سوداتل» خلال النصف الأول 80% إلى 104,3 مليون درهم من 10,6 مليون درهم، في حين تراجعت أرباح شركة الاتصالات القطرية «أوريدو» بنسبة 2% إلى 1,70 مليار درهم من 1,73 مليار درهم.
وحل قطاع الاستثمار في المرتبة الثالثة من حيث الأرباح التي ارتفعت بنهاية النصف الأول إلى 1,31 مليار درهم بنمو قياسي بلغت نسبته 791% عن أرباح النصف الأول من العام الماضي والبالغة 147,5 مليون درهم.
وجاء هذا النمو القوي في أرباح القطاع الذي يضم شركتين فقط من شركة الواحة كابيتال التي قفزت لأول مرة بأرباحها النصفية فوق المليار درهم لتصل إلى 1,3 مليار مقارنة مع 123,7 مليون درهم في النصف الأول من العام الماضي، وتحققت غالبية الأرباح في الربع الثاني بقيمة 1,12 مليار درهم من 38,5 مليون درهم.
وفي المقابل، انخفضت أرباح شركة عمان والإمارات للاستثمار في النصف الأول إلى 14,3 مليون درهم من 23,8 مليون درهم، وبلغت أرباحها للربع الثاني 4,5 مليون درهم من 10,3 مليون درهم.
العقارات والخدمات والسلع والطاقة
وتراجعت أرباح قطاع العقارات الذي يضم ثلاث شركات خلال النصف الأول بنسبة 32% لتصل إلى 1,08 مليار درهم مقارنة مع 1,57 مليار درهم في النصف الأول، ويعود ذلك إلى تراجع أرباح شركة الدار العقارية إلى 959,2 مليون درهم من 1,4 مليار درهم خلال النصف الأول من العام الماضي، والتي كانت متضمنة أرباحاً استثنائية من الاستحواذ على شركة صروح العقارية.
وانخفضت أرباح شركة إشراق العقارية 45% لتصل إلى 71,2 مليون درهم من 128,8 مليون درهم، في حين سجلت شركة رأس الخيمة العقارية ارتفاعاً طفيفاً في أرباحها النصفية لتصل إلى 52 مليون درهم من 51 مليون درهم.
وفي قطاع الخدمات الذي يضم 6 شركات لم تعلن منها شركة الجرافات البحرية عن نتائجها بعد، نمت أرباح 5 شركات مدرجة خلال النصف الأول بنحو 63% لتصل إلى 485 مليون درهم من 297,5 مليون درهم، وارتفعت أرباح الربع الثاني إلى 195 مليون درهم من 120,3 مليون درهم.
وسجلت الشركات الخمسة ارتفاعاً في أرباحها، وحققت شركة أبوظبي للفنادق أكبر حجم من الأرباح النصفية بقيمة 194,3 مليون درهم من 90 مليون درهم، في حين سجلت شركة الإمارات لقيادة السيارات أقل حجم من أرباح القطاع بقيمة 35,7 مليون درهم، لكنها سجلت نمواً بنحو 58,5% عن أرباح النصفية في العام الماضي البالغة 22,5 مليون درهم.
وارتفعت أرباح شركات قطاع السلع الاستهلاكية (5 شركات) خلال النصف الأول إلى 171,7 مليون درهم بنمو نسبته 42% عن أرباح الفترة ذاتها من العام الماضي البالغة 121 مليون درهم، في حين انخفضت أرباحها للربع الثاني إلى 76 مليون درهم من 79 مليون درهم في الربع الثاني من العام الماضي.
ونمت أرباح 3 شركات هي فودكو، وأغذية، ودواجن رأس الخيمة، في حين انخفضت أرباح شركة الخليج للمواشي، وحولت شركة اسماك خسائرها في النصف الأول من العام الماضي بقيمة 13 مليون درهم إلى أرباح في النصف الأول من العام الحالي بقيمة 11 مليون درهم.
وفي قطاع الطاقة الذي يضم شركتين، تحولت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة» إلى الربحية في النصف الأول من العام الحالي بقيمة 513 مليون درهم من الخسارة في الفترة ذاتها من العام الماضي بقيمة 66 مليون درهم، فيما بلغت أرباحها للربع الثاني نحو 239 مليون درهم من خسارة بقيمة 172 مليون درهم.
وانخفضت أرباح شركة دانة غاز في النصف الأول إلى 333 مليون درهم من 341 مليون درهم، وبلغت أرباحها للربع الثاني 100 مليون درهم من 169 مليون درهم.
عدد اليوم
