العصر الذهبي للشعر الشعبي

عندما نتكلم عن الإعلام في قطر ومدى تأثره بالحركة الشعرية في الشعر الشعبي أو النبطي، لابد أن نذكر الشعراء الذين رفعوا راية قطر عالية في المحافل الخليجية والعربية، ومنهم محمد بن فطيس المري صاحب أول بيرق شعري في برنامج شاعر المليون، وبعد أن فاز هذا الشاعر القطري بالبيرق بدأ الاهتمام بالشعر والشعراء·· اهتمام يختلف عن ذي قبل، لأن الإعلام عرف أن هذا النوع من المسابقات له جمهوره وله شريحة كبيرة لا يستهان بها، لذلك اهتم الإعلام بهذا الفن، وأصبح يشارك الشعراء في المهرجانات المحلية ويطلب الشعراء للمشاركة، بعد أن كان الشاعر نفسه هو الذي يذهب للمسؤولين للبحث عن مشاركة بالمجان·· الآن بات الإعلام يطلب الشاعر ويعطيه مكافأة على مشاركته ويضع الفقرات الشعرية في برامجه· وأيضاً شارك الشاعر خليل الشبرمي في برنامج شاعر المليون، وفاز بالبيرق أيضاً، فتوجهت الأنظار الى قطر من الناحية الشعرية·· وهنا نتساءل: هل يوجد في قطر شعراء بل هل يوجد في قطر شعراء نجوم لأن هناك فرقاً بين الشاعر والشاعر النجم؟·· خلال هذه الفترة شارك الكثير من شعراء قطر في مسابقات شعرية عبر الفضائيات، ربما لم تنتشر هذه البرامج لضعفها الإعلامي، ولكن نسمع ونشاهد بعض البرامج التي تنقل هذه المسابقات الكثيرة· وأيضاً يأتينا الشاعر علي الدعيه ويفوز في السعودية وبين شعراء سعوديين كبار بسيف القلطة، وهنا يجب أن نقول كلمة في حق اللجنة المحكّمة لهذه المسابقة ونشكرها على النزاهة في التحكيم، فكنا نظن أنه بعد فوز قطر مرتين لن يسمح لشاعر قطري بالفوز مرة أخرى، ولكن حصل ما كنا نتمناه وأصبح الإعلام القطري يستضيف هؤلاء الشعراء الثلاثة في كثير من برامجه وفعالياته الإعلامية والثقافية، ومن هنا أصبح للشعر مكانة أقوى وأكبر من ذي قبل، وأصبح الشعراء يفرضون كلمتهم ويطلبون مقابل لمشاركاتهم التي كانت في السابق بالمجان، فالشاعر بمشاركته في برنامج شعري يقدم للبرنامج دخلاً مادياً بسبب المسجات المرسلة للتصويت له، فنحن لدينا شعراء نجوم يطلبهم المشاهد، وأصبح للشاعر جمهور يطلبه ويطلب قصائده، بل الكثير من الجماهير تحفظ الكثير من قصائد الشعراء·· لذلك دخل الشاعر مرحلة جديدة في مسيرته الشعرية، وكثرت المسابقات الكثيرة المشابهة لشاعر المليون، وبدأ العصر الذهبي للشعر الشعبي وشعراء الشعر النبطي، وهذه المرحلة تعكس مدى وجود نهضة شعرية في قطر غير مسبوقة·