إن تعطل كمبيوترك الشخصي و(تباطأ) كمبيوترك المنزلي، وامتلأ (الهارد ديسك) عن بكرة أبيه وغدا (الفوليوم) يصمت كصمت أهل الكهف وأصاب (الرام) شيئا من التماس وشارفت (الدرايفات) الإضافية على الامتلاء وعاندك (برامج الوندوز) حتى إذا ما اشتغلت سرعان ما تصدر زعيقاً كجرس الناظر الذي ينبه الطلاب المتأخرين عن الدوام!! ما عليك إلا أن تلجأ إلى (شوب) كمبيوتري أو أن تتصفح الإعلانات التي تساعدك على فحص كمبيوترك سواء في المنزل أو المكتب بسعر زهيد، وإذا تطفلت ولم تعجبك تلك الإعلانات وكان وكليك الكمبيوتري مقفلا ـ وأنت في عجلة من أمرك لتشغيل الجهاز مخافة أن تضيع ملفاتك في رمشة عين ــ ما عليك إلا أن تلجأ رغما عنك وقصراً عن عنادك الوصول الى أقرب (شوب) لعرض المشكلة الكمبيوترية عليه·
وها أنت قد وقعت في المطب (الشوبي) تنظر إلى الشوب إذ هو كشك صغير تتراءى (المونيتورز) متكدسة تارة تتكئ على الحائط ومنها ما يتكور فوق بعضه البعض حتى أن الرفوف تبدو عليها القطع الجديدة كالسماعات والفلوبي ديسك وفلوبي درايفات وغيرها من إكسسوارات الكمبيوتر تقبع خجلة فوق الرفوف حتى إذا ما طرق مشتري الشوب وسأل عن قطعة سرعان ما يلوح له باليد أن القطعة شارفت على الانتهاء وما عليك سوى الانتظار أياماً معدودة وتكون في حوزتك ــ اذ ترتسم على شفتيك ابتسامة خجلى أيضا ويودعك صاحبك المشتري بابتسامة باهتة، وها هو صاحب الشوب يمسك بالهارد ديسك الذي أحضرته وهو عبارة عن صندوق يحوي كافة عمليات الكمبيوتر وتصبح أسيراً خاصة إذا ما غذاه بالأسلاك الكمبيوترية بعد أن نزعه نزعاً من الهارديسك الذي (يتخبط بين يديه) انه يتفحص العلة ويمسك الفأرة التي أبت أن تتحرك قيد أنملة وتظن أن العلة كبيرة وجسيمة فتضرب أخماسا بأسداس وتقول في نفسك إن المطب الشوبي قد أخذ مسراه وبانت ظواهره ــ تأخذك الحيرة ويمتلكك النزق وتصير دقات قلبك تدق دقات تبعث فيك نزع الجهاز، أما ان تكسره أو تودعه في درمات البلدية ــ وسرعان ما تسمع طنين جرس وتظن أن الكمبيوتر قد وجد ضالته ذاك الشوبي ــ وأن المسألة عندك صعبة وعنده هينة وتقول في نفسك يا سبحان الله إنه ماهر مبرمج حاذق (حريف) حتى إذا ما تعطل الجهاز ثانية يقول صاحبنا الشوبي لك ببرودة أعصاب (ملونة) دع الجهاز واتركه وهو يعمل في دقة متناهية إلا أن المروحة التي تبرد الهارديسك (لا تلف ولا تدور) ولعل الغبار المتراكم على جوانحها قد فعل فعلته وكوم تلك الطبقات· ألا ترى معي هذا بأم عينيك ·فالهارديسك جيد وليس به علة أو عطل ــ المهم سوف أنظف المروحة أو أستبدلها وسيرجع الجهاز بريقاً لماعا ·
نعم بين ليلة وضحاها تم استلام الهارديسك وإذ هو رجع بخفي حنين الا من مروحة أصبحت تدور وتلف كالذي يراوح في مكانه ــ واذا فوجئ بأن صاحب الشوب الكمبيوتري مسترسلاً قائلاً: إن كمبيوترك قديم ولا يصلح، بل اشتر واحدا جديداً يخدم معك طويلا ــ و(مروحته) تدوم وتلف لفات عديدة في أقل من ثوان، وللعلم فأنا اختصاصي تصليح مراوح الكمبيوتر ، خرجت من المحل الشوبي الكمبيوتري وأنا أتأبط (الهارديسك) بصندوقه وكدت أقع على ظهري من الضحك المتواصل حتى وصلت البيت مردداً (مروحة مرواح)
محمد عوض الجشي
عدد اليوم
