بيروت - ''الاتحاد'': دخل الاعتصام البرلماني اللبناني الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري يومه الخامس على التوالي مع بروز تطور جديد تمثل في انضمام بعض القطاعات الانتاجية اليه، في محاولة لاشراك اكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع اللبناني في الضغط لفك الحصار الجوي والبحري الاسرائيلي عن لبنان، مع ما يترتب على هذا الحصار من تداعيات سياسية واقتصادية خطيرة· وبدو ان الذي يجري في ساحة النجمة، يتخذ اشكالاً جديدة من خلال الاعتصام الذي قرر قطاع النقل البحري تنفيذه اعتباراً من امس، في ظل مواقف الدعم البرلمانية والنقابية العربية والدولية التي ترد الى رئاسة المجلس النيابي، فضلاً عن النشاطات التي تقوم بها الجاليات اللبنانية في الخارج، ولاسيما في البلدان الاميركية والاوروبية استنكاراً للحصار الاسرائيلي المخالف لكل الاعراف والقوانين الدولية·
واللافت في الأمر، ان الاعتصام النيابي، تحول الى ''هايد بارك'' سياسي، اذ ان الرئيس بري يستهل يومياً بعرض مفصل لنتائج الاتصالات الدولية التي يجريها مع الرئيس فؤاد السنيورة، مع العواصم الفاعلة والنشاطات التي جرت في الساعات السابقة على ان يعقب ذلك مداخلات نيابية وينفض الجمع على اساس ان غداً يوم آخر·
وهذا الواقع، دفع العديد من القوى السياسية الى توجيه الانتقادات للاعتصام والمعتصمين ووصل الأمر برئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي الى وصف ما يحصل في البرلمان بـ''الفلكلور المضحك المبكي'' واتهم الحكومة بأنها متواطئة مع الحصار الاسرائيلي على لبنان لمحاصرة المقاومة·ورفض الرئيس بري الدخول في سجال مع هؤلاء المنتقدين، داعياً النواب الذين أثاروا الموضوع الى عدم التعليق على هذه المواقف، لأن هذا هو لبنان ولا بد من وجود المعارضة·
وفي ابرز وقائع اليوم الخامس للاعتصام تأكيد الرئيس بري انه لا يجوز ارسال كتاب الى الأمم المتحدة حول المراقبة البحرية قبل ان يصار الى حل شامل لقضية الحصار، ناقلاً عن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تفاؤله بامكانية حل مشاكل الحصار الاسرائيلي وغيره ضمن سلة واحدة·
ورأى بري ان استعداد عدد من شركات الطيران للهبوط في مطار رفيق الحريري من الممكن ان يكون اشارة ايجابية لرفع الحصار·
اما وزير الاعلام غازي العريضي الذي مثل الحكومة في الاعتصام، فأكد أن واشنطن ما زالت على موقفها المناور وقال ''لا تصدق ان المجتمع الدولي غير قادر على اجبار اسرائيل على رفع الحصار''·
وطرح النائب بطرس حرب امكانية القبول بمساعدة قوات الطوارئ الدولية في مراقبة الحدود البرية اللبنانية لأن إسرائيل تتخذ من هذا الأمر ذريعة لعدم رفع الحصار الأمر الذي رفضه النواب انور الخليل وحسن فضل الله والوزير العريضي الذي اكد ان الحكومة قامت بكل ما يمكنها القيام به ولا يمكن لها أن تقدم تنازلات اكثر ، مشيراً الى الولايات المتحدة هي التي تشجع اسرائيل على استمرار الحصار·
ودعا النائب حسن فضل الله الشركات اللبنانية وخصوصاً الميدل ايست الى خرق هذا الحصار·
التطور اللافت في الاعتصام البرلماني اللبناني كان وصول وفد يضم 50 نائباً سورياً الى البرلمان اللبناني واجتماعه مع الرئيس بري، بعد ان اعلن نواب 14 مارس مقاطعتهم للجلسة في حال مشاركة النواب السوريين فيها، وذلك بعد اتصالات اجريت مع قائد القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس اللبناني الأسبق امين الجميل·
وتفقد الوفد السوري الضاحية والجنوب واطلعوا على حجم الاضرار الناجمة عن العدوان الاسرائيلي·
عدد اليوم
