السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصطفى حسين .. الفكاهة العبقرية بخطوط رشيقة تخطف البسمة بالفكرة

مصطفى حسين .. الفكاهة العبقرية بخطوط رشيقة تخطف البسمة بالفكرة
17 أغسطس 2014 20:00
رغم الظروف الصحية الصعبة، التي عاشها رسام الكاريكاتير الأول في الوطن العربي مصطفى حسين، وانطلاق إشاعة وفاته قبل أكثر من أسبوعين أثناء إجرائه جراحة لإزالة ورم سرطاني خبيث في أحد مستشفيات الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن خبر وفاته أمس الأول نزل كالصاعقة على أصدقائه وتلاميذه من أجيال متعاقبة من رسامي الكاريكاتير، وأيضاً على محبيه ومتابعي رسوماته وشخصياته العديدة التي عبر من خلالها عن جميع الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية والأدبية التي مر بها المجتمع المصري عبر أكثر من نصف قرن. هم الناس رغم عشرات الشخصيات الفنية التي رسمها خلال رحلته مع الكاريكاتير، إلا أنه كان يعتبر أن أهم الشخصيات التي كانت تداعب خياله باستمرار هي شخصياته التي ابتدعها مع الكاتب الساخر أحمد رجب الذي كان يكتب الفكرة، ثم يقوم هو بتحويلها إلى صورة، ويأتي في مقدمها شخصية «الكحيتي»، وهي شخصية متفردة ويوجد منها نماذج حقيقية من الناس الذين لا يجدون قوت يومهم، وشخصية «كمبورة» الذي دخل البرلمان ليحقق مصالحه الشخصية، و«عزيز بيه الأليت»، وأيضاً «فلاح كفر الهنادوة» وغيرها. وكان حسين يؤكد أن رسومه كثيراً ما كانت تصطدم ومسؤولين أو وزراء أصدقاء له، وأنه لم يكن يجد مفراً من تناول أي مسألة تهم الناس، على اعتبار أنه يتناول المواضيع والمشاكل كوظيفة وليس كشخص في حد ذاته. ومن أقواله التي كان يرددها باستمرار «متابعة أخبار الناس ومشاكلهم ليست هواية لدي، لأنني شعرت مع الوقت أن الأمر أصبح واجباً مثل واجبي تجاه بيتي وأسرتي وابني الذي لا يمكنني التخلي عنه، لأنني لو تخليت عنه أصبح خائناً أو مارقاً». وكان حسين يحلم بتأسيس اتحاد لرسامي الكاريكاتير العرب، وسعى لوضع الخطوط العريضة له أثناء أحد الاجتماعات في الأردن قبل نحو عشرة أعوام، ثم انشغل الجميع بأمور أخرى، وماتت الفكرة. قيمة وقامة نعى الفقيد الكثير من الفنانين التشكيليين ورسامي الكاريكاتير، حيث قال عنه الفنان حسين نوح «بوفاة الموهوب المبدع مصطفى حسين خسرت مصر مبدعا حقيقياً محباً، افتتح لي أكثر من أربعة معارض، ووصفني بالمصري الأصيل، وتلك كانت شهادة ووساما على صدري، آخر معارضي جاء وقد كان مريضاً شاحباً، واعتذر عن التأخير . . كم كنت نبيلا نبل العمالقة، عزائي لمصر وللتشكيليين وجموع المبدعين والفنانين». أما رسام الكاريكاتير ورفيق مشواره الابداعي عبد العزيز تاج، فقال عنه «من اليوم أصبح الكاريكاتير المصري يتيماً، رحمه الله وغفر له بقدر ما رسم البسمة على وجوه الملايين، وترك لنا إرثاً رائعاً من أعماله التي طالما أمتعتنا، ورسمت الابتسامة على شفاهنا». وقال الفنان محمد عمر «مصطفى حسين كان قيمة وقامة، أمتعنا كثيراً بفنه، خالص العزاء لكل فناني ومبدعي مصر لفقدهم هذا المبدع». وكانت علاقة الراحل بدأت بالرسم مبكراً، رغم أنه لم يكن لأحد أفراد أسرته أي صلة بالفن نهائياً، وكان باستمرار معجباً برسوم الفنان حسين بيكار في مجلة «سندباد»، وأصبح تلميذاً له منذ ذلك الوقت. سيرة ذاتية ولد مصطفى حسين في 7 مارس عام 1935، وتخرج في كلية الفنون الجميلة قسم تصوير عام 1959، وبدأ حياته الصحفية في دار الهلال 1952، وكان يشارك في تصميم غلاف مجلة «الاثنين»، وفي عام 1956عمل رساماً للكاريكاتير بصحيفة المساء وظل بها حتى عام 1963، واشترك في تأسيس مجلة «كروان» 1964 ثم انتقل للعمل في صحيفة «أخبار اليوم» ومجلة «آخر ساعة»، ومنذ عام 1974 وهو مستمر في العمل في صحيفة «الأخبار». كما قدم العديد من رسوم كتب الأطفال في مصر والعالم العربي، وصمم أفيش الدورة السادسة والعشرين للمهرجان السينمائي الدولي عن مدينة الإسكندرية التي اختيرت كعاصمة للسياحة العربية في ذلك العام. وشغل مصطفى حسين العديد من المواقع منها رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير 1964، ورئيس تحرير مجلة كاريكاتير 1993، إضافة إلى اختياره نقيباً للفنانين التشكيليين 2002، ونشرت أعماله في العديد من دول العالم، ومنها فرنسا وروسيا، حيث وصفه فنانو الكاريكاتير بأنه من أهم وأفضل رسامي الكاريكاتير في العالم، وحصل خلال رحلته على العديد من الجوائز والأوسمة، كان من بينها نوط الامتياز من الدرجة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية، كما تم تكريمه من العديد من جامعات العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©