السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضحايا الممارسات البشرية التنمية الخضراء

17 أغسطس 2014 20:00
في كل عام تقام العديد من المؤتمرات حول العالم، حول العلاقة بين الطبيعة للحياة البشرية وللأحياء الأخرى على حد سواء، لغرض وضع أهداف من أجل الحفاظ على الحياة على الأرض، وكان أدق تحليل لوضع الكوكب عموما والحياة عليه، ما قاله العالم دايستيزو تيتارو سوزوكي، خلال أحد المؤتمرات بأن الحياة البشرية تشكل مشكلة للطبيعة في الوقت الراهن، حيث فشلت البشرية في تحقيق أهدافها التنموية، ولن يكون سراً أو أمراً عجيباً أن نطلب منكم البحث في تقارير المؤتمرات العالمية والمنظمات الرسمية، التي تؤكد إننا فشلنا كأفراد وجماعات بتحقيق الأهداف التي وضعت من 110 من رؤساء دول العالم، لتقليل معدل فقدان التنوع البيولوجي بشكل كبير، خلال مؤتمرات قمة عالمية. إذن البشرية هي المعنية وهي المسؤولة عن الدمار والكوارث التي تصيب البيئة وكل مرافقها الحيوية، وإن الشواهد التي يعيشها العالم يوميا دليل على ذلك منها كوارث التغير المناخي والاحتباس الحراري، وازدياد النقص في الموارد الطبيعية من مياه وأسماك، ومحاصيل وأراض زراعية إلى جانب تأثير النشاط البشري الاقتصادي والحضري المتنوع، على نوعية الهواء وجودته وتدهور التربة والتصحر، واقتلاع الأشجار وتقلص الغابات ودخول أنواع جديدة من الملوثات، وزيادة استهلاك المياه والطاقة، وأيضاً هناك مؤشر تصاعد البصمة البيئية على المستوى العالمي من 1. 2 إلى 2. 7 هكتار للفرد، أي ما يعادل كوكب ونصف على أساس عدد البشرية الراهن والبالغ 6. 5 مليار نسمة، فكيف سيكون الحال عندما يبلغ العدد 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050؟، وهناك تقرير تم إعداده بتمويل من الأمم المتحدة، يقول إن تكلفة فقدان التنوع البيولوجي السنوية بـ 2 – 5 مليارات دولار، تتحمل معظمها الدول الأكثر فقرا في العالم. إن الشواهد على تدمير الإنسان للتنوع البيولوجي النباتي منه أو الحيواني كثيرة جداً، وتعود إلى سنين عديدة وفي كل أرجاء العالم، ولو أردنا استعراضها لأصبحت صفحات الصحف مليئة بها، لكن يكفي أن نشير إلى أن هناك أنواعاً من الأسماك هاجرت مياه الخليج العربي، بسبب النشاط الاقتصادي والعمراني والعسكري على شواطئه وفي مياهه، كما أن هناك نباتات محلية دمرت بسبب النشاط البشري، وقتل العديد من الحيوانات البرية بسبب الصيد الجائر، وندرة النمر العربي خير دليل على ذلك، والشواهد على المستوى العالمي كثيرة منها مثلا ماحدث لغابات الأمازون من تدمير للتنوع الحيواني والنباتي، بسبب القطع الجائر لأشجار الغابات. على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، هناك دائما توجيهات القيادة الرشيدة على صون التنوع البيولوجي بشقية النباتي والحيواني، من خلال أنشطة عديدة منها المحميات التي تم إنشاؤها البرية منها والبحرية، حيث تشجع دولة الإمارات على استخدام النباتات والأشجار الأصيلة، أو التي تأقلمت مع البيئة المحلية سواء في تشجير الحدائق أو الحزام الأخضر أو الطرقات أو الزراعة عموما، وكل ذلك يتطلب تضافر جهود الجميع لرعايتها ونقلها بين الأجيال، باعتبارها جزءاً من التراث الحضاري والتاريخي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©