الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات الأفغانية... وضرورة المساعدة الأميركية

28 يوليو 2013 23:07
رونالد ئي نيومان فاندا فيلبا براون ثمة أنباء جيدة من أفغانستان: ففي الأسبوع الماضي مرر البرلمان الأفغاني، ووقع الرئيس كرزاي على قانون انتخابي -أُدخلت عليه تحسينات كثيرة- يحافظ على وجود واستمرارية مفوضية مستقلة للشكاوى الانتخابية. وخلال نهاية الأسبوع الماضي، صادق كرزاي أيضاً على إجراء جديد -كي يتحول إلى قانون- كان البرلمان قد وافق عليه منذ عدة أسابيع يحدد الخطوط العريضة التي سيتم إجراء الانتخابات على أساسها. وكان كثيرون قد خشوا من أن تعقد الانتخابات بموجب مراسيم رئاسية، يشوبها عوار شديد. وستكون الانتخابات إذا ما تمت على النحو المأمول هي أفضل تطور سياسي في أفغانستان عام 2014 علماً بأن إجراء انتخابات إدماجية ومسؤولة سيتطلب دعماً نشطاً من الولايات المتحدة و«الناتو» يجب أن يبدأ من الآن. والانتخابات التي ستجري في شهر أبريل من العام المقبل، ويمكن أن تعتبر هي أول نقل سلمي للسلطة في تاريخ أفغانستان كله، ستكون مؤشراً رئيسياً على نجاح أو فشل الحرب في أفغانستان التي تعد هي أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة في تاريخها. والانتخابات الناجحة بدرجة معقولة، يمكن أن تساعد أفغانستان على توحيد صفوفها، والاستعداد لمواجهة السنوات الصعبة التي ستعقب انسحاب القوات الأميركية والقوات الدولية من البلاد عام 2014. أما إذا لم تنجح تلك الانتخابات، وشابتها الخلافات فهناك احتمال لتحولها إلى احتراب عرقي وقبلي. وإذا شاب الفساد تلك الانتخابات فإن ذلك سيكون بمثابة إعلان عن الفشل الذريع للدعم الأميركي والغربي لأفغانستان. والعوامل الأكثر حسماً بالنسبة لتلك الانتخابات موجودة في أيدي الأفغان أنفسهم، ويمكن إثارة الأسئلة التالية بصددها: هل سيكون هناك تزوير واسع النطاق للأصوات كما حدث على سبيل المثال في الانتخابات التي جرت عام 2009؟ وهل سيتم التصدي للتزوير بعنف؟ ونظراً لأن أغلبية السكان البشتون يعيشون في المناطق الأكثر عنفاً فهل سيكون هؤلاء السكان خائفين من الإدلاء بأصواتهم؟ وإذا ما حدث هذا الشيء، فإن الاحتمال الأرجح هو أن ينظر البشتون إلى النتيجة على أنها غير مشروعة. وعلاوة على ذلك قد يفشل الساسة الأفغان في التوحد سوياً مما يؤدي إلى اقتصار الساحة الانتخابية على عدد من المرشحين المتنابذين المتصارعين بحيث يصعب الوصول إلى نتائج حاسمة مما يؤدي للعنف في آخر المطاف. وفي حين لا يمكن للولايات المتحدة ضمان النتيجة، فإن المسؤولين الأميركيين في أفغانستان يمكن أن يتخذوا خطوات من أجل تحسين فرص إجراء انتخابات شرعية بشكل عام. ويشار في هذا الصدد إلى أن السفارة الأميركية ووكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية تعملان مع الهيئات المعنية بالعملية الانتخابية حول الأمور الفنية والإجرائية لتلك الانتخابات. وبعد ذلك سيكون دعم الأمن في المناطق الشرقية والجنوبية من أفغانستان أمراً ضرورياً. ويجب في هذا السياق الضغط على باكستان للالتزام بتحريك تعزيزات من القوات الثقيلة للحدود مع أفغانستان في وقت مزامن للانتخابات لتقليص حالات التسلل عبر الحدود مثل تلك التي حدثت خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت في أفغانستان عام 2004، و2006. ويجب على «الناتو» والولايات المتحدة التنسيق فيما بينهما لتطوير نهج رئيسي تتم تلك الجهود في إطاره. وعلى أميركا كذلك أن تخطط لإجراء عمليات تعزيز محدودة للقوات حول الانتخابات. ومن المعروف أن قوات الولايات المتحدة ستكون قد باتت -في وقت الانتخابات- خارج نطاق مهامها القتالية، بيد أن الأمر سيتطلب منها مع ذلك إجراء زيادة قصيرة الأمد في الدعم البري والجوي وخصوصاً الطائرات العمودية وهو ما سيضيف الكثير للقدرة العسكرية الأفغانية في مجال المحافظة على الأمن. ويتعين الحرص على عدم إجراء عملية سحب القوات من أفغانستان بطريقة آلية حتى لا تتقوض شرعية العملية السياسية التي ضحت الولايات المتحدة بالمال والأفراد من أجل تعزيزها. وعلى الولايات المتحدة أيضاً أن تدعم عملية نشر مراقبي انتخابات دوليين، علماً بأن مفوضية الانتخابات الأفغانية وكبار مسؤولي الحكومة وسياسيي المعارضة الأفغان قد تقدموا بالفعل بطلب من أجل ذلك. يشار في هذا السياق إلى أن الظروف الأمنية ستحد من نطاق حركة المراقبين الدوليين، وقدرتهم على التنقل في أنحاء البلاد. ومن المقترح للتخفيف من حدة هذه المشكلة فإن موظفي السفارة الذين سبقت لهم الخدمة في العديد من الولايات الأفغانية، والذين باتت لديهم نتيجة لذلك روابط وصلات شخصية في تلك الولايات تمكنهم من فهم الآليات السياسية فيها سيكونون قادرين على تقديم نظرة تحليلية معمقة. ومن خلال التخطيط السليم من قبل المسؤولين الدوليين والمسؤولين الأمنيين الأفغان يمكن للمراقبين أن يكونوا متواجدين في جميع المراكز السكانية الكبرى. ومخاوف واشنطن من التعرض لخسائر بعد ما حدث في بنغازي بليبيا ينبغي ألا تؤدي بنا إلى وضع نصبح فيه غير مدركين لما يجري في أفغانستان، خارج العاصمة كابول. وقد تلوح الانتخابات الأفغانية التي تعقد في العام المقبل مسألة بعيدة نسبياً وسط الأزمات المحلية والسياسية الملحة التي تواجهنا في الشرق الأوسط، ولكن مما لاشك فيه أنه سيكون لها تأثير كبير على النتيجة النهائية لجهد أميركا في أفغانستان الذي قدمت من أجل تحقيقه الكثير من التضحيات البشرية والنفقات المادية. وتنظيم حملة إعلانية فعالة، والتنسيق مع باكستان، وإجراء تعزيزات محدودة للقوات، ونشر المراقبين الأجانب، سيؤدي إلى زيادة فرص تحقيق نتائج إيجابية. وكل تلك الإجراءات ستحتاج إلى وقت، وإلى صنع قرارات، وإلى تنظيم، وتنفيذ، وهو ما يدعونا للقول إننا في حاجة للبدء في العمل منذ الآن. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©