الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

متسابقو «التحدي» منحازون عن سحر الألواح الذكية لمصلحة الكتاب

متسابقو «التحدي» منحازون عن سحر الألواح الذكية لمصلحة الكتاب
29 أكتوبر 2018 02:46

دبي (الاتحاد)

أظهر المتسابقون في التصفيات ما قبل النهائية في «تحدي القراءة العربي» 2018، حالة مغايرة لما هو سائد بين أوساط طلبة المدارس بشكل عام، من تعلّق بسحر الألواح الذكية والهواتف ومنصات الألعاب الرقمية التي تأخذهم إلى عوالم يصعب الفكاك منها.
وعن السرّ في ابتعادهم عن الطابع الاستهلاكي والترفيهي لتلك الأجهزة، أكد المشاركون أنه يكمن في كثرة اهتماماتهم وعدم وجود وقت فراغ لتمضيته في اللعب والمحادثات، بالإضافة إلى عدم إبداء أي اهتمام يذكر بما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي التي اعتبروا الانشغال بتصفحّها ليس إلا مضيعة للوقت.
وعن تأثير انشغالهم بالكتب، في مدى معرفتهم بالألعاب الجديدة والتطبيقات، أكد المشاركون أن القراءة لا تجعلهم منعزلين عن العالم والمستجدات الحاصلة، وإنما تزيد من فهمهم للحياة، وتجعلهم أكثر قدرة على تحديد أولوياتهم وتنظيم وقتهم.

هاتفها الذكي بلا ألعاب
وبالنسبة للطالبة الإماراتية شمسة النقبي، أكدت أنها أحياناً لا تقضي أكثر من 15 دقيقة في اليوم في تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي على الهاتف، والذي غالباً لا تفتحه إلا لإجراء الاتصالات، في حين قد تستخدم الجهاز نفسه لثلاث ساعات متواصلة في قراءة الكتب الإلكترونية أو التواصل مع طلبة آخرين على المجموعات التطوعية التي تقودها.
وبالنسبة للألعاب، قالت أنه لا يوجد أي لعبة على هاتفها الذكي منذ زمن طويل، الأمر الذي لا يدفع أي طفل من أقاربها أو الجيران طلب استخدام هاتفها لأنه ممل.
كما أنه لا يوجد لديها حساب باسمها على مواقع التواصل الاجتماعي تشارك فيه فعالياتها داخل وخارج الدولة، وإنما توثقها في ملفاتهم وتعمل دوماً على تحديث سيرتها الذاتية. ولفتت إلى أن تركيز وقتها على التطوع والمدرسة والرياضة والاهتمامات العلمية، أهم وأحلى بكثير من العوالم الافتراضية، لافتة إلى أنه العالم الحقيقي والتواصل الحيّ مع الناس، والضحك معهم قيمة بالغة الأهمية.
وتقول الطالبة أماني بن علي من تونس والتي تشارك للمرة الأولى في التحدي، إن أغلب الأوقات التي تقضيها على الأجهزة الإلكترونية هي لقراءة الكتب الرقمية، في محاولة للاستفادة من الوقت بدلاً من أن يضيع هباء في معرفة أخبار الناس التي غالباً لا تسمن ولا تغني من جوع.
وشرحت أن اللعب على الأجهزة الذكية أو المنصات الإلكترونية لا بأس به، لكن يجب ألا يتجاوز الوقت المعقول لكي لا يصل الطالب إلى مرحلة الإدمان، لافتة إلى ضرورة تقسيم الوقت، وأن يكون الشخص مسؤولاً وواعياً لأفكاره والأشياء المهمة في يومه، لتسهيل إنجاز المهام وتجويدها.
وقالت إن مهارة إدارة الوقت يمكن تنميتها بوضع برامج ذاتية، وقراءة كتب متخصصة في ذلك مثل كتاب إبراهيم الفقيه الذي يقدم أدلة واضحة وطرق علمية ومعتمدة.
وأكدت أنها بالتأكيد تفضل قراءة الكتب عبر الأجهزة الذكية، لكونها أكثر عملية وأخف وزناً من الكتب الورقية، وتسمح بتحميل كتب قد تكون باهظة الثمن أو غير متوافرة في المنطقة التي تعيش فيها. ولفتت إلى أنها لم تحضر معها كتاباً ورقياً واحداً في رحلتها إلى دبي، وإنما اكتفت بجهاز الآيباد الذي يتضمن مئات الكتب الإلكترونية.
بدوره، أكد الطالب قسّام صبيح المشارك من فلسطين، معرفته بمنصات الألعاب الرقمية، لافتاً إلى أن القراءة لا تجعل الفرد منعزلاً عن العالم وإنما تجعله فاهماً أكثر للحياة.
وشرح أن توزيع الوقت أمر أساسي للابتعاد عن الأجهزة الذكية، معتبراً أن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي هي لوقت الفراغ الذي لا يملكه لكثرة الانشغالات والاهتمامات التي يوزعها خلال يومه، مؤكداً في الوقت نفسه أن القراءة تعلّم عدم الملل والمثابرة.
وبالإضافة إلى القراءة، أبدى قسّام اهتماماً بالفيزياء التي يقضي ساعات يشاهد فيديوهات عن فيزياء الكون والحركة عبر منصة «يوتيوب»، لافتاً إلى أن الإنترنت هو سيف ذو حدين، لذا يجب أن يعرف كل فرد كيف يقضي وقته بالاستفادة الكاملة منه.
وأبدى قسّام الذي يشارك للمرة الثالثة في تحدي القراءة العربي ميله لقراءة الكتب الورقية، خصوصاً الروايات للكاتبة أليف شافاك وعبد الرحمن منيف ودوستويفسكي وباولو كويللو.
مشارك للمرة الثالثة
أما الطفل عبد الله دقوري، البالغ من العمر 10 سنوات من كندا، والمشارك في فئة الجاليات، فقال إنه لا يقضي على جهاز الآيباد أكثر من نصف ساعة يومياً، وهو الوقت الذي تسمح به والدته بثينة خير الدين التي ترافقه.
أما منصة الألعاب الإلكترونية فهي ممنوعة في المنزل لغاية الوقت الحاضر، متمنياً الحصول على واحدة في المستقبل القريب. أما والدته، فأكدت أن الألعاب التعليمية المفيدة هي المسموح بها فقط على جهاز الآيباد، والتي تساعد على القراءة والكتابة، علماً أنها مؤخراً وافقت على تنزيل لعبة «الماينركرافت» نظراً لفائدتها التي تصبّ في مختلف المواد الدراسية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©