سعيد عبد السلام - منير رحومة
حقق منتخبنا الوطني هدفه وتأهل لنهائيات كأس آسيا للمرة السابعة في تاريخه بعد أن تعادل بدون أهداف مع المنتخب الأردني الشقيق في مباراة العودة التي جرت بالأمس باستاد نادي الشباب بدبي·
وكان المنتخب الوطني قد فاز في مباراة الذهاب على الأردن بهدفين مقابل هدف·
بلغ المنتخب الوطني بتعادله أمس النقطة العاشرة التي كانت كافية بتأهله للنهائيات الآسيوية قبل انتهاء التصفيات بجولتين كاملتين·
وكان هذا التعادل في نفس الوقت كافياً لابتعاد المنتخب الأردني حتى لو فاز في مباراتيه القادمتين مع باكستان وعمان·
الا اذا فاز منتخبنا على عمان في مسقط وأوقف رصيده عند 9 نقاط·
وأيضاً نقول إن هذا التعادل كان كافياً لتأهلنا حتى لو خسرنا في المباراتين المقبلتين مع عمان وباكستان إذ أنه في هذه الحالة يتم الاحتكام للائحة التي تعطي الأفضلية في مجموع مباراتي الفريقين الإماراتي والأردني للإمارات لأنه حصل على (4) نقاط في مقابل نقطة واحدة للأردن·
بصفة عامة كانت المباراة تكتيكية ورغم أن وقتها الأكبر كان لمصلحة الأردن إلا أنه لم يستطع هز الشباك طوال وقت المباراة·
المنتخب الإماراتي ورغم عدم ظهوره بالمستوى الذي يرضي طموحات الجماهير إلا أنه حقق هدفه بالتعادل وطارت الطيور بأرزاقها·
الدقائق الأولى من عمر المباراة تشير الى ثقة في أداء منتخب الإمارات من خلال السيطرة على منطقة وسط الملعب وتناقل الكرة في تحضير عرضي هادئ دونما وجود مجازفة في الناحية الهجومية على العكس يكون الحال مع المنتخب الأردني الذي يحاول جاهداً امتلاك الكرة وتسريعها تجاه مرمى الإمارات في شعور داخلي أنه يلعب ضد الزمن على عكس المنتخب الإماراتي·
ولا شك أن هذا التباين في الأداء مع بداية المباراة يعكس طموح كل منهما·· فالأردن لا سبيل له سوى الفوز·· والفوز وحده مقابل أن نقطة واحدة فقط تكفي المنتخب الإماراتي للتأهل المبكر لنهائيات آسيا قبل انتهاء التصفيات بجولتين كاملتين·
أخطر فرصة في البداية كانت للإمارات في الدقيقة 12 عندما رفع اسماعيل مطر كرة من ركلة ركنية يحولها محمد قاسم برأسه فوق العارضة·
ومن أجل تحقيق هذا الهدف يلعب ميتسو بطريقة 4/5/1 في الدفاع وتتحول هجوماً الى 4/4/2 وتتطور الى 4/3/3 بوجود اسماعيل مطر الى جانب محمد عمر وسالم سعد في الهجوم·
وفي المقابل يعتمد الأردن على الهدوء في التحضير وتسريع اللعب بشكل مفاجئ عندما يتقدم ناحية الهجوم·· إذ لا سبيل له في هذه المباراة سوى الهجوم من أجل تحقيق الفوز وهو الشيء الوحيد الذي يجدد الأمل في المنافسة الأردنية·
في الدقيقة 22 يتلقى بشار بن يس الأردني الإنذار الأول إثر اصطدام خشن مع المهاجم الإماراتي اسماعيل مطر·
ويسدد سبيت خاطر من فاول في نفس الدقيقة وتصطدم الكرة برأس أحد المدافعين الأردنيين ومن شدة قوتها سقط اللاعب على الأرض وسط مخاوف الملعب بأكمله بعد أن كثرت الإصابات والحوادث في ملاعب الكرة في الأيام الأخيرة·
أول تسديدة خطيرة من الأردن سددها خالد سعد فوق العارضة مباشرة في الدقيقة 28 من عمر هذا الشوط·· ومعلوم أن خالد سعد هو أحد اللاعبين العائدين الى التشكيلة مع زميله الخطير المعروف المحترف حسونة الشيخ·
في الدقيقة 33 تلوح أول فرصة حقيقية وكانت لمصلحة الأردن حيث مرر مؤيد سليم لخالد سعد على نقطة منطقة الجزاء لكنه لم يستغل الفرصة·· بعدها مباشرة يحصل قصي بو علي على الإنذار الثاني· ويحاول وسط الإمارات المكون من عبدالرحيم جمعة وهلال سعيد وسبيت خاطر واسماعيل مطر مواجهة الأمر في الدقائق الأخيرة من هذا الشوط سعياً لإنهائه بالتعادل الذي هو في مصلحة منتخبنا الوطني بالتأكيد·
في الدقيقة 42 كرة معكوسة خطرة من الشمال يتصدى لها الحارس وليد سالم ببراعة قبل أن تتدخل رأس المهاجم الأردني·
وفي آخر دقيقتين من عمر هذا الشوط تحتسب ركلة ركنية ثالثة لمنتخبنا الوطني، ورغم تقدم المدافعين محمد قاسم وعادل عبدالعزيز إلا أن الدفاع الأردني يشتتها ويحاول منتخب الإمارات في ذلك الوقت الانقضاض بهدف، وبالفعل يحتسب الحكم الكويتي الدولي سعد كميل ضربة حرة مباشرة لإسماعيل مطر يتصدى لها بشير سعيد ويلعبها بالعقل بيسراه لتصطدم بالزاوية التسعين لمرمى الحارس الأردني عامر شفيع، وضربة ركنية رابعة للإمارات لم تستغل·
وينتهي الشوط الأول الذي غلب عليه الطابع التكتيكي والحذر من جانب منتخبنا الوطني بدون أهداف·
يبدأ الشوط الثاني ويبدأ معه ترقب ما سوف يفعله المنتخب الأردني ،خاصة أنه لم يخاطر بما فيه الكفاية في الشوط الأول رغم أنه لا يجديه سوى تحقيق الفوز،
وكان الكابتن محمود الجوهري مدرب منتخب الأردن قد لعب برأس حربة واحد هو مؤيد سليم وكان كل تركيز المدرب على تدعيم خط الوسط مع انطلاقات مفاجئة من الطرفين عن طريق حسونة الشيخ وخالد سعد لمساندة رأس الحربة مؤيد سليم· وشكل ذلك خطورة في بعض الهجمات·
وكان أيضاً ما سوف يفعله عبدالكريم ميتسو مدرب منتخبنا الوطني محل ترقب بعد أن لعب في الشوط الأول دون مغامرة على الإطلاق من منطلق أنه ليس في حاجة الى ذلك حيث أن التعادل يكفيه· وتستطيع أن تلمح خطورة أردنية من خلال تحركات اللاعبين وبخاصة عندما يكون ذلك من نصف ملعب الإمارات·
وعلى الجانب الإماراتي لا جديد سوى أن بقاء النتيجة تعادلية تخدم مصالحه·
ويحدث أول تغيير في صفوف الفريقين بعد 13 دقيقة وكان التغيير لمصلحة الإمارات حيث لعب نواف مبارك بدلاً من سبيت خاطر· ويتحرك الجوهري هو الآخر وتبدأ لعبة التغييرات بين المدربين وينزل عبدالقادر المحارمة أحد اللاعبين الثلاثة العائدين للتشكيلة الأردنية· ويشارك المحارمة بدلاً من رأفت علي، كان ذلك في الدقيقة 15 من الشوط الثاني·
أخطر فرصة
ثم فرصة أردنية خطيرة إثر تسديدة قوية من البديل عبدالقادر المحارمة وإذا بالكرة تضل طريقها للمرمى وكادت أن تكون هدفاً أردنياً لولا سوء بخت المحارمة وكان ذلك في منتصف الشوط الثاني·
وفرصة في المقابل للإمارات عن طريق سالم سعد الذي يحاور الحارس جانحاً ناحية اليسار ثم يسدد في المرمى تذهب الكرة بجوار العارضة مباشرة·
ويجري ميتسو تغييره الثاني بدخول فيصل خليل بدلاً من محمد عمر ويستمر اللقاء تعادلياً رغم الألعاب الخطرة التي بدأت تظهر من الفريقين على حد سواء وإن كان المنتخب الأردني هو الأكثر خطورة نسبياً وبخاصة بعد دخول عبدالقادر المحارمة·
ويبدأ الهجوم الإماراتي المرتد اعتباراً من الدقيقة 25 من الشوط الثاني، ويتلقى فيصل خليل أول كرة ويلعبها أمامية لسالم سعد الذي يسدد ويمسك بها الحارس الأردني·· وينقذ الدفاع الأردني مرتدة إماراتية أخرى من سالم سعد ويحولها الى ركلة ركنية·
ويشرك ميتسو علي الوهيبي بدلاً من سالم سعد عندما تقترب المباراة من ربع الساعة الأخيرة وكان ذلك هو التغيير الثالث والأخير للإمارات·
وكانت أول لعبة للوهيبي جميلة حيث خدع المدافع الأردني وفات ورفع الكرة وشتتها الدفاع·
ويجري الجوهري تغييراً هجومياً آخر بنزول سراج التل بدلاً من مؤيد سليم·
ويواصل الوهيبي دوره المتميز بعد نزوله ويهدي فيصل خليل كرة بالمقاس لكنها تخطئ قدمه· وتسديدة خطيرة من عامر ديب لكن وليد سالم ينقذ الموقف في واحدة من أخطر التسديدات، وكان ذلك في الدقيقة 80 من عمر المباراة·
وفاول لصالح الأردن وحائط إماراتي وتسديدة من المحارمة فوق العارضة·
ونصل الى الوقت المحتسب بدل الضائع وعمره ثلاث دقائق، وكانت دقائقه ثقيلة على منتخبنا الوطني لكنها مرت بسلام رغم المحاولات الأردنية·· وهكذا يتأهل منتخبنا الوطني بالنقطة العاشرة وقبل انتهاء التصفيات بجولتين وتضيع بالتالي آمال وحظوظ المنتخب الأردني·
مبروك لمنتخبنا الوطني وحظا أوفر للأشقاء الأردنيين·
عدد اليوم
