الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراما تفسد القيم.. والإعلانات تصيب المشاهدين بالملل والنفور

الدراما تفسد القيم.. والإعلانات تصيب المشاهدين بالملل والنفور
17 أغسطس 2014 00:39
شهدت الشاشات الفضائية العربية خلال شهر رمضان الماضي منافسة شرسة في عالم الدراما والبرامج. وللأسف فإن المشاهدين أصيبوا بحيرة وتخمة درامية وأصابهم الكثير من الملل من كثرة المسلسلات من جانب، وكثرة الفواصل الإعلامية التي تصيب أي مشاهد بارتفاع في ضغط الدم من جانب آخر. هذا الكلام ينطبق على الأعمال العربية والخليجية والمحلية أيضاً. لقد لاحظت كما لاحظ كثيرون غيري ظواهر عديدة دخيلة عن مجتمعنا العربي والخليجي، أبرزها تصدر مشاهد البيئة الشعبية، والجريمة، والانحلال الأخلاقي، والقيم السلبية، مع غياب الأعمال الدينية مقارنة بالسنوات السابقة. كما شهدت دراما هذا العام سقوط أو عدم توفيق المسلسلات ذات الصبغة التاريخية مثل «سرايا عابدين»، و«صديق العمر»، ووقعا في مجموعة من الأخطاء التاريخية الكارثية. لعل أبرز الظواهر السلبية التي تصيب المشاهد بالملل والضغط العصبي، سيطرة الإعلانات على الدراما بشكل كبير، فقد أصابت ملايين المشاهدين بالملل وربما الزهق والانصراف عن المشاهدة، لتكرار بثها الممل، وطول المدة المخصصة للفواصل الإعلامية مما يجعل المشاهد ينتقل من مسلسل إلى آخر، ثم ينسى ما كان يتابع، وبالتالي فقدت هذه الأعمال قدرتها على جذب اهتمام المشاهد، وتلك الظاهرة لو زادت على حدها، ستجعل المشاهد يهرب من الدراما بسبب كثرة الإعلانات. الإعلانات كانت كثيرة، ولها سلبيات عديدة جداً، في مقدمتها أنها تؤثر على اختياراتنا في الطعام فتعرض مثلاً الأطعمة والأغذية بطرائق وأشكال وألوان وموسيقى وأشخاص يأكلونها بسلوكيات فيها من الجذب والتشويق والأصوات الكثير وحتى لو كانت لا تناسبنا فسوف نشتري منها ونتذوقها والطامة الكبرى عندما يتعلق أطفالنا بهذه الأطعمة ويصرّون على تناولها. وفي بلدان كثيرة تركض وراء كثير من الشركات التي تنتج الأغذية والأطعمة على اختلاف أنواعها لتدرس كمية المواد الغذائية والمواد الموضوعة فيها والتي تعد صحية أو غير صحية. والأخطر من ذلك أنه بعد مدة يعلنون بأن هذه الأطعمة فيها من المواد الضارة والمسرطنة الكثير ولذلك سُحبت من السوق! فأين الرقابة على هذا في الإعلانات؟ ولكن بالبحث وراء هذه الإعلانات نجد شركات هدفها المكسب المادي بغض النظر عن قيمتها الغذائية بالنسبة لأطفالنا خاصة، عدا عن أن هذه القضية تتسم بأهمية خاصة الآن في ظل تفاقم معدلات البدانة في أوساط الأطفال بمختلف أرجاء البلاد الغريب أن دراما رمضان اتسمت بالجرأة المفرطة، التي أصابت الجمهور بصدمة بسبب كثرة المشاهد الخارجة والجريئة والألفاظ الخادشة غير اللائقة، بما لا يتفق وحرمة الشهر الكريم، وكأن المجتمعات العربية ليس بها سوى المشاهد الخليعة وشبكات الآداب داخل الملاهي الليلية، وفتيات الليل وعالم «البيزنس» وكيفية استخدام الفتاة لأنوثتها كسلاح للوصول إلى أهدافها، بل تضمنت بعض الحلقات مشاهد وجملا حوارية تحمل الكثير من الإيحاءات الجنسية، والمخدرات والرقص. كما أن اغلب تلك المشاهد مجرد حشو دون مبرر درامي، وهدفها الوحيد هو الإثارة، وكل ذلك لايليق بالعرض في الشهر الفضيل. (هاجر عبد الله ياسين ـ العين)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©