الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لعلكم تتقون

31 يوليو 2011 21:01
أقبل الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك، شهر الصوم والرحمة والمغفرة، وفي النفوس الطيبة استشعار لنداء عظيم جعلها تترقب مجيئه بشغف كبير، يقول سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”. إنه نداء من الله سبحانه وتعالى إلى جميع من آمن به، بأنه سبحانه قد افترض عليهم هذه العبادة الجليلة لكي يحصد المؤمن ثمرة إيمانه وطاعته.”لعلكم تتقون”، ومن نال التقوى وكان تقياً، فيقول سبحانه:”إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ”. وما أجمل ما كتب أحد العلماء ببراعة عن التقوى، حيث يقول:” فالعز والشرف في التقوى، والسعادة والعلا عند أهل التقوى”. التقوى كنز عظيم، وجوهر عزيز. خير الدنيا والآخرة مجموع فيها: (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى )[البقرة:197]. فالقبول معلق بها:إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المتقين [المائدة:27]. والغفران والثواب موعود عليها:” وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّئَـتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً”.[الطلاق:5]. وأهلها هم الأعلون في الآخرة والأولى:” تِلْكَ الدَّارُ الاْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَـ?قِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ”[القصص:83]. في هذا الشهر العظيم، يصوم القلب، فيتجرد لعبودية الله وحده، يخضع لجلاله، ويسعى لقربه، ويأنس بمناجاته. ويكون نقياً من الهوى والعداوة والبغضاء، والغل والحسد، قال صلى الله عليه وسلم.”فمن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”. وبصلاح القلب وإقباله إلى الله، وخضوعه واستسلامه له، تنقاد معه الجوارح، فإذا صلح القلب صلحت الجوارح، فقامت بحق الطاعة وكفت عن الآثام. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل، “كل عمل بن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه” رواه البخاري ومسلم. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ. وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَة. فيا فرحة المؤمن بهذا الشهر حيث تفتح له أبواب الجنان وتغلق عنه أبواب النيران. ويا فرحته بما ناله من شهادة حاز بها القرب من الله ومحبته. عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: مرني بأمر آخذه عنك، فقال:”عليك بالصوم فإنه لا مثل له”، رواه النسائي. طالب الشحي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©