الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مكتب المستقبل .. كاميرا وموبايل ولوحة مفاتيح

مكتب المستقبل .. كاميرا وموبايل ولوحة مفاتيح
6 سبتمبر 2006 01:12
إعداد - عدنان عضيمة: تنطوي التطورات المتلاحقة التي تطرأ على أجهزة الاتصالات المحمولة على نتائج لا حصر لها، ولقد بدأ المحللون يتحدثون عن ''مكتب المستقبل'' office of the future الذي لم يعد يرتبط بأي مكان· وربما لا تكون هناك ثمة حاجة للمكاتب المادية كلها بعد بضع سنوات لأن كافة الأعمال المكتبية سوف يكون بالإمكان إتمامها من خلال موبايل متصل بالإنترنت وكمبيوتر يدوي أو ''لاب توب''· ويقول تقرير نشرته مجلة (بيزنس) المتخصصة بأخبار تكنولوجيا المعلومات أن الكثير من المحللين لم يتمكنوا حتى الآن من استشراف وتقدير النتائج الحقيقية لتطور الأجهزة المحمولة وحيث ستصبح عما قريب قادرة على التكفل بإنجاز كل المهمات المكتبية من دون استثناء ما عدا تقديم القهوة الساخنة!· وقد لا يحمل هذا الكلام أي جديد طالما أن من المعلوم أن الأجهزة المحمولة أصبحت قادرة منذ الآن على استقبال وإرسال البريد الإلكتروني والإبحار في الإنترنت واستظهار وقراءة المستندات المخزونة في الذاكرة، ويضاف إلى كل ذلك خدمات التراسل الصوتي أو إجراء المكالمات الهاتفية التقليدية عن طريق الموبايل والتي تتطور بدورها بسرعة مذهلة؛ إلا أن الجديد في الأمر هو الذي يتعلق بعدم ضرورة التواجد في مكان محدد جغرافياً يضم بين جدرانه بعض الكراسي والطاولات والأجهزة المعروفة ويدعى المكتب، من أجل إنجاز الأعمال المكتبية· فهل يعني ذلك أن البيت والشارع والحديقة أصبحت تشكل بيئة حقيقية للعمل؟· يقول التقرير إن هذا سيكون صحيحاً تماماً خلال السنوات المقبلة لأن قدرة الموظفين على إجراء الاتصالات الفعالة مع جهات العمل سوف تزداد بشكل كبير وبما يكفي لإنجاز المهمات الوظيفية من أي مكان يتواجدون فيه· ويعمد مئات الخبراء الآن إلى تحميل الأجهزة الرقمية والاتصالية اليدوية بعشرات البرامج الجديدة التي تسهل مهمات موظفي مكتب المستقبل، منها ما يتعلق بابتداع أساليب عملية للأرشفة الرقمية للمستندات والأوراق، وهناك برامج أخرى تسهل على الموظفين إنجاز عمليات التحليل التجاري للمعطيات الرقمية للمؤسسات التي يعملون فيهــا بما يسهل عليهم اتخاذ القرارات الصائبة والسريعة في مجالات نشاطهم· ويتداول الخبراء الآن الحديث حول ربط شبكة الهاتف الخلوي بشبكات المعلومات والبيانات الحاسوبية الخاصة بالمؤسسة بما يسمح بفتح آفاق واسعة أمام المستخدمين لاستقاء المعلومات التي تساعدهم على اتخاذ القرار المناسب في دقائق معدودة· وقد توحي هذه التطورات أيضاً بأن إنجاز العمل في مكتب المستقبل سوف يكون أكثر سهولة مما كان عليه في عهد المكاتب الصماء· وعند الحديث عن مكتب المستقبل لا بد أيضاً من التطرق إلى الإنتاجية التي ستشهد زيادة كبيرة من دون الحاجة لدفع تكاليف باهظة· وسوف يتحقق ذلك عندما ستظهر الأجيال الجديدة من الموبايل التي ستنطوي على طاقة هائلة في مجال إرسال واستقبال الملفات عبر البريد الإلكتروني وبتكاليف لا تشكل إلا كسراً بسيطاً من تكاليفها الراهنة· ولم ينس الخبراء شيئاً في أثناء سعيهم لبلوغ هذه الأهداف التطورية إذ يشير التقرير إلى أن العديد من الأنظمة المتخصصة سوف تساعد الموظفين على التحكم بفيض المعلومات الذي يتدفق عبر أجهزتهم اليدوية؛ وتبلغ هذه الأجهزة حدود الذكاء التي تسمح لها بفرز الرسائل والمكالمات الهاتفية المهمة عن غير المهمة· وينبغي الانتباه أيضاً إلى أن هناك الآن الكثير من الوظائف الرقمية في الأجهزة اليدوية التي تستخدم الآن لأغراض التسلية فقط ومنها مثلاً كاميرا الموبايل، إلا أن هذه الوظائف ستشهد تطوراً كبيراً يجعل منها أدوات لحل الكثير من مشاكل العمل المعقدة· ومن ذلك مثلاً أن كاميرا الموبايل سوف تتحول إلى جهاز لقراءة الخطوط المغناطيسية للملصقات المثبتة على السلع والأوراق والمستندات وتحويل معلوماتها إلى الكمبيوتر المركزي· وبهذا ستتحول كاميرا الموبايل إلى وسيلة مهمة لاستقبال وتناقل المعلومات والبيانات· ولن يتحقق مشروع مكتب المستقبل ما لم يتم التغلب على بعض العوائق والعراقيل؛ ومنها ضرورة تطوير خصائص الشبكات اللاسلكية الاتصالية ذات الحزمة العريضة وبما يسمح بتدفق المعلومات والبيانات الغزيرة بالسرعة الكافية لإنجاز كل هذه المهمات الرقمية المعقدة المذكورة خلال زمن قليل· وبالرغم من هذه التوقعات المغرقة في تفاؤلها التي تتعلق بتطور الموبايل إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن الاتصالات الهاتفية الصوتية سوف تبقى وظيفته الأساسية· ويتوقع الخبراء أن تصبح قدرة الموظف على التأقلم مع البيئة الرقمية لمكتب المستقبل من حيث إتقان التعامل مع الأزرار ولوحات المفاتيح الصغيرة، هي العامل الحاسم للحكم على مدى براعته وقدرته على الإنتاج·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©