عدد اليوم
محمد حامد (دبي)
منذ أن اقتحم مان سيتي دائرة المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي، بل والحصول عليه 3 مرات منذ انتقال ملكيته إلى أبوظبي عام 2008، حدثت مفارقة مثيرة، تتمثل في عودة توتنهام إلى دائرة أهل القمة، حيث يحافظ الفريق اللندني العريق على وجوده مع الكبار بصفة دائمة خلال العقد الأخير، مما يخلق انطباعاً بجعل مواجهة توتنهام مع مان سيتي تستحق أن تكون واحدة من مباريات القمة في البريميرليج.
مان سيتي وتوتنهام هما الإضافة الحقيقية لقوة الدوري الإنجليزي في السنوات الأخيرة، فقد نجحا معاً في جعله الأكثر قوة وإثارة على المستوى العالمي، في ظل وجود القوى الأخرى معهما، وبالنظر إلى قوة أندية مان سيتي، وليفربول، وتشيلسي، وآرسنال، وتوتنهام، وعراقة مان يونايتد، وكبرياء إيفرتون، وطموح بورنموث، فإن الدوري الإنجليزي على هذا النحو يقدم للملايين من عشاق الكرة العالمية قمة كروية كل أسبوع، وهو ما لا يحدث في أي دوري آخر، حيث لا تسع دائرة المنافسة لأكثر من 5 أندية سوى في بلاد الإنجليز.
بالعودة إلى المواجهة المرتقبة بين توتنهام ومان سيتي التي يحتضنها استاد ويمبلي الليلة في ختام مباريات المرحلة العاشرة للبريميرليج، فإن طموح البلو مون هو استعادة القمة سريعاً بعد أن جلس عليها ليفربول عقب فوزه برباعية لهدف على كارديف سيتي، وارتفاع رصيد الريدز إلى 23 نقطة، وفي حال نجح السيتي في العودة من لندن بنقاط المباراة فإنه سوف يعود لقمته بنفس رصيد ليفربول، خاصة أن «بيب تيم» يملك فارقاً كبيراً من الأهداف عن بقية المنافسين.
ويتطلع توتنهام إلى تحقيق الفوز في سهرة الليلة ليواصل حضوره القوى بين الكبار، فهو يملك 21 نقطة، وتشتد المنافسة بينه وبين أندية أخرى على البقاء في دائرة أهل القمة، ويواجه الفريق اللندني تحدياً من العيار الثقيل يتمثل في خوضه منافسات دوري الأبطال مثل بقية الأندية الكبيرة، وعلى الرغم من عدم تحقيقه نتائج إيجابية في البطولة القارية، بتعادله مع آيندهوفن، والهزيمة على يد البارسا وإنتر ميلان، فإن الفريق اللندني يتعامل مع مواجهات البريميرليج بطموح مختلف، مما يجعله يشكل تهديداً حقيقياً للسيتي في موقعة ويمبلي.
القمة الساهرة تقام على أرض استاد ويمبلي العريق، الذي يعد نقطة الجذب الكبرى من بين ملاعب العالم منذ تأسيسه قبل 95 عاماً، وتجديده أكثر من مرة في العقدين الأخيرين، ويعاني الملعب العريق من بعض المشكلات التي أثارت جدلاً في الآونة الأخيرة، حيث تقام عليه منافسات بطولة الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية، مما تسبب في سوء أرضية الملعب، وهو الأمر الذب اشتكى منه بيب جوارديولا المدير الفني لمان سيتي، والذي أكد أنه لم يكن يريد الشكوى، ولكن أرضية الملعب سيئة فعلياً.
وامتدح جوارديولا فريق توتنهام، مؤكداً أنه فريقه المفضل في إنجلترا، وتابع: «أتابع مباريات توتنهام دائماً، إنه الفريق الذي أفضل مشاهدته، أتعلم الكثير حينما أشاهد مباراة لهذا الفريق، لديهم عناصر جيدة في جميع المراكز، وغالبية هؤلاء من اللاعبين الصغار أصحاب القدرات الكروية الخاصة، توتنهام يستحق أن يكون موجوداً في دائرة الأندية المنافسة على اللقب دائماً».
ودافع المدرب الإسباني عن فلسفته الكروية التي يتمسك بها دائماً قائلاً: «أحترم فريق توتنهام، ولكنني دائماً ما أكون أكثر انشغالاً بفريقي، سوف يكون تركيزي كالعادة على تقديم الأداء الجيد وتحقيق الفوز، وعلى أي حال هي مباراة مهمة ولكنها لن تحسم أي شيء، سوف نواجه فولهام وساوثهامتون ومان يونايتد، ثم نعود لمباريات دوري الأبطال ونلتقي مع شاختار، ما يجعلني أشعر بالاطمئنان أن مان سيتي لديه قائمة جيدة من اللاعبين، واللاعب الذي لا يكون في قمة التركيز والجاهزية سوف يفقد مكانه للاعب آخر أكثر تركيزاً».
وعلى الرغم من قوة وصعوبة المنافسة في البريميرليج مما يجعل التصريحات النارية أمراً معتاداً بين مدربي أندية القمة، فإن جوارديولا والأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو حرصا على إظهار أعلى درجات الاحترام لبعضهما، بل إن الأمر بلغ حد المدح المتبادل بينهما، وفي الوقت الذي امتدح بيب الفريق اللندني، جاء رد المدرب الأرجنتيني ليؤكد أن السيتي هو الكيان الكروي الأفضل في إنجلترا بلا منازع، وأضاف: «بالنسبة لي مان سيتي هو الأفضل في إنجلترا، لديهم عناصر أكثر من رائعة في أرض الملعب، ومدرب استثنائي يقود الفريق، والنادي تتوفر لديه الجودة في كل شيء، كل هذا يجعلني على يقين من أننا أمام مباراة صعبة أمام فريق كبير».
وتابع المدير الفني لتوتنهام: «قد نفوز، وربما تنتهي المباراة بخسارتنا، ويبقى الأمر المؤكد أنها ستكون مواجهة مثيرة وممتعة نكتسب من خلالها الكثير من الخبرات، ولكي تحقق الفوز على مان سيتي الأمر لا يحتاج إلى معجزة، بل كل ما نحتاجه أن نكون في قمة الأداء، وبعض الحظ يقف إلى جوارنا، لدي يقين أنه لا يوجد مستحيل في كرة القدم».
