الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوتين: جبهة مواجهة جديدة مع اليابان

16 أغسطس 2014 23:55
بينما تدق قافلة الشاحنات الروسية المتوجهة من موسكو إلى أوكرانيا جرس إنذار بشأن غزو روسي محتمل، يفتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جبهة جديدة على رقعة الشطرنج العالمية. فقد أثار بوتين غضب اليابان بسبب أنشطة تدريب عسكري على طول حدود روسيا الشرقية خلال الأسبوع الجاري، الأمر الذي نكأ جراح نزاع قديم على أراضٍ مع جارته الآسيوية تعود جذوره إلى زمن الاتحاد السوفييتي حول جزر «كوريل» التي تصفها اليابان بأنها أراضيها الشمالية، في نهاية الحرب العالمية الثانية. ويهدد هذا التحرك بإنهاء سنوات من التقارب وزيادة التجارة مع اليابان، حسبما أفاد محللون من طوكيو. ويشي ذلك أيضاً بأن بوتين ربما يرغب في نقل مغامرته الأوروبية إلى آسيا أيضاً. وفي هذا السياق قال ميشيل أوسلين، مدير الدراسات اليابانية لدى معهد «إنتربرايز» الأميركي في واشنطن: «إن التدريبات العسكرية تهدف إلى إظهار الثقة واستعراض القوة»، مضيفاً «إن بوتين يريد أن يُنظر إلى روسيا باعتبارها قوة فاعلة كبيرة في منطقة المحيط الهادئ، إلا أن القوة الصينية تتفوق عليها». ولكن الخطر بالنسبة لبوتين يكمن في أن ترتد هذه المقامرة عليه وتتسبب في إغلاق سوق أخرى أمام الشركات الروسية التي تحاول بالفعل التكيف مع العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ويأتي ذلك بعد ثلاثة أعوام من تعزيز روسيا لدورها كمورد طاقة إلى آسيا، خصوصاً بعد أن أغلقت اليابان مفاعلاتها النووية عقب كارثة «فوكوشيما». وتهدد إثارة غضب اليابان استمرار العلاقات الاقتصادية القوية مع روسيا، وتزيد خطر اعتماد بوتين بدرجة أكبر على الصين كملاذ للبضائع الروسية في وقت يتراجع فيه حلفاؤه العالميون. وتعتبر الصين الآن أكبر شريك تجاري لروسيا، وقد وقع البلدان بالفعل قبل ثلاثة أشهر اتفاق توريد غاز بقيمة 400 مليار دولار. وقد أفاد أركادي موشيه، رئيس برنامج أبحاث روسيا والمنطقة الشرقية في الاتحاد الأوروبي لدى معهد الشؤون الدولية، بأنه في حالة الصين، ربما يزيد ذلك من تحول العلاقات الروسية الصينية إلى شراكة تهيمن عليها بكين. وقد انحسر وضعف تأثير روسيا على حدودها الشرقية البعيدة منذ إحكام القياصرة قبضتهم على تلك المنطقة في القرن التاسع عشر، وهو ما أذكى التوترات مع اليابان، التي كانت هي أيضاً قوة صاعدة في ذلك الوقت. وفي عام 1905، قضت اليابان على البحرية الروسية وأحبطت طموحات موسكو التي كانت ترنو إلى السيطرة على الصين وكوريا، موجهة ضربة قوية لنظام القيصر الذي كان يكابد بالفعل للبقاء في ظل موجة اضطرابات عمالية في الداخل. وقد حفزت الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية الاتحاد السوفييتي المنتصر على مهاجمة اليابان. ومن ثم سيطر على عدد من المناطق المتنازع عليها، من بينها جزر «كوريل» التي بدأت عليها التدريبات العسكرية الأسبوع الجاري، وجزيرة «ساخالين»، التي تقع شمال اليابان، وفيها مشروع غاز يوفر 9,6 مليون طن متري من الوقود سنوياً، أي نحو 10 في المئة من احتياجات الغاز اليابانية. وأثناء الحرب الباردة، ظهرت قضية جزيرة «ساخالين» على الساحة في ظل التوترات شمال شرق آسيا عندما أسقط الاتحاد السوفييتي طائرة الخطوط الجوية الكورية رقم «007» عام 1983 قرب تلك الجزيرة. وفي ظل قيادة بوتين، تحولت روسيا بشكل كبير نحو الدول الآسيوية المجاورة، إذ أضعف ازدهار الغاز الصخري الأميركي الطلب على المنتجات الروسية من الأسواق التقليدية، إضافة إلى توتر العلاقات بسبب سلسلة أزمات من جورجيا إلى أوكرانيا. ويمكن الاتفاق الذي أبرمه أكبر مُصدّر مع أكبر مستهلك للطاقة في العالم في مايو الماضي شركة «غازبروم» المنتجة للغاز والمملوكة للحكومة الروسية من استثمار 55 مليار دولار في تطوير حقول غاز عملاقة في شرق سيبيريا وتدشين خطوط أنابيب جديدة. وقد أعلن بوتين في عام 2012 خطة بقيمة عشرين مليار دولار لتحديث ميناء «فلاديفوستوك» البحري عندما استضاف اجتماع قادة «منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي». وهو ما اعتبر، من وجهة نظر مراقبين، أول خطوة كبيرة من جانب موسكو للانخراط مع المنظمات متعددة الجنسيات في آسيا. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©