القاهرة - الاتحاد: حذر الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان من أن العالم سيحاسب الخرطوم على الوضع الانساني في اقليم دارفور إذا ما أدى عدم نشر القوات الدولية في الاقليم إلى اعاقة جهود الاغاثة· وأكد عنان أن قوات الأمم المتحدة التي قرر مجلس الأمن ارسالها إلى اقليم دارفور لن تذهب لغزو السودان وليس لديها أية أهداف سوى مساعدة وحماية مواطني الاقليم ومساعدة الحكومة السودانية على حماية مواطنيها·
وقال عقب اجتماعه مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة إن الوضع بالنسبة لدارفور حرج حيث أصدر مجلس الامن قرارا يطالب بوجود قوات للامم المتحدة ونريد أن نحصل على تعاون الحكومة السودانية فهذه هي الوسيلة الوحيدة لكي تنجح عمليات حفظ السلام في دارفور·
وأشار الى ان الحكومة السودانية اتخذت قرارا لا يعتبره ايجابيا بالنسبة لوجود قوات الاتحاد الافريقي· وقال: كنت اعتقد أن هذه القوات ستستمر في دارفور لكن يبدو أنها سترحل وتترك عدة تساؤلات حول ما سيحدث بالنسبة لمصير المدنيين والنازحين الذين يحتاجون الى مساعدة في الاقليم داعيا الحكومة السودانية لتحمل مسؤولياتها تجاه تلك الأزمة لفرض الاستقرار والامن في دارفور مشيرا الى أنه اذا لم تنجح فسيكون عليها أن تجيب على أسئلة كثيرة أمام المجتمع الدولى·
ومن جانبه قال وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط ان تنفيذ القرار يتطلب موافقة الحكومة السودانية على استقبال واستضافة القوات الدولية على الأرض السودانية واذا لم يحدث ذلك فلا نتصور أن هناك سبيلا آخر لتنفيذ قرار مجلس الامن لانه يتطلب تعاون الدول المعنية لكي تستضيف هذه القوات وتتيح لها مطاراتها وموانيها وامكانياتها· وشدد على أنه اذا لم يتفهم المجتمع الدولي هذه الحاجة فسيكون ذلك أمرا محزنا·
وصرح الامين العام للجامعة العربية عمر موسى بعد لقاء مع عنان بأنه لا يمكن فرض قوة على السودان، لا بد من التوصل الى توافق حول هذه المسألة·
من ناحية أخرى، أعلن متحدث باسم الاتحاد الافريقي أن السودان أمهل بعثة الاتحاد في السودان أسبوعا لتتخذ قرارا بخصوص ما إذا كانت ستبقى في إقليم دارفور بدون دعم الامم المتحدة أم لا·
وكان الاتحاد الافريقي قد صوت للمرة الثالثة أمس الأول لتمديد فترة بقاء بعثته في السودان حتى نهاية شهر سبتمبر الجاري قبل نقل مهامها إلى الامم المتحدة· وقال نور الدين المازني المتحدث باسم الاتحاد الافريقي اليوم ''لقد منحنا أسبوعا لتوضيح موقفنا من دارفور''· وأوضح أن الاتحاد الافريقي لم يكن يعتزم مناقشة قضية بعثة دارفور حتى 18 من الشهر الجاري أي بعد انتهاء المهلة السودانية بوقت طويل· واوضح المازني أن الاتحاد الافريقي سيواصل المحادثات الرامية لاقناع الحكومة السودانية بالسماح لقوة الامم المتحدة بتولي مهام حفظ السلام في إقليم دارفور المضطرب·
ويبلغ قوام بعثة الاتحاد الافريقي في دارفور 7700 جندي يعملون على مراقبة تطبيق اتفاق السلام في ذلك الاقليم النائي الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا· وتطوع السودان وجامعة الدول العربية لتمويل بعثة الاتحاد الافريقي في دارفور الذي شهد تجدد أعمال العنف خلال الايام القليلة الماضية· وكان الصراع العرقي في دارفور والذي اندلع منذ عام 2003 قد أدى إلى مقتل أكثر من 300 ألف شخص وتشريد أكثر من مليونين آخرين·
عدد اليوم
