بيروت - ''الاتحاد'' ، وكالات الانباء : نجا مسؤول امني لبناني رفيع يتابع التحقيقات في قضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري امس من محاولة اغتيال اسفرت عن مقتل اربعة من مرافقيه، اعتبرت مصادر من قوى ''14 مارس'' المناهضة لدمشق انها تأتي في اطار المساعي لعرقلة التحقيق الدولي·وتأتي محاولة اغتيال المقدم سمير شحادة مساعد رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي عشية تلقي لبنان مشروع تركيبة المحكمة الدولية وقبل ايام على صدور التقرير الفصلي لرئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي البلجيكي سيرج برامرتس· وقال النائب السابق فارس سعيد (قوى 14 مارس) ''انه بداية مسلسل الاغتيالات التي وعدنا بها الرئيس السوري بشار الاسد بهدف ارباك الحكومة من اجل عدم السير في المحكمة الدولية وضرب مؤسساتنا السياسية والامنية للحؤول دون بناء الدولة''· واضاف ''تأتي محاولة الاغتيال في شهر سبتمبر شهر الاستحقاقات الكبيرة ومن ابرزها مشروع المحكمة الدولية وتقرير برامرتس، لقد استهدفوا مسؤولا رفيعا في قضية اغتيال الحريري له علاقة بالتحقيقات''·
يذكر ان محاولة اغتيال شحادة تأتي بعد اقل من ثلاثة اسابيع على اتهام الرئيس بشار الاسد قوى 14 مارس، وخلال العدوان الاسرائيلي على لبنان، بانها ''منتج اسرائيلي''· واعتبر العديد من شخصيات هذه القوى حينها بان موقف الرئيس السوري يعني ''اباحة دمها'' وانه ''بداية موجة جديدة من الاغتيالات''·
وقال النائب وائل ابو فاعور من الاكثرية ان ما جرى في الرميلة ''يطرح مجموعة تساؤلات خصوصا من حيث شخصية المستهدف والمهام التي يقوم بها'' مشيرا الى ان توقيتها يتزامن مع ''قرب صدور تقرير سيرج برامرتس ووصول نقولا ميشال حاملا مشروع المحكمة الدولية''· واكد مصدر امني لبناني ان شحادة الرجل الثاني في فرع المعلومات ''يتابع التحقيقات في ملف اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري''·
وقاد شحادة مثلا مطلع سبتمبر 2005 عملية توقيف اربعة من كبار القادة الامنيين في لبنان الموالين لسوريا للاشتباه بتورطهم في الاغتيال وهم قائد لواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان ومدير المخابرات السابق في الجيش العميد ريمون عازار والمدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء علي الحاج· وادى انفجار عبوة ناسفة موضوعة على جانب الطريق الى مقتل اربعة عسكريين هم المؤهل وسام حرب والرقيب شهاب حسن كما توفي لاحقا الرقيب الاول نمر ياسين والرقيب الاول عمر الحاج شحادة متأثرين بجروحهما·
واصيب شحادة بجروح في الانفجار لكنه في ''حالة جيدة لا تدعو الى القلق'' كما اكد العميد انطوان شكور قائد الشرطة للصحافيين في موقع التفجير· وجرح مرافقان للمقدم شحادة اضافة الى مدني كان في المنطقة وفق العميد شكور·
وطوقت القوى الامنية مكان الانفجار وبدأت التحقيقات والتحريات لكشف الجهات التي تقف وراء الحادث، وسط سرية تامة· وتردد بان المقدم شحادة كان يستقل سيارة مدنية وليس السيارة العسكرية التي دمرت بالكامل وقتل راكبوها، حيث ساد الاعتقاد بانه هو احد القتيلين قبل التأكد من نجاته باعجوبة نظراً لوجوده في السيارة الثانية خلافاً للعادة حيث كان يستقل السيارة العسكرية دائماً في تنقلاته·واعلن وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت ان التحقيقات بدأت لكشف ملابسات محاولة اغتيال المقدم شحادة ولم يستبعد وقوف العدو الاسرائيلي وراء هذه الجريمة لانه يحاول الانتقام بشتى الطرق من لبنان، بعد هزيمته العسكرية على ايدي المقاومة·
ودعا فتفت الى عدم استباق التحقيق وتوجيه الاتهامات جزافاً لان الوقت دقيق ولا مجال للمزايدات السياسية، بحيث ان لبنان كله مهدد من قبل عدو مجرم لا يتوانى عن فعل اي شيء للانتقام ويحاول فرض شروطه الاستسلامية على هذا البلد·
من ناحية اخرى اكد مصدر رسمي ''ان نيقولا ميشال يصل مساء اليوم الى بيروت ليقدم مشروع قانون انشاء المحكمة الدولية'' للتحقيق في اغتيال الحريري الذي اعد ''بالتعاون مع وزارة العدل اللبنانية''·
من ناحية اخرى من المنتظر ان يرفع منتصف الشهر الجاري رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي البلجيكي سيرج برامرتس تقريره الفصلي الى الامم المتحدة·
عدد اليوم
