أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن معرض الشارقة الدولي للكتاب هو ركيزة مهمة من ركائز مشروع الشارقة الثقافي، مشيراً سموه إلى أن المشروع ليس تنظيراً للثقافة وإنما هو تفعيل وتطوير لهذه الثقافة.
جاء ذلك خلال افتتاح سموه صباح أمس الدورة التاسعة والعشرين من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يقام في مقر اكسبو الشارقة في الفترة من 26 أكتوبر إلى 6 نوفمبر المقبل.
وأشار حاكم الشارقة إلى أن مشروع الشارقة الثقافي يتجه نحو المؤسسات الثقافية التي تعتني بالشعراء والكتاب وأهل المسرح كل في داره ويعينهم على تحديات الزمن لهم والتزامهم بمجال الثقافة.
وتحدث سموه عن عزوف الأمة العربية عن الاهتمام بالثقافة، حيث قال إنه زار قبل بضع سنوات المتحف الأهلي في لندن، وشاهد أمم الأرض جميعاً إلا العرب.
وأضاف سموه أن مشروع الشارقة الثقافي جاء لتحفيز المثقفين للإنتاج الفكري في مجال المسرح والشعر والكتابة، وهو مشروع ممتد ومتواصل كي يحوز الصبغة العالمية، فنحن نقوم بتقديم أيام الشارقة الثقافية في دول الأرض شرقها وغربها حتى نقول للآخرين نحن هنا، “وخلال زيارتي لليابان مؤخراً اكتشفت أننا إذا أردنا التواصل مع الآخر فلا بد أن يكون هناك نوع من الانسجام الثقافي المتبادل بيننا”.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: “خلال معرض فرانكفورت عاينت الكثير من السلبيات، فبادرت إلى نشر 87 عنواناً (كتاب) باللغة الألمانية بعد أن نقحها مجموعة من المفكرين الألمان الذين يجيدون اللغة العربية ووجهونا للأخطاء، لأنه إذا كان هناك حرف معوج تداعى له كل الحروف، وهذا يستدعي من مشروع الشارقة الدخول إلى مشروع أكبر وأشمل وهو مشروع الترجمة”.
وأضاف سموه :”اليوم نكمل 29 عاماً من العمل الدؤوب في معرض الكتاب الذي يتوازى مع تظاهرات ومهرجانات أخرى مثل أيام الشارقة المسرحية، وبينالي الشارقة، وأيام الشارقة التراثية وغيرها من المهرجانات”.
وكشف سموه أنه سيقدم كشف حساب في العام المقبل بالتوافق مع الذكرى الثلاثين لانطلاق المعرض، وذلك من خلال كتاب يضم هذه التجربة الصافية البعيدة عن كل أغراض شخصية أو إقليمية أو أغراض انتمائية لأي جهة من الجهات، كل هذا في كتاب بعنوان “كشف الحساب في تنوير الألباب”.
وحضر افتتاح المعرض سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، والشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ خالد بن عبدالله بن سلطان القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ خالد بن صقر بن حمد القاسمي رئيس دائرة الأشغال العامة، والشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني مدير مكتب رئيس جامعة الشارقة، كما حضر حفل الافتتاح عدد من الشيوخ والوزراء ومديري الدوائر المحلية وأعيان البلاد والمهتمين بالشأن الثقافي.
من جانبه، قال عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة إن إشراقة متجددة هي التي تطل علينا اليوم في حضرة الكتاب، الذي اتخذ له من الشارقة مطلعاً تشرق معه المعرفة بضيائها الوضّاح، وهي التي عوّدتنا وعلى مدى 29 عاماً على الإيفاء بمواعيدها مع أهل القراءة والمطالعة. وأشار العويس إلى أن المتتبع لمسيرة العطاء الثقافي والتواصل المعرفي لإمارة الشارقة، ليدرك تمام الإدراك بأن الرعاية الكريمة لصاحب السمو حاكم الشارقة هي الأساس في انطلاقات الشارقة الثقافية محلياً وعربياً ودولياً.
من جانبه، قال عبدالعزيز تريم مدير عام اتصالات المنطقة الشمالية إن الاستثمار في الإنسان وثقافته خاصة أجيال المستقبل هو استثمار في الوطن، لأن التطور والتقدم لا يمكن أن يستمر من دون أجيال واعية ومدركة للواقع والظروف المحيطة به.
وقال إن تبني “اتصالات” لجائزة كتاب الطفل وربطها باسم المؤسسة جاء انسجاماً مع استراتيجية “اتصالات” الرامية إلى الإسهام في إبراز رسالة الدولة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، كما يأتي في إطار اهتمام المؤسسة بتنمية الوعي المعرفي لدى جيل المستقبل عماد نهضتنا وتطورنا، كون تقدم الدول وتطورها مرهون بوعي أبنائها وتقدمهم الثقافي والعلمي.
جولة في المعرض
وبعد الانتهاء من مراسم حفل الافتتاح، قام سموه بجولة داخل أروقة المعرض، حيث اطلع سموه على إصدارات ومطبوعات جديدة قدمتها أجنحة المعرض، وتفقد سموه جناح جائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم حيث سجل سموه تقديره في دفتر التشريفات بكل حب وتقدير لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية لما يقوم به ويقدمه للعلم والمعرفة. كما أشاد سموه خلال جولته بإصدارات أكاديمية شرطة دبي وبإصداراتها القانونية والشرطية والأكاديمية. كما زار سموه جناح هيئة المسرح العربي ووجه سموه بزيادة إصداراتها لتشمل كل المؤلفين العرب.
كما عرج سموه على جناح وزارة التربية والتعليم واستمع إلى شرح عن مشروع الكتاب الالكتروني لطلاب الصف العاشر وهو ما يمكن للطالب الاستغناء عن الكتاب الورقي واستبداله بكتاب الكتروني، ويساعد الكتاب على تخفيف حمل ثقل الحقيبة المدرسية وبالتالي الوقاية من إصابات العمود الفقري.
كما استمع سموه لمشروع استرداد الكتاب المدرسي الذي ينشق منه برنامجين وهما: برنامج إعادة التدوير، والآخر إعادة الاستخدام حيث تم تطبيق المشروع على جميع مدارس الدولة والهدف منه تعزيز الهوية الوطنية من خلال المحافظة على المال العام والمحافظة على قدسية الكتاب والعلم.
كما زار سموه الأجنحة العربية المشاركة في المعرض وأشاد بالإصدارات التي شملتها هذه الأجنحة. كما حضر سموه جزءاً من حوار المقهى الثقافي والذي كان حول التذوق الفني للمسرح حيث أدار الحوار الدكتور أحمد عبدالحليم الفنان والمخرج المسرحي المصري، كما شارك في الحوار أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح ومحمد السلموني الكاتب المسرحي والدكتور خالد أمين الكاتب المسرحي المغربي.
وافتتح سموه قبل مغادرته المعرض جناح “مكتبة بلا حدود” وهي عبارة عن حافلة تقف خارج المعرض، حيث تفقد سموه المكتبة وأشاد بالفكرة.
الإعلان عن الفائزين بجائزة «اتصالات»
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة فعاليات الإعلان عن الكتاب الفائز بجائزة اتصالات لكتاب الطفل 2010 الذي تزامن الإعلان عنه مع انطلاق فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وقام سموه بتكريم دار الشروق من مصر وتسليمهم الجائزة عن كتاب “النقطة السوداء” الفائز بجائزة اتصالات لكتاب الطفل في دورتها الثانية للمؤلف والرسام وليد طاهر، وقدرها مليون درهم مقدمة من اتصالات.
كما قام سموه بتكريم الفائزين بمعرض الشارقة الدولي للكتاب الدورة التاسعة والعشرين، حيث فازت بجائزة شخصية العام الثقافية ايزوبيل ابو الهول مديرة مؤسسة المجرودي مديرة مهرجان طيران الإمارات للأدب، كما تم تكريم الفائزين بأفضل كتاب إماراتي في الإعداد والترجمة، وأفضل كتاب إماراتي مطبوع عن الإمارات، كما تم تكريم أفضل دار نشر أجنبية وكتاب عربي.
عدد اليوم
