السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإدمان الإلكتروني

الإدمان الإلكتروني
6 فبراير 2010 19:49
المشكلة.. عزيزي الدكتور: أنا سيدة متزوجة منذ 14 سنة، وعمري 33 سنة، وزوجي عمره 40 سنة. وزوجي رجل متدين، ويتصف بكل الصفات الجميلة. ومشكلتي معه بدأت منذ سنة ونصف، حيث اكتشفت مصادفة إدمانه النت ومشاهدة المواقع الإباحية في فترة كنت قد انشغلت فيها عنه نسبياً بسبب رعاية أطفالنا، ومشاغل العمل. وكتمت سري وحاولت أن أتفرغ له تماماً لمعالجة أي تقصير من جانبي، وبدأت أصلح وأهتم بنفسي كثيراً، في الوقت الذي عانيت فيه من نفوره وابتعاده عن ذي قبل.وصارحته، ووعدني أن يتوقف عن كل ذلك، وأقسم بأنه يحبني وأنه أخطأ في حقي، لكنه سرعان ما«عادت ريمة لعادتها القديمة». حاولت أن أمنحه الثقة، وفرصة مراجعة النفس، لكنه سرعان ما يعود، وكأنه مجبر على ذلك. لدرجة أنني فكرت في الانفصال رغم ثقل مسؤولية تربية ثلاثة أطفال لأنني لا أتحمل هذا الجرح.أنا لا أعرف كيف أتصرف بحكمة، وأخشى على نفسي وعلى زوجي وأبنائي، وأخشى من تسليط الشيطان ووسوسته أحياناً بالانتقام. وأخاف على حالي من كثرة حرق دمي. فما الحل؟ أرجوكم النصيحة. أم طارق. س النصيحة.. سيدتي: يبدو أن هذه الحالة أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة، ومن المؤكد أن زوجك يمر بأزمة منتصف العمر وهو في هذه السن، وربما يكون قد تدينه قد منعه من التورط في علاقات حقيقية، ووجد البديل في تلك العلاقات الإلكترونية في فترة انشغالك عنه، ومتخفيا خلف شاشة لا يعرفه ولا يراه أحد، وربما يسوق لنفسه تبريرات تسهل له الاستمرار في هذا السلوك، وهذا أمر يقع فيه كثير من المتدينين -للأسف الشديد- ويحاول أن يعيش فترة مراهقة ثانية، وتتحول إلى إدمان حقيقية مع مرور الوقت، نتيجة ما يجده على شاشة الكمبيوتر من إبهار وجاذبية المهم لك الآن أن تذكري أن بينكما رصيداً طويلاً من الحياة السعيدة، لذلك حاولي معه مرة أخرى، لكن من باب الحب والود والعشم، وليس من باب الغضب أو الغيرة، واقتربي من قلبه وأشعريه بحبك وشفقتك على صحته وعلى سلامته وعلى دينه، وافعلي ذلك من وقت لآخر بصبر وإخلاص دون ضغط أو إلحاح شديد، ثم اتركيه بعض الوقت لإعطاء فرصة لضميره كي يصحو، وتجنبي متابعة محادثاته حتى لا يثير ذلك غضبه ويصر على ما يفعل عناداً أو مكابرة. مع أهمية استعادة حضورك الأنثوي بشكل أكثر تجديداً ومرونة من ذي قبل، وحاولي أن تستعيدي برفق الجو الأسري المفعم بذكريات أيام الخطوبة وبدايات الزواج. وإذا تلمست أن لديه رغبة في الصلاح فاقترحي عليه فصل الإنترنت لفترة أو حتى استبعاد جهاز الكمبيوتر من البيت حتى يستعيد توازنه وسيطرته على نفسه ويستطيع العودة إلى حياته الطبيعية. وإذا رفض ذلك أيضا فأعلني أنك ربما تضطرين للجوء لبعض الأقارب الذين يحمل لهم تقديراً واحتراماً، وأعطيه مهلة لعل ذلك يجعله يعمل حساب معرفة الآخرين لما يفعله فيتراجع، ولكن إذا أصر فلا مانع من اللجوء فعلا لوساطة أحد الأقارب، ممن يتسمون بالحكمة والعقل، وأن يكون ذلك في إطار من السرية حتى لا يفتضح هذا الأمر في العائلة كلها فتهتز صورته، وربما يشعر بأن الفضيحة قد تحققت فيتمادى إلى أكثر من ذلك. ولا تكفي عن الدعاء له بالهداية، وأن يعينه الله على شهواته ونزواته وضعف نفسه وتسلط شيطانه، وأن تنظري بداخلك وتستغفري من ذنوبك وتطهري حياتك من أي شيء يكدرها. مع أطيب التمنيات. يسرنا أن نستقبل مشاكلكم وتساؤلاتكم على البريد الإلكتروني: dr.mosabah@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©