الشركات الصينية تدرس فرص الاستثمار في السوق المحلية

سيد الحجار (أبوظبي) - تعد الصين شريكاً استراتيجياً للإمارات في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة، بحسب مسؤولين وخبراء بالقطاع، مؤكدين أن توفر العديد من العوامل التي تسهم في زيادة التعاون بين البلدين في مجال الطاقة الجديدة، متوقعين أن تشهد الفترة المقبلة زيادة ملحوظة في حجم الاستثمارات المتبادلة بين الطرفين في القطاع. وأكد مسؤولون بعدد من الشركات الصينية المشاركة بالمعرض المصاحب للقمة العالمية لطاقة المستقبل، التي اختتمت فعالياتها أمس بأبوظبي، اهتمامهم بدراسة الفرص الاستثمارية بالإمارات، فيما تدرس شركات فتح مكاتب وأفرع إقليمية بالدولة. وقالوا لـ”الاتحاد” إن قيادة دولة الإمارات لقطاع الطاقة المتجددة على مستوى العالم، واحتضان الدولة لعدد من المبادرات العامة مثل “مصدر”، واستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” يشجع كثير من الشركات على السعي للتواجد في الإمارات. إلى ذلك، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر إن العلاقات الثنائية القوية والمتنامية التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة والصين تعكس الرؤية بعيدة المدى لقيادتنا الرشيدة والتزامها بتعزيز الخبرات الحالية لدولة الإمارات في مجالات الطاقة لضمان مستقبل مشرق لأجيال الغد. وأكد الجابر لـ “الاتحاد” أن مدّ جسور التعاون مع الصين يعتبر خطوة أساسية بالنسبة لأية دولة تتطلع إلى تحقيق النمو في قطاع الطاقة، لكونها أهم سوق للنمو على مستوى العالم. وأوضح الجابر أن الصين برزت كقوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة، واستطاعت أن ترسي معايير جديدة للقطاع العالمي من خلال زيادة حجم العرض والطلب على مصادر جديدة للطاقة. وأكد أن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني ون جياباو تعتبر شهادة قوية لنجاح دولة الإمارات العربية المتحدة و”مصدر” في جذب انتباه العالم وأننا نمضي بخطى ثابتة في الاتجاه الصحيح وأوضح الجابر أن دولة الإمارات وجمهورية الصين تواجهان تحديات مشتركة باعتبارهما اقتصـادات سريعـة النمو لا تزال معتمدة على مصادر الطاقة التقليدية. ووظفت “مصدر للاستثمار”، إحدى الوحدات الخمس التابعة لمصدر 91 مليار درهم “25 مليون دولار” كاستثمار في شركة “يو بي سي سي” التي تعد من أبرز مطوري حلول طاقة الرياح في الصين. ولعبت دولة الإمارات دوراً متقدماً في تطوير ونشر تكنولوجيا الطاقة النظيفة خلال السنوات الأخيرة، وفي أعقاب استضافة أبوظبي مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” عام 2010، أسست وزارة الخارجية إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ، بهدف تعزيز المشاركة الدولية بشأن هذه المواضيع، فضلاً عن دعم عمل ومهام “آيرينا”. تعزيز التعاون من جانبه، أشار قاو يويشنج سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة إلى تقدير بلاده للدور الرائد الذي تلعبه دولة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة رغم احتياطيها المتوافر من النفط والغاز، الأمر الذي يدل على تحلي القيادة الإماراتية برؤية ثاقبة بعيدة المدى في تخطيط مستقبل الدولة في مجال الطاقة. وأكد أن الصين حريصة ومستعدة للتعاون الوثيق مع دولة الإمارات في البحوث العملية وإنتاج التقنيات وتطبيقها في الطاقة الجديدة. وقال “بما أن المزايا التي يتمتع بها كل من البلدين في مجال الطاقة الجديدة تعتبر تكاملية وليست تنافسية، فإني واثق أن التعاون بين البلدين في هذا المجال سيشهد آفاقاً واعدة ونتائج مثمرة”. وأضاف “تمهد أبوظبي الطريق أمام مشاركتنا في قطاع الطاقة المتجددة الناشئ في المنطقة”. ونتج عن دخول القطاع الصناعي الصيني الضخم تراجع كبير في أسعار الطاقة الشمسية، حيث ذهبت تقديرات مصادر القطاع إلى انخفاض تكلفة الواط المولد من ألواح الطاقة الكهروضوئية، من 4 إلى 2,50 دولار. كان ون جياباو رئيس مجلس الدولة أعلن التزام الصين بتخفيض الانبعاثات الكربونية التي تسببها أنشطتها الاقتصادية نسبة 17% بحلول عام 2015 وفقا لوحدات الناتج المحلي الإجمالي. مشاركات صينية وشهد المعرض المصاحب للقمة العالمية لطاقة المستقبل، مشاركة عدد كبير من الشركات الصينية التي اهتمت بعرض منتجاتها الابتكارية. وأكد مسؤولون بعدد من الشركات الصينية المشاركة بالمعرض لـ “الاتحاد” تركيزهم على افتتاح أفرع بالإمارات خلال الفترة المقبلة. وأكد جميس لي مدير المبيعات في شركة تاليسون إن الشركة تخطط لافتتاح فرعا في أبوظبي خلال الفترة المقبلة، لاسيما في مدينة مصدر التي تعد أول مدينة في العالم خالية من الكربون. وأوضح أن شركة تاليسون تأسست عام 2010 في سوتشو بمقاطعة جيانجسو، وتعمل في إنتاج وحدات تعمل بالطاقة الشمسية. وقال لي إن الشركة تهتم بالتعاون مع جميع الدول، موضحا أن الإمارات تأتي على رأس اهتمامات الشركة في ظل قيادة أبوظبي لقطاع الطاقة المتجددة على مستوى العالم.