السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نزيف «الخطوط القطرية» يهدد خطط تسلم 190 طائرة

نزيف «الخطوط القطرية» يهدد خطط تسلم 190 طائرة
28 أكتوبر 2018 00:04

مصطفى عبدالعظيم (دبي)

تواجه الخطوط الجوية القطرية عاصفة من المطبات الصعبة خلال العام التشغيلي الحالي، يتوقع أن توجهها نحو الهبوط الاضطراري في دوامة الأزمات لسنوات طويلة، بحسب توقعات خبراء في قطاع الطيران.
وزادت الخسائر التي تكبدتها الخطوط القطرية للسنة المالية المنتهية في مارس الماضي والتي بلغت نحو 70 مليون دولار، مقارنة مع أرباح في السنة المالية السابقة التي بلغت 772 مليون دولار، من سرعة انحدار الناقلة نحو المصير المجهول، لاسيما وأنها جاءت في وقت تشهد فيه صناعة النقل الجوي تحديات جديدة يفرضها الارتفاع في أسعار النفط، فضلاً عن تراجع الطلب الحاد في معدل إشغال المقاعد على رحلات الشركة للعديد من المحطات ضمن شبكتها الخارجية.
وأكد خبراء، أن الخطوط القطرية تواجه خيارات صعبة لمواصلة التشغيل والبقاء في الأجواء، متوقعين أن تشهد الفترة المقبلة إعلان الشركة طلبها الحصول على خطة إنقاذ حكومية، وإلغاء أو تأجيل تسلم طائرات تم التعاقد عليها مسبقاً تصل إلى 190 طائرة منها 96 طائرة من شركة بوينج من إجمالي 202 طائرة، و94 طائرة أخرى من شركة إيرباص من إجمالي 216 طائرة.
وأشاروا إلى أن المحاولات اليائسة التي تقوم بها إدارة الخطوط الجوية القطرية لوقف نزف الخسائر لم تجد نفعاً، لا سيما وأن الطلب على رحلات الشركة في تراجع متواصل، مع انحدار سمعتها في سوق السفر الجوي، وكذلك لطول الوقت الذي تستغرقه رحلاتها إلى العديد من الوجهات مقارنة بالناقلات الأخرى.
وقال الخبير في قطاع الطيران، خالد المزروعي، إن الأداء التشغيلي لشركات الطيران بوجه عام يتأثر بسرعة بالأوضاع الاقتصادية والتجارية والسياسية، الأمر الذي ينعكس على نتائجها في نهاية السنة المالية، مشيراً إلى أن فقدان الخطوط القطرية لمحطاتها في الإمارات وخاصة في مطار دبي الذي كان يعد المزود الأكبر لرحلاتها من الركاب، بعد قرار الدول الأربع (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) بمقاطعة قطر وعدم السماح للطائرات القطرية بالهبوط في مطاراتها أو دخول المجال الجوي السيادي لهذه الدول، جعلها تفقد بوصلة النمو بمدى امتداد فترة المقاطعة منذ يونيو 2017. وأشار إلى أن مستقبل الخطوط الجوية القطرية يكتنفه الكثير من المخاطر والتحديات، متوقعاً أن تواجه الناقلة أزمة كبرى فيما يتعلق بقدرتها على تسلم الطائرات الجديدة قيد الطلب من الشركات المصنعة في المستقبل، أو أن تلجأ في حال تسلمها إلى إعادة تأجيرها لشركات أخرى، وذلك لتغطية التزاماتها في ظل عدم مقدرتها على توفير الحركة والطلب اللازمين للتشغيل.
ولفت إلى أن من الخيارات الأخرى التي يتوقع أن تلجأ إليها الخطوط القطرية، بعد المحاولات اليائسة التي اتخذتها من قبل كتأجير طائراتها بأطقمها لناقلات أخرى، طلب خطة إنقاذ حكومي، مشيراً إلى أن مكابرة إدارة الشركة وعدم اعترافها بالوضع بالغ الخطورة الذي تواجهه الشركة قد يقود الشركة إلى السيناريو الأسوأ. وكشفت شركة الخطوط القطرية، مؤخراً، عن تكبدها نحو 70 مليون دولار خسائر العام المالي الماضي المنتهي في 31 مارس 2018، مقارنة بتحقيق 772 مليون دولار أرباحاً في العام الأسبق، وأرجعت هذه الخسائر، في بيانات نشرتها على موقعها الإلكتروني، إلى تأثير مقاطعة الدول الأربع، إذ اضطرت لقطع مسافات طويلة بعد غلق عدد كبير من المسارات الجوية أمام طائراتها.
وأظهرت البيانات ارتفاع مصروفات التشغيل 17.8% خلال العام الماضي لتسجل 11.6 مليار دولار، مقارنة بـ 10 مليارات دولار في العام الأسبق، وأسهمت تكلفة الوقود بالجانب الأكبر من زيادة هذه المصروفات، حيث بلغت العام الماضي 3.367 مليار دولار مقابل 2.28 مليار دولار في العام الأسبق. وقالت المجموعة القطرية إن العام الماضي كان أكثر الأعوام صعوبةً وتحدياً في تاريخ الناقلة الجوية بسبب المقاطعة، إذ تأثرت نسبة المقاعد المشغولة على الرحلات المغادرة بنسبة 19%.
وأشار المزروعي إلى أن تداعيات الأزمة التي تمر بها الخطوط القطرية، لا تقتصر فقط على الأداء التشغيلي للشركة، بل تمتد أيضاً للقطاع السياحي الذي يشكل بدوره توأم قطاع الطيران، فهما وجهان لعملة واحدة، فكلما أخفقت الخطوط القطرية في جلب ركاب إلى الدوحة عانى قطاعها السياحي والفندقي أيضاً، وهو ما تعكسه التقارير الخاصة بأعداد السياح ونزلاء الفنادق في الدوحة التي تعاني شبح الركود.
وأوضح أن الخطوط القطرية كانت تعتمد على مطارات الإمارات، خصوصاً مطار دبي، كمركز رئيس بعد مطار الدوحة مباشرة في نقل الركاب، وبالتالي بعد المقاطعة خسرت عدداً كبيراً من الركاب، ما أثر بشدة في الطيران القطري، في الوقت الذي تتردد فيه أنباء عن سعي الشركة للخروج من الأزمة عبر تأجير عدد من طائراتها لشركات أخرى، نظراً لقلة عدد الركاب والكلفة الكبيرة التي تتحملها هذه الطائرات. وأكد المزروعي أن هذا الوضع أثّر بشدة في قطاع السياحة والفنادق في قطر، حيث انخفض عدد الزوار إلى قطر، ما دعا الفنادق هناك إلى طرح عروض شبه مجانية لاستقطاب الزوار من دول خارج دول المقاطعة. وتوقّع أن تزداد التأثيرات السلبية في قطر خلال الفترة المقبلة في ظل السياسات التي يمارسها النظام القطري مع جيرانه الخليجيين ودعمه للإرهاب. من جهته، توقع محمود كامل الخبير في شؤون الطيران والسفر، أن تتفاقم الأزمات أمام الخطوط الجوية القطرية في الفترة المقبلة، في ظل ما تعانيه من تحديات ضخمة تتعلق بضعف الطلب وانخفاض السعة وارتفاع الكلفة، مؤكداً أن المحاولات التي تقوم بها «القطرية» حالياً لتقليص الخسائر لن تجدي على المدى البعيد، خاصة أن الشركة عليها التزامات مالية كبيرة متعلقة بطلبيات الشراء التي تقدمت بها خلال السنوات الماضية.
وأشار كامل إلى أن الخسائر الفادحة التي تتكبدها الشركة تفوق التوقعات، موضحاً أن الخسائر التشغيلية لا تقتصر فقط على عملياتها في أسواق الدول الأربع وأسواق المنطقة، بل امتدت إلى الوجهات الأخرى، خاصة الخطوط طويلة المدى التي تعاني ارتفاع تكلفة التشغيل وتراجعاً حاداً في الإيرادات نتيجة تدني الطلب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©