الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الأرامل».. صرخة تجسد عذابات تونس

«الأرامل».. صرخة تجسد عذابات تونس
28 أكتوبر 2018 01:35

مختار بوروينة (الجزائر)

دعت مخرجة مسرحية تونسية إلى طفرة وطنية تنقذ تونس بعد منزلقات «الربيع التونسي»، لاسيما من طرف النساء اللواتي ينبغي أن يلعبن دوراً أكثر أهمية في المجتمع، ذلك أن «النساء السعيدات لا يمكن إلا أن يلدنَ بلداً سعيداً».
وأبدت المخرجة وفاء طبوبي، بشكل غير مباشر، وعبر عرض مسرحي بعنوان: «الأرامل» عرض مؤخراً على مسرح مدينة بجاية، قلقها بشأن حالة بلادها من خلال التركيز على مصائب النساء وأحزانهن.
وتفاعل جمهور المهرجان الدولي لمسرح مدينة بجاية مع عرض «الأرامل» المستوحى من مسرحية الفتاة والموت لـ«آرييل دورفمانز» التي تعالج سقوط الديكتاتوريات في أميركا اللاتينية، خصوصاً في الأرجنتين، والذي ينقل صرخة إنسانية أمام المنزلقات التي نجمت عن تحولات الربيع التونسي من جهة، ويحمل رسالة أمل من أجل السمو الوطني من جهة أخرى.
وتسلط المسرحية الضوء على ثلاث نساء جمعهن القدر بعد وفاة شخص عزيز، الأولى اختفى زوجها، والثانية والدها، والثالثة شقيقها، وثلاثتهم كانوا ضحايا لتحطم سفينة في البحر، غير أنهن لم يتأكدن من ذلك لأن بلدهن كان يعاني فقدان المعالم، ولهذا كن كل يوم ينتظرن قبالة البحر لعل أن يلفظ هذا الأخير جثث أقاربهن، ولم يكن الموت هو الذي يؤثر عليهن، بل التوقعات والاحتمالات في غياب الأدلة.
ولإقناع المشاهدين جعلت المخرجةالـ«الأرامل» مثالاً إيجابياً للفعل والمساهمة في خدمة الوطن، فعلى الرغم من سوء حظهن الذي تغذيه خسارة شخص عزيز عليهن، إلا أنهن عرفنَ كيف يتجاوزنَ أحزانهنَّ وتمكنَّ من إيجاد القوة لذلك،وهن يبتسمن أيضاً، وتجندن للقيام بنشاطات اجتماعية.
ولمقاومة التخلي عن البحث أصبحن يقضين ساعات في التحدث عن ذكرياتهن الجميلة وإعادة شحن أنفسهن بالشجاعة ليحلُمن بحياة أفضل، وكل واحدة منهن تستغل الفرصة لرسم حالة البلد والظواهر التي انتشرت فيها، خاصة البؤس والهجرة والقمع الذي يعد المسؤول الأول عما يحدث لهن، حيث الحياة المكسورة والمصير المأساوي والمؤامرة الثقيلة أخذت حصة الأسد في الوقائع الدرامية للمسرحية، وحتى المشاهد الفكاهية التي تتخللها في بعض الأحيان لا تخفف من هذا العبء.
لقد تمكنت المسرحية من أسر المشاهدين طوال عرضها بفضل الأداء الرائع لممثلاتها اللواتي قدمن أداء مسرحياً قوياً وحقيقياً.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المسرحية حازت الجائزة الأولى للإخراج المسرحي خلال الأيام السينمائية لقرطاج في 2017.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©