الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بودمان مطمئن و كلينتون يحذر من حروب نفطية

5 سبتمبر 2006 00:13
إعداد - عدنان عضيمة: فيما تتجه أنظار العالم لتحليل نتائج الحرب الأخيرة التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله، فإن أخطاراً كثيرة من النوع الذي يهدد الاستقرار العالمي بدأت تلوح في الأفق· ونقل تقرير كتبه مايكل ميتشير في الفاينانشيال تايمز عن وزير الطاقة الأميركي سامويل بودمان قوله: (فيما يتعلق بالمنظور القريب، نتوقع أن نشهد حالة يفوق فيها الطلب على النفط حجم الإمداد)· وقبل شهر من الآن، أشار الرئيس السابق بيل كلينتون إلى مخاوفه من أن العالم في طريقه لأن يفقد القدرة على ''التعويض النفطي'' في غضون 35 إلى 50 عاماً مما سيصعّد من أخطار اندلاع الحروب والنزاعات على المصادر الأولية جميعاً· وفي شهر نوفمبر الماضي، حذر جو ليبرمان المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس الأميركي من سعي الولايات المتحدة والصين لاستخدام الواردات النفطية لمواجهة الطلب المتزايد على النفط لأن من شأن ذلك أن يزيد من حدة التنافس لدرجة تنذر بخطر شبيه بذلك الذي رافق السباق نحو التسلح النووي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي· وحتى الآن يبدو أن كل هذه الأمور تحدث دون أن تحظى باهتمام أحد في بريطانيا· والان يستهلك العالم نحو 84 مليون برميل من النفط في اليوم؛ ولكن، وبالنظر للطلب المتزايد الناتج عن معدلات النمو المتزايدة في الصين، والهند وبعض الاقتصادات الناشئة الأخرى، صدرت عن دائرة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة تنبؤات بأن يرتفع الاستهلاك إلى 121 مليون برميل في اليوم بحلول عام ·2025 ولهذا فإن زيادة في الطلب تقدر بنحو 50 بالمئة لن يكون بالإمكان مواجهتها خلال السنوات العشرين المقبلة· وكما قال رئيس قسم الاستكشاف في شركة ''توتال'' مؤخراً: (إن أرقاماً في الإنتاج تبلغ 120 مليون برميل يومياً لا يمكن بلوغه أبداً)· ويكمن أول مسوّغ لإطلاق هذا الحكم في أن النفط لن يكون موجوداً أصلا في الآبار· وخلال العقد الماضي وحده، بلغ معدل الاستهلاك العالمي من النفط نحو 24 مليار برميل سنوياً إلا أن معدل الإنتاج كان أقل من ذلك بقليل· ويكمن الدافع الثاني لهذا الاعتقاد في أنه حتى لو بقي النفط متوفراً بالكميات المطلوبة إلا أن المشاكل الناتجة عن ارتفاع أسعاره لا يمكن تجنبها· وأظهرت الدراسات أن العالم سيحتاج إلى استثمارات تقدر بنحو 17 تريليون دولار لتأمين النفط ونقله إلى المستهلكين، ويعادل هذا المبلغ نصف الناتج القومي الإجمالي للولايات المتحدة· ويتعلق السبب الثالث في أن البنى التحتية لن تكون متوفرة لنقل النفط إلا إذا ارتفعت الاسعار لدرجة لا يمكن التحكم بها· ويضاف إلى كل ذلك أن القدرة العالمية الإضافية على إنتاج وتكرير النفط أثبتت أنها محدودة للغاية· وخلال السنوات العشرين المقبلة سوف يتضاعف اعتماد الغرب على نفط المنتجين الخليجيين الكبار: المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وإيران؛ وهي الدول التي زادت مشاركتها في الإنتاج العالمي للنفط من الربع إلى النصف· ومن المنتظر أن تشارك كل من فنزويلا وروسيا بأكثر من 60 بالمئة من الإنتاج العالمي بحلول عام ·2025 ولقد اقترب إنتاج الدول غير المصنفة بين المصدرين للنفط من حدوده القصوى إن لم يكن قد تراجع قليلاً· وفي عام 2010 تقريباً لن يكون إنتاج هذه الدول كافياً لسد حاجتها المحلية· ولن يكون هناك مناص من حدوث ارتفاع كبير في الأسعار· ويشير التقرير إلى أن هناك ثلاث طرق فقط لتجنب هذه الأزمة الخطيرة· تكمن الأولى في (تخفيض الطلب) وبحيث يؤدي ذلك إلى وضع يتمكن معه العالم من التعامل مع مشكلة تراجع نسبي في الإمداد· وتكمن الثانية في تنويع مصادر الطاقة بالاعتماد على الطاقات البديلة والمتجددة بالإضافة إلى اعتماد أنظمة جديدة لتوفير الطاقة؛ ولقد أثبت هذا التوجه حتى الآن أنه لم يحظ بالاهتمام الذي يستحقه· وتتعلق الطريقة الثالثة بضرورة وضع حد للتوترات السياسية والعسكرية قريباً من منابع النفط· ولقد قال الجنرال جون أبي زيد خلال شهر مارس الماضي إن القوات الأميركية يجب أن تبقى في العراق بسبب النفط· وفي هذا الوقت، وقعت إيران والصين والهند وروسيا صفقات نفطية تقدر بنحو 500 مليار دولار بما يوحي باحتمال تشكل ناد جديد للطاقة في وسط آسيا· ويضاف إلى ذلك أن التطورات الاقتصادية التي تشهدها شواطئ القوقاز توحي بفقد الولايات المتحدة لسيطرتها هناك بشكل تدريجي· ويختتم ميتشير تقريره بالقول إننا نعيش الآن نقطة تحول تاريخية لأن العالم لم يشهد من قبل حالة من التهديد بنضوب مصادر النفط وإمداداته كالتي يواجهها الآن· وما لم يتخذ العالم الإجراءات الوقائية اللازمة فلن يكون هناك مناص من اندلاع الحروب الكبرى·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©