الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تأرجح حظوظ اجتماع بين الحكومة السورية والمعارضة بجنيف اليوم

تأرجح حظوظ اجتماع بين الحكومة السورية والمعارضة بجنيف اليوم
24 يناير 2014 11:49
مونترو (وكالات) - برزت أمس أرضية للحوار الذي ينعقد اليوم الجمعة بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة، أعلن عنها المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي، بعدما عقد جولات من اللقاءات المنفصلة مع الوفدين السوريين، مشيراً إلى توافق أولي على بحث توسيع قنوات إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين داخل سوريا، وتبادل الأسرى. وتباينت مواقف الطرفين السوريين حول أولوية الحوار في الاجتماع الذي ينعقد اليوم في جنيف بينهما بحضور الإبراهيمي، فقد أعلن الوفد الحكومي أن أولويته بحث محاربة الإرهاب، فيما قالت المعارضة أنها ستشترك في اجتماع اليوم على أساس بحث تشكيل حكومة انتقالية، لم يتم الاتفاق حتى الآن على مصير الرئيس السوري بشار الأسد فيها، وسط تشاؤم بعقد الاجتماع اليوم. وقال الإبراهيمي «حصلنا على مؤشرات واضحة على أن الأطراف مستعدة لمناقشة قضايا متعلقة بوصول المساعدات للمحتاجين وتحرير الأسرى وعدد من القضايا الأخرى، إلا أن بناء الثقة في هذا المجال صعبة جداً». وأضاف أنه ليس واضحاً إن كان سيتمكن من جمع الطرفين السوريين في القاعة نفسها في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في «جنيف» اليوم الجمعة. وكان الإبراهيمي وفريق من الدبلوماسيين، التقوا أمس بشكل منفصل مع ممثلين لكل من الحكومة والمعارضة في سوريا في جنيف، وذلك في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول إطار عمل لما ينتظر أن تكون المحادثات المباشرة الأولى بين الجانبين منذ اندلاع الاضطرابات في سورية في منصف مارس 2011. وذكرت مصادر من جنيف أن سلسلة الاجتماعات المنفصلة مع ممثلي الجانبين، استمرت 11 ساعة لضمان مشاركتهما في محادثات السلام في إطار مؤتمر جنيف 2، وبخاصة لقاء اليوم الذي أعلنت المعارضة استعدادها للمشاركة فيه، فيما لم يصدر عن الوفد الحكومي أي إعلان عن المشاركة. لكن نتائج جولات لقاءات الوسطاء أظهرت أن وفد الحكومة السورية يضع محاربة الإرهاب محوراً أساسياً لمفاوضات اليوم، بينما تريد المعارضة بحث تشكيل حكومة انتقالية، لم يتفق أحد حتى الآن على مصير الرئيس السوري بشار الأسد فيها. وذكرت مصادر دبلوماسية أمس أن مبعوثين منهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري وممثلون عن الحكومة والمعارضة في سوريا، عقدوا سلسلة لقاءات في الفندق. وقالت روسيا إن الطرفين وعدا ببدء محادثات مباشرة اليوم الجمعة، برغم المخاوف من أن يضع الخلاف حول مصير الأسد حداً للمساعي الرامية إلى التوصل لحل سياسي للحرب الأهلية السورية. وقالت منسقة شؤون الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس أمس إن الأمم المتحدة تأمل أن يتفق الجانبان في المحادثات على وقف إطلاق النار على النطاق المحلي في بعض المناطق، للسماح بوصول الأغذية والأدوية الحيوية لملايين المدنيين. وتوقعت مصادر دبلوماسية تعثر مفاوضات جنيف اليوم الجمعة بين الوفدين السوريين، وطلب من ممثلي روسيا والولايات المتحدة والدول الأخرى البقاء على جهوزية في جنيف للتدخل في المساعي الدبلوماسية حين تدعو الحاجة. وكان عضو في الوفد الروسي قال إن المفاوضات قد تستمر ما بين سبعة وعشرة أيام، بمشاركة مسؤولين أممين وأعضاء في الوفدين السوريين. وتظل المحادثات هشة في ظل تهديد الجانبين بالانسحاب، حيث تقول الحكومة إنها لن تناقش رحيل الأسد بينما تقول المعارضة إنها لن تستمر ما لم يكن رحيل الأسد هو أساس المحادثات. ومن بين المشكلات الكثيرة التي تواجه العملية أن وفد المعارضة لا يضم الجماعات المتشددة المسلحة المرتبطة بـ»القاعدة» التي تسيطر على معظم الأراضي الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، والتي وصفت المشاركين في المحادثات بالخونة. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن أولية الحوار بالنسبة للحكومة السورية هو «مكافحة الإرهاب» وعلى هذا الأساس ينبغي أن تبنى محادثات اليوم الجمعة الثنائية. في حين قال المسؤول الثاني بوفد الائتلاف الوطني السوري المعارض برهان غليون أمس أن المعارضة ستشارك في محادثات مع النظام السوري في جنيف يوم الجمعة في حال انصبت المناقشات على تشكيل حكومة انتقالية مؤلفة من المعارضة وقوى النظام، مستبعدا أي نقاش بشأن وضع الرئيس السوري بشار الأسد وواصفا إياه بـ»خط أحمر». واستبعد هيثم المالح أحد أعضاء الائتلاف السوري المعارض أن تكون هناك محادثات مباشرة مع الوفد الحكومي اليوم الجمعة كما يأمل الجميع، بينما سيستمر الإبراهيمي في الدبلوماسية الماراثونية بين المعارضة والوفد الحكومي. وقال « لا أعتقد أننا مستعدون للقاء مباشر مع الحكومة، فالفجوة كبيرة جدا». وأضاف أنه لم يكن سهلا الجلوس في قاعة واحدة مع ممثلي الأسد، في افتتاح «جنيف-2» أمس الأول. لكنه قال إن الحالة المزاجية إيجابية رغم صعوبة اليوم الأول. وتحدث عن عملية مقسمة على مرحلتين يتم فيها أولا الاتفاق على خطوات عملية مثل تبادل المحتجزين، ووقف إطلاق النار في بعض المناطق، وسحب الأسلحة الثقيلة، وإقامة معابر إنسانية، ثم النظر بعد ذلك إلى المستقبل السياسي. وفي السياق قال العضو في وفد الائتلاف السوري المفاوض في جنيف ميشيل كيلو أمس إن «وفد النظام يحاول مسبقا العمل على كسب الوقت، ومن المرجح أن يطلب مطلع الأسبوع المقبل تأجيل التفاوض بحجة التشاور، لكن نحن لن نقبل التأجيل سوى لمرة واحدة». وأضاف إن «النظام كعادته يراوغ». وتابع: «نحن في جنيف بناء على دعوة الأمم المتحدة لتشكيل هيئة حكم انتقالي لا مكان فيها للأسد ونظامه وهم يعرفون ذلك تماما، أقصد النظام والأسد عن احتكاره للحكم، لكنه سيرحل رغما عنه هو ونظامه». وعما إذا كان يعتقد أن الإيرانيين يبيعون بشار ونظامه، قال كيلو «نعم من حيث المبدأ فهم اليوم يقايضون المجتمع الدولي على دور لحزب الله في لبنان ومكانة لهم في المنطقة، ويقولون دون خجل إنهم يريدون تقاسم دور وظيفي مع إسرائيل في المنطقة وإعادة حضورهم في المجتمع الدولي، لأنهم باتوا في موقف محرج على أكثر من صعيد». من جهة أخرى التقى عدد من أعضاء وفد الائتلاف صباح أمس نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، بحسب مصدر في الائتلاف. وقال الناطق الرسمي باسم الوفد في جنيف إن وفد الائتلاف ضم الأمين العام بدر جاموس، وأعضاء الائتلاف أنس عبدة وعبد الأحد سطيفو ومنذر أقبيق، أما من الجانب الأميركي فقد حضر مسؤولون في الخارجية بينهم السفير روبرت فورد المسؤول عن الملف السوري. وأضاف أن ويندي شيرمان عبرت عن شكرها الائتلاف على «أدائه الجيد» خلال مؤتمر مونترو أمس الأول و»حسه العالي بالمسؤولية». كما بحث وفد الائتلاف السوري المعارض برئاسة أحمد الجربا، مع وزير الخارجية الصيني «أفق التعاطي المستقبلي في آليات إنجاح المفاوضات، والحوار مع النظام في سورية». وقال بيان للائتلاف «إن التركيز في الحوار مع الجانب الصيني على ثوابت الائتلاف والثورة لنصرة الشعب السوري هو مسألة جوهرية»، مضيفا أنه «لا بد من تطبيق بنود جنيف-1»، مصرا على الجوانب الإنسانية التي تحقن دماء السوريين، وأنه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا خلال المرحلة الانتقالية. من جانبه دعا وزير الخارجية الصيني وانج يي إلى التمسك بحل المسألة السورية عبر طريق سياسي، وقال إن الجانب الصيني رحب ودعم عقد مؤتمر «جنيف-2» باعتباره فرصة مهمة لدفع الحل السياسي للمسالة السورية. ودعا كافة الأطراف في سوريا إلى المشاركة في المؤتمر بشكل إيجابي، والتزام الأطراف بطرح المطالب من خلال الحوار والمفاوضات، مؤكدا أن «الحوار يجب أن يخرج بنتائج». وقال «لا ينبغي أن يغرقوا أنفسهم في البداية في الجدل أو في المناقشات حول قضايا تتباعد مواقفهما إزاءها بشدة». وتابع قائلا إنه يتعين على الطرفين السعي جاهدين من أجل التوصل إلى «نتائج مبكرة» لبناء الثقة مثل الإفراج عن سجناء والتوصل لاتفاقيات لوقف إطلاق النار على النطاق المحلي، والتعاون لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية». وردا على سؤال عن إمكانية إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا قال وانج يي إن الصين متعاطفة بشدة مع محنة 2,4 مليون لاجئ سوري لكن سيكون من الخطأ تسييس القضية الإنسانية. وأضاف «بشكل عام فإن عملية تقديم المساعدات الإنسانية تمضي بسلاسة في الوقت الحالي، اعتقد أنه لا توجد صعوبات أو عقبات مستعصية في عملية توصيل المساعدات الإنسانية». وهون وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من شأن تبادل الاتهامات الذي بدأت به المحادثات، مؤكدا على الجانب الإيجابي. وقال «كما كان متوقعا خرج الطرفان ببيانات انفعالية إلى حد ما، ألقى كل منهما باللوم على الآخر». لكنه أضاف «للمرة الأولى في الصراع الدموي المستمر منذ ثلاث سنوات، وافق الطرفان على الجلوس إلى مائدة التفاوض برغم كل الاتهامات بينهما». فيما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «الأمل موجود ولكن ضعيف، يجب أن نواصل لأن حل هذا الصراع السوري المروع سياسي ويحتاج منا أن نواصل المناقشات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©