صحيح أن ستيف جوبس لم يخترع الكمبيوتر الشخصي، لكنه أول من حوله الى أداة منفعية وجهاز موجود في كل مكان وفي كل وقت·· وعلى الرغم من انه لم يبتكر جهاز تشغيل الموسيقى المحمول (أم بي ثري) لكنه أعاد هندسته حتى أصبح الملايين يقولون فجأة ''نحن بحاجة الى ذلك الجهاز''·· والافلام الكارتونية موجودة منذ نحو قرن لكنه هو من ساعد على تحويلها الى فئة مدرجة على قائمة جوائز الاوسكار·
ولعل هذه من الاسباب التي جعلت مجلة فورس تقول عنه ''قد يكون بيل جيتس اغنى رجل في العالم، لكن ستيف جوبس هو الاكثر اثارة وهدوءا''·
ولد جوبس في 24 فبراير عام 1955 بولاية سان فرانسيسكو لأم أميركية وأب سوري هو عبد الفتاح جون جندلي· وبعد ولادته باسبوع عرضته امه للتبنى، وانتقل الى عائلة جوبز في كاليفورنيا حيث حمل اسمها· لم يكمل جوبس دراسته في ''جامعة ريد'' لان عائلته بالتبنى كانت متوسطة الحال· ويروى جوبس تفاصيل هذه الفترة قائلا ''لم تكن لي غرفة في السكن، فكنت انام على ارضيات غرف الاصدقاء، كما كنت أعيد زجاجات المرطبات مقابل خمسة سنتات لاشتري بها الطعام· وكان علي قطع سبعة أميال مشياً على الاقدام كل ليلة احد للحصول على وجبة طعام جيدة مرة واحدة في الاسبوع من معبد هيركريشنا·'' شارك جوبس في تأسيس ''ابل كمبيوتر'' عام 1976 مع احد اصدقائه· انطلقت الشركة من داخل مرآب منزل والدته عندما كان في العشرين من العمر، وكافح الى ان تحولت الشركة خلال عشر سنوات من مؤسسة لا تضم سوى شخصين الى شركة قيمتها السوقية مليارا دولار ويعمل فيها أكثر من 4 آلاف موظف·
وتم فصل جوبس من ''ابل'' وهو في الثلاثين من العمر بسبب خلاف مع مجلس الادارة عام ،1985 فقام بتأسيس شركة ''نيكست''· لكن قيام ابل بشراء نيكست عام 1997 أتاح له العودة الى شركته الام مرة ثانية· كما شارك في تأسيس ''بيكسار انيميشن ستوديوز'' عام 1986 التي حققت افلامها ايرادات تزيد على 3,2 مليار دولار قبل ان تندمج مع وولت ديزني عام 2006 الى ان اشترتها ديزني التي يشغل حاليا منصب عضو مجلس ادارة فيها·
وتكمن وصفة ستيف للنجاح في عبقرية الابداع والتسويق التي يمتلكها والمدعمة بقدرة نادرة على التسلل الى خيال المستهلكين وفهم ما الذي يمكن ان يأسرهم إنه آسر خيال المستهلكين·
ويعتقد جوبس ان أكثر ما أثر في تكوينه الشخصي هي مقولة قرأها في شبابه وتقول ''اذا كنت تعيش كل يوم على انه اليوم الأخير من عمرك، فإنه سيأتي يوم ستكون فيه على حق· منذ ذلك الحين وعلى مدى 33 عاما، انظر كل صباح الى المرآة واسأل نفسي·· اذا كان اليوم هو الأخير في عمري، هل كنت سأفعل ما سأفعله اليوم؟·· وعندما تكون الاجابة··لا لعدة ايام على التوالي، ادرك فورا انني بحاجة الى تغيير شيء ما· ما يهمني هو ان أذهب الى الفراش ليلا وقد أنجزت شيئا رائعا· تذكر الموت هو أفضل وسيلة عرفتها لتفادي فخ التوهم بخسارة الاشياء·''
عدد اليوم
