الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العبادي يبدأ جهود تشكيل الحكومة العراقية الجديدة

العبادي يبدأ جهود تشكيل الحكومة العراقية الجديدة
16 أغسطس 2014 16:02
بدأ رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر جواد العبادي أمس جهود تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، داعياً العراقيين إلى الوحدة، وسط شروط سنية للمشاركة في السلطة وترحيب داخلي ودولي بتنحي سلفه نوري المالكي. وقال مسؤول عراقي، طلب عدم نشر اسمه، إن العبادي بدأ بالفعل اتصالاته مع قادة الكتل البرلمانية في مجلس النواب العراقي، لتشكيل حكومة عراقية وطنية تفتح الباب للجميع من دون إقصاء أو تمييز، على أمل تقديم التشكيل الوزاري ضمن المهلة الدستورية المحددة بشهر واحد، بعد تكليف الرئيس العراقي محمد فؤاد معصوم إياه يوم الاثنين الماضي. وأضاف «انسحاب رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي وسحب شكواه من المحكمة الاتحادية (العراقية) سيمهد الطريق أمام العبادي للتفاوض بشكل مريح مع الجميع، على الرغم من أنه حظي بمقبولية واسعة من المرجعية الشيعية العليا العراقية بزعامة علي السيستاني، والكتل السياسية والمجتمع الدولي وهذا مؤشر مهم للإسراع بتشكيل الحكومة». وتابع «إن العبادي يعمل حالياً على تقديم تشكيلة وزارية تضم شخصيات مهنية وعلمية متخصصة في مجالات عملها مؤهلة لقيادة المرحلة المقبلة، خاصة أنه ورث حقبة زمنية صعبة للغاية بعد سيطرة الجماعات المسلحة على مساحات واسعة من البلاد، واتساع رقعة المهجرين والنازحين من جميع مكونات الشعب العراقي بعد تهديد الجماعات المسلحة». وخلص إلى القول «على الكتل السياسية بذل قصارى الجهود لإنجاح مهمة العبادي، بعيداً عن وضع عراقيل بشأن توزيع المناصب الوزارية والمناصب الأُخرى، حيث إنه سيتفرغ كلياً لرئاسة مجلس الوزراء وسيترك كل المناصب لشخصيات مؤهلة لقيادة المرحلة المقبلة، لكنه بحاجة إلى مساندة من كل الكتل البرلمانية لإنجاح المهمة الصعبة». وقال العبادي، وهو شيعي معتدل نسبياً، في صفحته على موقع «فيسبوك» الإلكتروني للتواصل الاجتماعي «أدعو العراقيين إلى التكاتف والتعاون من أجل المصلحة، ولن أقدم لكم وعوداً غير واقعية لأن الطريق لن يكون سهلاً ولا معبداً بالورود». وأعلن رغبته في تشكيل حكومة غير موسعة من اجل تقليل النفقات العامة وإدارة مؤسسات الدولة بطريقة مختلفة عن إدارة المالكي وملائمة للمرحلة الجديدة. وقال، في بيان أصدره في بغداد «هناك ملفات عديدة تحتل أهمية قصوى في برنامجنا الحكومي، وتعد من ركائز عملنا في الفترة المقبلة، ومنها القضاء على الفساد الإداري والمالي بمؤسسات الدولة، ومعالجة ملفات الأمن والسياسة والاقتصاد والعلاقات الخارجية». وأضاف «نرغب في ترشيق الحكومة المقبلة من أجل السير بعملية ترشيق النفقات في الموازنة المالية وإدارة مؤسسات الدولة باستراتيجية جديدة تتلاءم مع المرحلة الجديدة». وأعلن المتحدث الرسمي باسم «الحراك الشعبي» في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى وبغداد المنتفضة ضد ممارسات المالكي الطائفية، طه محمد الحمدون، استعداد أهل السنة والجماعة للمشاركة في الحكومة الجديدة إذا تحققت شروط معينة أهمها وقف العمليات العسكرية ذات الطابع الطائفي في العراق. وقال في محادثة هاتفية أجرتها وكالة «رويترز» معه إنه لا يمكن إجراء أي مفاوضات تحت القصف بالبراميل المتفجرة والقصف العشوائي. ودعا إلى وقف القصف وسحب الميليشيات الشيعية من المناطق السنية حتى يتمكن الحكماء في تلك المناطق من التوصل إلى حل لمشكلاتها. وأوضح أن السنة في تلك المحافظات يريدون إدارة مناطقهم بأنفسهم وتشكيل قوات الأمن الخاصة بهم تحت إشراف الحكومات المحلية. في غضون ذلك، وصفت مرجعية السيستاني الترحيب الدولي والإقليمي بتكليف العبادي بأنه «فرصة نادرة»، يجب استثمارها في حلّ مشكلات العراق الداخلية والخارجية فيما رحبت بتنحي المالكي. وقال ممثل السيستاني في كربلاء أحمد الصافي خلال إلقائه خطبة صلاة الجمعة في مسجد الإمام الحسين بكربلاء «في هذا الأسبوع كلف رئيس الجمهورية مرشح التحالف الوطني العراقي (الشيعي) بتشكيل الحكومة في مدة أقصاها ثلاثون يوما، وقد حصل بعض الجدل والاختلاف بشأن دستورية التكليف ومحاولة اللجوء إلى المحكمة الاتحادية للشكوى». وأضاف «الاستغناء عن (اللجوء إلى المحكمة) وذلك باتفاق جميع الأطراف ولله الحمد على القبول بهذا الواقع الجديد وتكليف الرئاسات الثلاث وفق التوقيتات الدستوري، إضافة إلى ما رافقها من الترحيب الإقليمي والدولي بما حصل وهي فرصة اجابية نادرة للعراق لكي يستثمرها في حل مشاكله كافة ولاسيما السياسية والأمنية». ودعا إلى التعاون مع العبادي في الإسراع بتشكيل حكومة تعتمد الكفاءة في تسمية الوزراء ولها القدرة على معالجة الأخطاء التي رافقت الحكومة السابقة برئاسة المالكي. وقال «إن الأحداث الأخيرة التي وقعت بعد الانتخابات وأطاحت بمحافظات عراقية عزيزة علينا وأبانت عن خلل كبير في إدارة اهم المؤسسات التي تعنى بأمن العراق والعراقيين، والتدهور الكبير في الحياة السياسية بين أطراف الوطن الواحد وبين العراق ومحيطه العربي والإسلامي، كل هذه الأمور جعلت الحاجة ماسة إلى تغيير المواقع والمناصب لتتغير حالة العراق وتعتمد رؤية مختلفة عما جرى ولتنقل البلاد إلى بر الأمان». وأكد «تيار الإصلاح الوطني» بزعامة رئيس التحالف الشيعي إبراهيم الجعفري، أن تنحي المالكي سوف يسهل تشكيل الحكومة المقبلة. وقال المتحدث باسمه احمد جمال «إن تيار الإصلاح الوطني يحيي الموقف الشجاع المسؤول لنوري المالكي والمتمثل بدعمه لمرشح التحالف الوطني حيدر العبادي. هذا الموقف سيكون سبباً في تسهيل خطوات تشكيل الحكومة المقبلة». ورحب أمين عام للأمم المتحدة بان كي مون بتعهد المالكي بدعم العبادي . وقال إنه يتطلع إلى التشكيل السريع لحكومة موسعة وشاملة. كما رحب رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف بذلك. وقال «إن قرار المالكي السماح بتشكيل حكومة جديدة، إنما يدل على الحنكة والالتزام بالعملية الديمقراطية والدستور». وأضاف «هذا القرار سيشكل معلما تاريخيا آخر (هو) الانتقال السلمي للسلطة في بلد عانى الكثير من سفك الدماء والعنف». ودعا جميع الكتل السياسية في مجلس النواب وشعب العراق إلى «العمل معا لاستعادة وحدة البلاد ومواجهة التهديدات التي يشكلها الإرهاب والطائفية والانقسام». وأشادت الولايات المتحدة بالمالكي. وقالت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس «إن تنحي المالكي خطوة كبرى جديدة إلى الأمام. هذا أمر مشجع ونحن نأمل أن يضع العراق على طريق جديد وان يوحد شعبه في مواجهة التهديد المتمثل بتنظيم الدولة الإسلامية». وأضافت «بيانات التأييد من مختلف ألوان الطيف السياسي في العراق والحكومات حول العالم للعبادي من أجل تشكيل حكومة موسعة وشاملة تمثل تطورات مشجعة، نأمل أن تضع العراق على مسار جديد وتوحد شعبه ضد التهديد الذي يشكله الجهاديون المتشددون». وفي هذا السياق، قال نائبها بن رودس، منتقداً المالكي، «خلال السنوات الماضية لم يعمل العراقيون سويا. لم يؤخذ المواطنون السنة في الحسبان بالشكل الكافي. هذا الأمر أدى إلى فقدان للثقة في بعض مناطق العراق وفي صفوف قوات الأمن العراقية». ورحب وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماع طارئ في بروكسل بتعيين العبادي. وقالوا إن الاتحاد الأوروبي واثق من أنه سيشكل حكومة جديدة يجب أن أن تشمل الجميع وتكون قادرة على تلبية الحاجات والتطلعات المشروعة للعراقيينمن أجل تمهيد الطريق إلى حل سياسي للأزمة. ورحبت ألمانيا بتنحي المالكي . وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير يأمل في تشكيل حكومة وحدة طنية سيكون من مهامها أيضاً مقاومة التهديد العسكري لتنظيم «داعش». (عواصم - الاتحاد، وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©