إعداد - أيمن جمعة:
أكد تقرير حديث توفر كافة العوامل التي من شأنها جعل بورصة دبي المالية العالمية، بورصة دولية قوية، وهو ما يؤهل دبي للنجاح فيما فشلت فيه غالبية المدن الاخرى التي تطلعت لتقديم بورصات عالمية مثل دبي، وفي مقدمة هذه العوامل عدم وجود أسواق دولية لخدمة الشرق الاوسط، والوفرة النقدية التي تسبح عليها المنطقة والتي تحتاج لقنوات استثمار، اضافة الى الطفرة الهائلة في مشاريع البنية الاساسية التي تحتاج للتمويل·
وأشار تقرير لصحيفة ''فاينانشال تايمز'' إلى أن هناك عوامل سياسية عملت على نجاح بورصة دبي، وقال التقرير: رغم ان مستثمري الشرق الاوسط عادة ما كانوا يشعرون بالسعادة باستثمار أموالهم في الاسواق الاوروبية او الاميركية فإن التطورات الاخيرة تدفعهم بشكل متزايد الى ابقاء اموالهم في بلادهم، وهناك 18 ورقة مالية فقط مدرجة في بورصة دبي العالمية بقيمة سوقية اجماليها 2,35 مليار دولار، وتقول الصحيفة ''سترتفع هذه القيمة الى ثلاثة مليارات اليوم (الاثنين) بادراج اول مجموعة من البحرين''·
وتصف الصحيفة في تقرير منفصل، خطط مجموعة البركة المصرفية لادراج أسهم بقيمة حوالي 600 مليون دولار في بورصة البحرين ومركز دبي المالي العالمي بأنه خطوة استثنائية لانها المرة الاولى التي تنجح فيها دايفكس في جذب اسهم من البحرين او من اي بنك اسلامي اقليمي·
لكن تظل ان التداولات متواضعة نسبيا في تناقض صارخ مع الانشطة المحمومة في اسواق اسهم محلية اخرى مثل الرياض·'' ثم تطرح الصحيفة السؤال الاتي·· هل اخطأت البنوك الاجنبية بفتح فروع في دبي؟
ويرفض ناصر الشعالي المدير التنفيذي للعمليات في دايفكس صحة هذه السؤال، موضحا ان صورة مشروع دايفكس واضحة منذ البداية وهي انها مشروع طويل الاجل، وقال ''ظهرت الفكرة عام 2001 قبل ارتفاع أسعار النفط، وهناك الكثير من الاسباب الهيكلية لظهور هذه البورصة''·
وتشير ''فاينانشال تايمز'' الى ان مركز دبي المالي العالمي ظهر وسط توقعات بان يصبح المركز المستقبلي لاسواق رؤوس الاموال العالمية في الشرق الاوسط، وتضيف ''واليوم وبعد نحو عام من انطلاقه فانه يضم في عضويته عددا كبيرا من المؤسسات ذات السمعة العالمية الكبيرة التي تقول انها تتطلع من خلال هذه العضوية لدخول اسواق المنطقة·''
ورغم ان بعض المدن حاولت تنفيذ هذه الفكرة (انشاء بورصة عالمية) مثل مومباي فإن تقريبا كل هذه التجارب قد فشلت· ويقال ان قصة النجاح الحديثة الوحيدة هي سنغافورة· وتشير الصحيفة الى وجود أوجه شبه بين دبي وسنغافورة وتضيف ''من الاسباب التي ساعدت بورصة سنغافورة على الانتعاش انها نجحت في تفادي أوجه القصور في الابتكارات والقواعد التنظيمية في اليابان· فهل تستطيع دبي ان تفعل الامر نفسه''· وتركز الفاينانشال تايمز على ان دبي أمامها فرصة عظيمة من خلال ''استخدام التداولات الالكترونية التي تتيح سهولة التداول، لكن هذه النقطة قد تكون من عوامل ضعف دبي·· فاذا كان مستثمرو الشرق الاوسط يستطيعون تداول اسهم في سنغافورة من خلال التكنولوجيا فلماذا يختارون دبي؟·· لكن كل هذا لا يعني ان مستقبل دبي محفوف بالخطر· والشعالي على حق عندما يشدد على ان الامر يتطلب بعض الوقت لبناء بورصة''·
عدد اليوم
