الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا اللاتينية تسبق الصين!

26 يوليو 2015 23:20
جاء في تصنيف عالمي مثير وجديد، أن دول أميركا اللاتينية في طريقها للتفوق على الصين والهند في مجال الإبداع والابتكار. وأضاف القائمون على التصنيف أن اللاتينيين، لو تمكنوا من تطوير معايير التعليم والبراعة التكنولوجية، سوف يرتقون ببلدانهم إلى مصاف الاقتصادات العالمية الأكثر قدرة على المنافسة في الأسواق العالمية. و«تصنيف الإبداع العالمي لعام 2015» الذي وضعت أسسه وقواعده في جامعة «تورونتو» الكندية، يجمع ثلاثة تصنيفات تتعلق بالمواهب التطويرية الاقتصادية، هي: مستوى التعليم الجامعي للسكان، والمواهب في مجال الإبداع التكنولوجي، بما في ذلك الاختراعات المسجلة والاستثمار في البحث والتطوير، والتسامح وقبول الأقليات العرقية والدينية. وفيما لا تزال بلدان أميركا اللاتينية متأخرة بأشواط عن دول آسيا في مجال التعليم والتكنولوجيا، فإن العديد منها ارتقت إلى مراتب عليا في تصنيف «التسامح وقبول الآخر» أو الانفتاح الذهني. وخلافاً لمواقف الأنواع الأخرى للتصنيف المتعلقة بالإبداع، فإن التسامح في «تصنيف تورونتو» لا يقلّ أهمية عن مدى مساهمة التعليم أو الإبداع التكنولوجي في تطوير اقتصاد البلد المعني. والدولة الأكثر إبداعاً في العالم لهذا العام هي أستراليا (1)، تتبعها الولايات المتحدة (2)، ثم نيوزلندا (3)، وكندا (4)، وتشاركت الدنمارك وفنلندا في احتلال المرتبة الـ(5). واحتلت سنغافورة المرتبة الـ(9)، وسويسرا الـ(16) وإسبانيا الـ(19) واليابان الـ(24). ثم يأتي دور الأوروجواي (26)، فالأرجنتين (27)، والبرازيل (29) ونيكاراجوا (32)، وتشيلي (34)، وكوستا ريكا (36)، وكوبا (41)، والإكوادور (44)، وجامايكا (50)، وباناما (56)، وفنزويلا (60). وللمقارنة، تحتل الصين المرتبة (62)، والهند (99). وبالنظر لاستغرابي للمراتب الجيدة نسبياً التي احتلتها دول أميركا اللاتينية، اتصلت بالبروفيسور «ريتشارد فلوريدا» الأستاذ بجامعة تورونتو. وهو مؤلف كتاب «الطبقة المبدعة» الذي أشار فيه إلى أن أماكن العالم ذات التركيز العالي للناس المبدعين أصبحت تجتذب الشركات التكنولوجية على نحو متزايد، وقال لي بأن السبب الذي جعل دول أميركا اللاتينية تتفوق في التصنيف على الصين والهند، يتعلق بأن تلك الدول أكثر تحضّراً. وأشار إلى أن المعدل العالي لسكان الحواضر فيها والنمو السريع للطبقة الوسطى، ساعدا في تشكيل مجتمع منفتح على الأقليات والمجموعات الإثنية ويقبل الأشخاص الذين يفكرون بطريقة مختلفة. وعندما سألته عن السبب الذي يجعل من التسامح وتقبل الآخر بمثل هذه الدرجة من الأهمية، قال «فلوريدا»: «ليس من قبيل المصادفة أن تكون أكثر الدول قدرة على الإبداع، مثل أستراليا والولايات المتحدة، هي أيضاً من أكثر الدول تسامحاً وقبولاً للأقليات. وجاءت في الدراسة التصنيفية الفقرة التالية: «وجد من خلال نتائج العديد من البحوث أن الانفتاح على التنوّع العرقي، يمثل عاملاً تحفيزياً للتطور الاقتصادي، فيما يلعب التجانس العرقي دور العامل المثبّط للنمو الاقتصادي. ووجدت تلك البحوث أيضاً أن البلدان الأكثر انفتاحاً على الأفكار الجديدة تجتذب الناس من كل أنحاء العالم وتهيئ لنفسها بذلك الأسس الضرورية لابتكار الاختراعات غير المسبوقة وتأسيس الشركات التكنولوجية الجديدة». الفضل كل الفضل يعود إذن للانفتاح على التنوع البشري. ولهذا السبب أيضاً أصبحت مدن مثل «ساو باولو» و«بوينس آيرس» مراكز عالمية لصناعة الموسيقى والأفلام وتصميم الأزياء وابتداع ألعاب الفيديو والعديد من النشاطات الإبداعية الأخرى. إلا أن «فلوريدا» يستدرك الأمر ليقول بأن الإبداع في هذه المجالات لم يكن السبب الوحيد لتسريع وتيرة التطور الاقتصادي في بلدان أميركا اللاتينية. وأضاف: «لا يمكن للاقتصاد المتسامح أن يخلق وحده وبشكل آلي اقتصاداً منافساً». وفي رأيي الشخصي أن هذا التصنيف يمثل إضافة رائعة في ميدان التصنيف الإبداعي رغم أنه أعطى للتسامح وقبول الآخر قيمة مبالغاً فيها، خاصة عندما اعتبرهما شرطاً أساسياً من شروط التطور الحضاري والتقدم التكنولوجي. أندريس أوبنهايمر* *محلل سياسي أرجنتيني مقيم في الولايات المتحدة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©