انضمت روسيا أمس إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في تشديد الضغط على إيران، ملوِّحة بإحالتها إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم تتعاون في جهود حل مسألة برنامجها النووي. في الوقت نفسه اتهمتها ألمانيا بالمراوغة والتحايل لكسب الوقت من أجل صنع أسلحة نووية.
ورأت الصين أن الملف النووي الإيراني بلغ “مرحلة حاسمة”، مجددة دعوتها إلى مواصلة الجهود الدبلوماسية لحله.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني جيدو فسترفيله في برلين “في مواقف معينة، إذا لم نتلق ردا ايجابيا من جانب إيران سيتعين علينا على الأرجح مناقشة هذه القضية في مجلس الأمن الدولي”. لكنه أضاف أنه لا يزال يأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي.
وقال فتسرفيله في حديث للإذاعة الألمانية “إن الحكم على إيران سيكون على أفعالها لا أقوالها وان العودة الجادة إلى لمفاوضات هي وحدها ستحول دون فرض مزيد من العقوبات عليها”. وأضاف طوال العامين الماضيين، لجأت إيران مراراً إلى المراوغة والحيَل. لقد لعبت لكسب الوقت، لكن بالقطع نحن في المجتمع الدولي لا نقبل بإيران مسلحة نووياً”. وتابع “إيران المسلحة نووياً لن تكون خطراً على دول المنطقة فقط، بل سيشغل ذلك المجتمع الدولي كله ويهدد الاستقرار بتفجر سباق إلى الأسلحة النووية”.
وقال وزير الخارجية الصيني يانج جي تشي في كلمة ألقاها خلال افتتاح مؤتمر الأمن الدولي السادس والأربعين في ميونيخ جنوبي ألمانيا “إن الملف النووي الإيراني دخل مرحلة حاسمة، وعلى الأطراف المعنيين أن يكثفوا جهودهم الدبلوماسية ويظهروا صبراً ويتبنوا موقفاً أكثر ليونة وواقعية لا تغيب عن بالهم مصالحهم بعيدة المدى”.
في السياق ذاته، ذكر دبلوماسيون في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أن إيران لم تخطر رسمياً بقبولها مسودة الاتفاق مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا (مجموعة “5 + 1” المعنية بحل المسألة النووية) القاضي بنقل معظم مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج لتحويله إلى وقود نووي لمفاعل الأبحاث الذرية الطبية في طهران.
كما أعلنت البرازيل أنها لم تفاوض إيران حول إمكانية نقل اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب إليها لتحويله إلى وقود نووي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البرازيلية في العاصمة برازيليا “لم تجر محادثات عن تخصيب الوقود النووي في البرازيل”.
وقد صرح مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية مساء أمس الأول بأن إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد استعداده لارسال اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب يؤكد رغبة إيران في التعاون من اجل التوصل إلى اتفاق مع الدول الكبرى لتخفيف حدة التوتر. وقال لوكالة “رويترز” وقناة “العالم” التلفزيونية الإيرانية “ما قاله رئيسي يوضح في حقيقة الامر ان إيران لديها الارادة السياسية لتسهيل التعاون وليس المواجهة والآن فإن الامر في أيدي الآخرين لاستغلال هذه الفرصة”. وأضاف “كانت رسالته في الواقع ايجابية للغاية، رسالة بناءة تختبر سياسة وحسن نوايا الآخرين لتغيير موقفهم من المواجهة إلى التعاون”.
وذكر أنه لم يبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأي موقف إيراني جديد بشأن مسودة الاتفاق التي اقترحها مديرها العام السابق الدكتور محمد البرادعي. وسئل عما اذا كان ذلك سيثير تكهنات بأن ايران غيرت موقفها في حقيقة الأمر، فأجاب “أرجوكم لا تصدروا احكاماً” ورفض الإدلاء باي تفاصيل.
عدد اليوم
