تتواصل فعاليات الدورة الـ36 لموسم أصيلة الثقافي الدولي، التي انطلقت في 9 أغسطس وتستمر إلى غاية 22، بتنوع أنشطتها السياسية، والفكرية، والثقافية، والفنية، بحضور دولي وازن، من خلال ندوات الجامعة الصيفية المعتمد ابن عباد أو باقي الأنشطة الثقافية أو الفنية خاصة التشكيل والموسيقى.
وكانت أولى ندوات الجامعة الصيفية لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية، التي تمحورت حول موضوع «الدولة الوطنية والاتحادات الإقليمية في عالم الجنوب»، يومي 8 و9 أغسطس 2014، خلصت في «إعلان أصيلة» إلى ضرورة بناء أقطاب إقليمية قوية وفاعلة، من شأنها فتح المجال أمام الاستفادة من الامتيازات الاقتصادية في عالم تطبعه الكونية، من أجل خلق أجواء التضامن، وتعبيد الطريق نحو ضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وترسيخ السلم والاستقرار في الدول الإفريقية.
ولم يفت المشاركون في الندوة الافتتاحية للجامعة الصيفية لمهرجان أصيلة، والتي شملت شخصيات وازنة ومتنوعة المشارب، من عالم السياسة والاقتصاد والفكر، من المغرب، والبحرين، والسينغال، وتونس، وبوركينا فاسو، والنيجر، وكولومبيا، ودول أخرى، الإشارة إلى أن الوقت حان من أجل تقييم موضوعي للتجارب الإفريقية في تحقيق الاندماج الإقليمي، من أجل التغلب على ما وصفوه بـ«هشاشة» الدول الوطنية في مواجهتها للمخاطر.
وتركز النقاش خلال الندوة الافتتاحية للجامعة الصيفية لمهرجان أصيلة حول الخلل الذي يعترض تطور الاتحادات الإقليمية في دول الجنوب، التي وإن كانت ترتكز في تأسيسها أساسا، على الجانب الاقتصادي وأيضاً، الأمني، باعتبارهما يتصدران أولويات هذه التحالفات والاتحادات.
واستحضر المشاركون في الندوة تجارب كانت نسبة الفشل فيها كبيرة جدا، كتجربة الاتحاد المغاربي، وأخرى ذات نجاح نسبي، مثل تجربة مجلس التعاون الخليجي ومنظمة «الميكروسور» بأمريكا اللاتينية.
وفي الكلمة الافتتاحية الندوة الثانية لجامعة المعتمد ابن عباد الصيفة، توقف محمد بنعيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، المنظمة لمهرجان أصيلة الدولي، عند الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش، معتبرا إياه «وقفة تأمل، ونقد ذاتي جريء».
وأشار بنعيسى، مؤسس مهرجان أصيلة، خلال افتتاح ندوة «التنمية المستدامة والتغير المناخي: أي دور للمنظمات المتعددة الأطراف»، إلى أن النموذج المغربي يمكن أن يشكل قيمة مضافة وحافزاً معرفياً لمنظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، من أجل ضبط جديد لأهداف الألفية للتنمية.
وكما كان مبرمجا، احتفت أصيلة تحتفي بـ«الكتابة البصرية» لدى الروائي والمسرحي والسينمائي المبدع المغربي يوسف فاضل، بحضور نخبة من الأكاديميين، والنقاد الأدبيين والسينمائيين، والصحافيين، الأحد الماضي.
وجاء تكريم المبدع يوسف فاضل، في إطار فعاليات مهرجان أصيلة الثقافي الدولي، في دورته الـ36 في إطار ما بات يعرف بـ«خيمة الإبداع»، ضمن تقليدها الثقافي الأدبي.
ويوسف فاضل الذي أدرجت روايته «طائر أزرق نادر يحلق معي» ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية 2014، من الكتاب المسرحيين المشهورين في المغرب، حيث اشتهر بالكتابة المسرحية للممثلة ثريا جبران، وزير الثاقفة المغربية السابقة، كما كتب مجموعة من السيناريوهات لمخرجين مغاربة، قبل أن يخرج فيلمه السينمائي، وكتب مجموعة من الروايات.
وجاء تكريم يوسف فاضل تقديرا لمسار كمبدع متميز «أغنى المكتبة العربية بإنتاجات أدبية متنوعة، بين النص الروائي والقصصي والمسرحي، إضافة طبعا إلى الكتابة السينمائية.
وقدم المشاركون في خيمة الإبداع الثالثة، من فعاليات فكرية ونقاد، في المجالين الأدبي والسينمائي، وصحافيون شهادات عن مسار يوسف فاضل، وأعماله، وخصوصيات كتاباته، وما يميزها.
واستعرض المشاركون مسار الإنتاج الأدبي الغزير للمبدع يوسف فاضل، خاصة روايته «طائر أزرق يحلق معي» التي حظيت بشرف اختيارها ضمن اللائحة القصيرة لجائزة بوكر العربية في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة.
وبالإضافة إلى الجوانب السياسية، والفكرية، والثقافية، كان للجانب الفني حضوره المتميز، حيث استمتع الجمهور بحفل موسيقي للأوركسترا الوطني للبحرين، برئاسة فنانة اليونيسكو من أجل السلام، الموسيقية اليابانية ميسة جاهنوشي.
واكتشف الجمهور الذي تابع الحفل عامة، والمغربي خاصة، تميز الفرقة البحرينية التي تزاوج بين الموسيقى الشرقية الأصيلة والعصرية.
ويأتي هذا الحفل ضمن سلسلة حفلات الموسيقية أخرى، ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي بمشاركة مجموعة من الفنانين والمجموعات الموسيقية المغربية والغربية، إذ من المتوقع أن يلتقي الجمهور مع إحسان الرميقي، ومجموعة زمن الوصل، ومجموعة الحضرة الشفشاونية، وأوركسترا شباب تطوان للموسيقى الأندلسية، ومجموعة جيبسكو أركو، وماك شو باند، وليلى المريني وأهل أصيلة.
عدد اليوم
