الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لاتضحك أو تضحك

16 أغسطس 2014 00:28
لاتضحك المرأة التركية في الأماكن العامة أو تضحك، ربما كان هذا ما يذكر بعنوان ما سمعنا عنه قبل مدة من أخبار التحدي بين اثنين من الساسة الأتراك. الأول نائب رئيس الوزراء، والثاني مرشح المعارضة ضد رئيس الوزراء. الأول ألقى أثناء اجتماع له بمناسبة استقبال عيد الفطر، كلمة وجهها إلى نساء تركيا وشبابها، حثهم فيها على التمسك بالأخلاق والحشمة، فلا ينبغي للشباب أن يدمنوا مشاهدة البرامج التلفزيونية ذات المضمون الذي يشجع على الإدمان الجنسي، ولا ينبغي للمرأة أن تضحك في الأماكن العامة بصوت مرتفع أو تدمن على الكلام عن مسائل تافهة على الهاتف. والواقع أن هذه من الأمور المطلوبة في الإنسان شاب كان أم عجوزا، رجلا أو امرأة، ولكن ما الذي استجد في الشارع التركي، هل يعني أنك وأنت مسافر إلى تركيا ستميد بك الأرض من قهقهة نسائها؟ معركة انتخابية «غير شكل» استثمرت فيها ضحكة المرأة، ومن الجانب الآخر هب مرشح المعارضة مدافعا عن الضحك والضاحكين بقوله «إن بلادنا تحتاج إلى المزيد من الضحك، تحتاج لأن يضحك الجميع». والواقع أن المسألة تضعك في حيرة، ما هو الوضع عندهم، هل استشرت هستيريا الضحك، أم انتشرت الكآبة بين الناس هناك، لكي يكون ضحك المرأة عنوان خطابات السباق السياسي، خاصة أن الناس تعودت على أجندات سياسية واقتصادية معروفة في الانتخابات؟ في عالمنا العربي نحن نعرف أن للضحك حدوداً، رغم أننا نموت من الضحك. لكن يبدو أنهم في تركيا يريدون أن يضبطوا العيار قليلا وهناك من يحاول أن يرفع درجة الحرارة وهناك من يحاول أن يخفضها. غير أن النساء التركيات تحدين خطابات آداب الضحك وتصدين للموقف، ولم يكتفين بالضحك التقليدي، وهرعن إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتظهر صورهن وهن يضحكن من خاطرهن! الضحك شيء معروف لدى البشر منذ بدء الخليقة، وله تاريخه الطويل وله كذلك في تاريخنا الحديث يوم يعرف بيوم الضحك العالمي يصادف أول يوم أحد من شهر مايو من كل عام. وهو من اختراع طبيب هندي أطلقه سنة 1998 للترويج ليوجا الضحك حول العالم. وكما أن للضحك فوائده له أيضا مساوئه، وهناك نوع من الضحك الهستيري والضحك الذي يثير الاشمئزاز، ويقال: إن الضحك بلا سبب (...). وبمناسبة أسباب الضحك هناك أكثر من تفسير، أحدها يقول: إن من يضحك علنا قد يخفي الألم سرا. والمتطلع إلى وجوه المئات من أولئك النسوة التركيات التي نشرتها الصحف وهن يقهقهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى يبتسمن ابتسامات عريضة، ردا على تصريح نائب رئيس الوزراء أو استجابة لمرشح المعارضة، يقرأ فيها مقدار التحدي والفارق الكبير بين الضحك الطبيعي والضحك الذي يهدف إلى إيصال رسالة معينة، وبالتالي فالإنسان يعتقد أن هذا ربما كان هو الضحك الذي لفت الانتباه إليهن منذ البداية حتى لايسقطن سهوا من برامج الانتخابات. لماذا تضحك المرأة التركية بهذا الشكل الملفت هذه الأيام، وما الذي تخبئه وراء ضحكتها، الله أعلم. لكنها على أية حال ضحكة جنان. m_juma@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©